Atwasat

يصاب به واحد من كل 300 شخص.. تقدم كبير في بحوث علاج انفصام الشخصية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 29 مايو 2023, 02:49 مساء
WTV_Frequency

على مدى السنوات الماضية، لم يُسجل أي تقدم بارز في البحوث العلمية بشأن انفصام الشخصية (الفصام)، وهو مرض عاد إلى واجهة الأخبار في فرنسا أخيرا إثر مقتل ممرضة على يد أحد المصابين بهذا الاضطراب الذهني غير أن جزيئات جديدة قد تحرك هذا الركود.

ويقول الطبيب النفسي الاسكتلندي «روبن موراي» الذي كرس عقودا من حياته للأبحاث بشأن هذا المرض، «العلاجات الدوائية لم تتغير بشكل جذري في هذا المجال على مدى 20 أو 30 عاما» حسب وكالة «فرانس برس».

حادث قتل بسبب مرض الفصام
وفي فرنسا، سُلط الضوء على هذا الاضطراب النفسي الخطير عقب حادث هجوم بالسكين أودى قبل أيام بحياة ممرضة في مدينة رانس الفرنسية على يد شخص يعاني مرض الفصام ويُخشى أن تتسبب مثل هذه الحوادث في وضع وصمة سلبية على جميع المرضى.

وقالت الطبيبة النفسية سونيا دولفوس «لكل العمل الذي أُنجز على مدى سنوات لمحاولة إزالة وصمة العار عن هذا المرض، سقط في 24 ساعة، مشددة على الطبيعة النادرة للغاية لهذا العمل».

وبالنسبة لمعظم مرضى الفصام الذين تقدر منظمة الصحة العالمية نسبتهم بواحد من كل 300 شخص في جميع أنحاء العالم، يمثل المرض خطرا أولا وقبل كل شيء على المصابين به، لا سيما بسبب ارتفاع معدل حالات الانتحار بين هؤلاء (5%).

مصاب بشلل نصفي يستعيد تحكمه الطبيعي بالمشي عبر التفكير

وعلى نطاق أوسع، فإن الفصام الذي تنتج عنه مجموعة واسعة من الاضطرابات متفاوتة الشدة من مريض إلى آخر، غالبا ما يؤدي إلى اضطراب عميق في الحياة الشخصية والاجتماعية.

مرض معقد العلاج
كما أن علاج هذا المرض معقد ويجمع بشكل عام بين تناول عقاقير والمساعدة في إعادة الإدماج الاجتماعي والعلاج النفسي. على هذا المستوى الأخير، تحسنت المتابعة في العقود الأخيرة، بحسب «موراي» الذي يشير إلى انخفاض في علاجات التحليل النفسي التي تُعتبر غير فعالة أو حتى تؤدي إلى نتائج عكسية في مواجهة مثل هذه الاضطرابات الذهنية.

من ناحية أخرى، في المجال الطبي، ظل الوضع إلى حد كبير على حاله لسنوات عدة. ومع ذلك، على عكس الاضطرابات العقلية الأخرى، لا سيما الاضطرابات العصبية، يظل تناول الدواء حجر الزاوية في العلاج النفسي لمرض انفصام الشخصية.

مسار واعد في علاج مرضى الفصام
في المرحلة الراهنة، تتعلق الابتكارات الملموسة بمتابعة المرضى، على سبيل المثال عبر تطوير تطبيقات للكمبيوتر تسهل الاتصال بالطبيب النفسي، وطريقة تناول الأدوية المعروفة أصلا.

وبذلك، وافقت السلطات الصحية الأميركية في أبريل على علاج طورته شركتا «تيفا» و«ميدينسيل» الفرنسية. وسيتم إعطاء الجزيء، المعروف بالأصل لدى الأطباء النفسيين، عن طريق الحقن وليس عن طريق الفم.

وبالتالي يمكن إطلاق الدواء تدريجيا في الجسم على مدار أسابيع، بدلا من اشتراط تناوله يوميا.

رصد حمض نووي بشري في عناصر بيئية يثير مخاوف من أداة تتبع جديدة

يكمن التحدي في إتاحة مراقبة الأدوية بشكل أفضل فيما يُضطر مرضى كثر بسبب اضطراباتهم إلى وقف تناول العلاج بانتظام فبحسب مصادر مختلفة، كان هذا الحال مع منفذ الهجوم في رانس.

على الرغم من أن هذا تقدم واعد على المستوى العلاجي، إلا أنه لا يمكن التحدث عن ثورة ترتبط مثلا بظهور جزيئات جديدة ولكن في هذا المجال أيضا، يبدو أن التقدم ممكن في النهاية.

توضح دولفوس أن «العقاقير التي يتم استكشافها حاليا مثيرة للاهتمام حقا بسبب آليات عملها الجديدة».

تنظيم تأثير الدوبامين بدلا من منعه
الجزيئات المستخدمة حاليا في مرض انفصام الشخصية تتلخص أساسا في طريقة عمل واحدة: فهي تمنع عمل الدوبامين، وهو جزيء له تأثير مركزي في الجهاز العصبي.

ومع ذلك، يبدو أن الدوبامين يلعب دورا معقدا في مرض انفصام الشخصية سواء كان مفرطا على مستويات معينة أو غير كافٍ في مستويات أخرى وهذه العلاجات، التي تكون فعالة جدا ضد أعراض مثل الهلوسة، لا تحسن الجوانب الأخرى للمرض، مثل فقدان الإرادة أو اللغة.

في مواجهة هذه الملاحظة، ركز البحث أخيرا على جزيئات أخرى، يكون أسلوب عملها أوسع من خلال تنظيم انتقال الدوبامين بدلا من منعه أثناء العمل بالتوازي مع جزيئات أخرى يُحتمل أن تكون متورطة في اضطرابات الفصام.
 

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تجارب في أجاكسيو الفرنسية على «كرسي حاضن» يهدئ قلق ذوي الطيف التوحدي
تجارب في أجاكسيو الفرنسية على «كرسي حاضن» يهدئ قلق ذوي الطيف ...
علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل في آسيا
علاج جديد يعيد الأمل في شفاء مرضى السل في آسيا
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية من التبغ
البرلمان البريطاني يناقش مشروع قانون لجعل المملكة المتحدة خالية ...
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض الخرف (دراسة)
آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان في تهدئة أعراض ...
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم