تتوج إسبانيا غدًا الخميس الأمير فيليبي دي بورون ملكًا باسم فيليبي السادس، وذلك بعد تنحي والده الملك خوان كارلوس عن العرش مطلع الشهر الجاري لتكون تلك المرة الأولى التي تعيش فيها إسبانيا الديمقراطية تجربة مماثلة.

وستقام مراسم التنصيب في مبنى البرلمان الإسباني بحضور نواب مجلسي البرلمان، فيما سيقوم الملك الجديد فيليبي السادس عقب ذلك بجولة في مدريد ترافقه فيها الملكة ليتيثيا في بعض أهم شوارع مدريد وصولاً إلى القصر الملكي وسط إجراءات أمنية مشددة.

ورفعت وزارة الداخلية الإسبانية حالة التأهب الأمني في البلاد درجة واحدة من الدرجة الثانية إلى الدرجة الثالثة، وذلك لضمان الأمن خلال مراسم التتويج التي سيتم خلالها فرض حظر جوي في سماء مدريد وتشديد الرقابة على مداخل المدينة. كما سيتم نشر 7000 شرطي وعنصر أمني في مدينة مدريد من بينهم 120 قناصًا على الطرقات التي سيمر بها الملك وعقيلته فضلاً عن نشر 330 طالبًا في كلية الشرطة على هيئة طوق أمني على الطرقات.

وأمام الملك الجديد حدث مهم آخر هو "القمة الأيبيرية - الأميركية) التي ستعقد في ولاية فيراكروز المكسيكية في ديسمبر المقبل، مما يعد منصة مثالية للاجتماع بقيادات أميركا اللاتينية وزعمائها والدفاع عن مصالح إسبانيا في كافة المجالات لاسيما الاقتصادية والتجارية. ويبلغ وريث العرش 46 عامًا وهو متزوج من الصحفية السابقة ليتيثيا أورتيز وله ابنتان ليونور وصوفيا علمًا بأن ليونور الكبرى البالغة من العمر ثماني سنوات ستبدأ اعتبارًا من الغد التحضيرات والتأهيل العسكري اللازم باعتبارها وريثة العرش الإسباني على أن يكون لقبها "أميرة أستورياس".

وكانت الشعبية الكبيرة التي يمتع بها الملك الإسباني خوان كارلوس الذي ساهم في تحقيق الانتقال الديمقراطي الإسباني في السبعينات من القرن الماضي بعد فترة الحكم الديكتاتوري للجنرال فرانسيسكو فرانكو، تعرضت لتراجع كبير خلال السنوات القليلة الماضية. وجاء ذلك بعد فضائح فساد طالت ابنته الأميرة كريستينا وزوجها إنياكي أوردانغارين وكذلك خروجه في رحلة ترفيهية إلى بتسوانا في أبريل العام 2012 تعرض خلالها لكسر في الحوض وذلك عندما كانت البلاد في أوجّ الأزمة المالية ووسط المخاوف من خضوع إسبانيا لعملية إنقاذ مالي أوروبية.

وعانى الملك الإسباني (75 عامًا) من متاعب صحية وخضع لست عمليات جراحية في أقل من عامين لأكثر من عشر عمليات جراحية سابقة من بينها عملية استئصال ورم في الرئة العام 2010، فضلاً عن عدد من الإصابات الأخرى دون خطورة تذكر.

يذكر أن مجلس الوزراء الإسباني صادق الجمعة الماضي على مشروع قرار يضمن للملك خوان كارلوس الأول وعقيلته الملكة صوفيا الاحتفاظ بلقب الملك والملكة طوال الحياة ويضمن لهما كافة الامتيازات وعلى رأسها الحصانة القضائية.

ويرى محللون أن اعتلاء الأمير فيليبي العرش الإسباني سيعمل على استعادة العائلة الملكية الإسبانية لشعبيتها في وقت تطالب فيه أحزاب سياسية وشرائح مختلفة في المجتمع الإسباني بإجراء استفتاء شعبي حول استمرارية النظام الملكي البرلماني والاختيار بين الاستمرار به وبين النظام الجمهوري.