Atwasat

رصد حمض نووي بشري في عناصر بيئية يثير مخاوف من أداة تتبع جديدة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 16 مايو 2023, 11:28 صباحا
WTV_Frequency

تتبع الأشخاص من خلال تحليل البصمة الوراثية التي زرعوها في البيئة سيصبح ممكنا يوما ما، حسب علماء أعلنوا رصد حمض نووي بشري في الرمال والماء وحتى الهواء، لكنّهم حذروا من إمكان استغلال هذا التطور لغايات خبيثة.

وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تطبيقات في الطب أو البيئة أو علم الطب الشرعي، لكنّه يطرح مشكلة أخلاقية، نظرا إلى السهولة التي جُمعت فيها آثار للحياة البشرية، وفق ما حذر معدو الدراسة التي نُشرت نتائجها الإثنين في مجلة «نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن»، الذين فوجئوا أنفسهم بنتائج عملهم، ودعوا إلى «ضمانات» تقي من إمكان استخدام هذا الاكتشاف بهدف التعدي على الخصوصية.

ليس البشر استثناءً لهذه القاعدة
وقد طُورت تقنية الحمض النووي البيئي أخيرا لتتبّع الأنواع البرية وفهم التنوع البيولوجي بشكل أفضل، التى تقوم على أخذ عينات من البيئات الطبيعية للحيوانات التي تترك آثاراً وراثية في محيطها عبر الخلايا (في الجلد، والشعر، والحراشف) تفقدها بشكل دائم.

وليس البشر استثناءً لهذه القاعدة، إذ ينشرون أينما ذهبوا الحمض النووي الناقل للمعلومات الوراثية الخاصة بكل فرد، سواء خلال المشي على الشاطئ، أو الاستحمام، أو السعال، أو نثر الرذاذ في الهواء، أو عند شطف المرحاض.

هذه الآثار تكون في العادة خفية، ولم يتوقع العلماء التقاطها على نطاق بهذا الاتساع، وفق الدراسة.

- علماء يكتشفون حمضا نوويا يعود إلى مليونَي عام

وقد بدأت هذه المقاربة «غير المقصودة للمجين البشري» في مختبر «ويتني» للتنوع البيولوجي البحري في جامعة فلوريدا الأميركية، باستخدام مسحات من الرمال لدراسة الحمض النووي البيئي للسلاحف البحرية.

وكان الباحثون يتوقعون بالفعل العثور على بعض الحمض النووي البشري في العينات، التي غالبا ما تكون متأتية من أشخاص يتعاملون معها، لكنهم لم يتوقعوا أن تكون بهذه الكمية الكبيرة، وبالنوعية «شبه الموازية لتلك العائدة لعينة مسحوبة من شخص»، وفق الإخصائي في الأمراض الوراثية لدى الحيوانات البرية في جامعة فلوريدا ديفيد دافي، الذي أشرف على الدراسة.

موجود في كل مكان
ميدانيا، وجد دافي وفريقه بصمات جينية بشرية في كل مكان تقريبا، في المحيطات والأنهار حول المختبر، وبالقرب من المراكز الحضرية وفي الأماكن الأقل كثافة سكانية، وعلى رمال الشواطئ المعزولة.

واختبر البروفيسور دافي هذه التقنية في مناخ أكثر برودة في أيرلندا، وعثر على عينات من الحمض النووي البشري من خلال صعود مجرى النهر، باستثناء المنبع، البعيد عن أي حضارة.

وقالت جامعة فلوريدا في بيان إن جمع عينات من الهواء في مستشفى بيطري كشف عن وجود حمض نووي مطابق لأعضاء الطاقم ولفيروسات حيوانية.

- حمض نووي بشري على قلادة تعود إلى نحو 20 ألف سنة
- اكتشافات تعيد تشكيل الفكرة حول المستوطنات البشرية الأولى

وقال مارك ماكولي، أحد المعدين الرئيسيين للدراسة، إن تسلسلات الحمض النووي التي جُمعت كانت طويلة بما يكفي لتكون «قابلة للقراءة»، مما يجعل من الممكن تحديد الطفرات المرتبطة بالأمراض، مثل مرض السكري، وتحديد السلالة الجينية.

حتى إن الباحثين تمكنوا من ترتيب أجزاء من مجين المشاركين المتطوعين الذين وافقوا على أخذ عينات من الحمض النووي من آثار أقدامهم في الرمال.

تقديم مساعدة في تحديد مشتبه به لجريمة
وعلق مارك ماركولي خلال مؤتمر صحفي «لأسباب أخلاقية، لم نراجع التسلسلات التي في حوزتنا بطريقة تمكّننا من تحديد أفراد معينين، لكن من المؤكد أن هذه الخطوة ستحصل يوما ما، والسؤال الوحيد هو متى سيحصل ذلك».

في المستقبل، يمكن أن «يفيد جمع الحمض النووي البشري البيئي المجتمع»، على سبيل المثال من خلال المساعدة في الكشف عن الطفرات السرطانية في مياه الصرف الصحي، أو تحديد مشتبه به في جريمة لم يترك فيها أي أثر ملموس، مثل اللعاب أو الدم، وفق هذا الباحث في مختبر «ويتني».

لكن بقدر الآمال التي يبعثها، يثير هذا التطور «مخاوف قوية مرتبطة بحماية الخصوصية الجينية وبحدود عمل الشرطة»، وفق ناتالي رام، أستاذة القانون في جامعة ميريلاند، في تعليق مرفق بالدراسة أشارت فيه إلى خطر «المراقبة الجينية الدائمة».

وقد شاطر معدو الدراسة هذه المخاوف، مبدين خشيتهم من إساءة استخدام التقنية على وجه الخصوص «لتتبّع الأفراد أو استهداف أقليات عرقية معينة»، وثمّة أيضا إشكالية مرتبطة بالموافقة على جمع البيانات التي «تطفو بحرية في الهواء»، على ما يؤكد مارك ماكولي.

ويشدد البروفيسور دافي على أن «هذا السبب في أننا ننبه العلماء والمجتمع الآن للنظر إلى نتائجنا وتطوير القواعد اللازمة للإشراف على البحث في الحمض النووي البشري».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
دراسة: قوة قبضة اليد قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
مرض «ستيفنز جونسون».. أعراضه وما هي طرق الوقاية منه؟
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل والأرجنتين
«حمى الضنك» تستشري في بيرو.. وإصابات قياسية في البرازيل ...
أطباء يابانيون يقاضون «خرائط غوغل» بسبب تقييمات سلبية يتلقونها عليه
أطباء يابانيون يقاضون «خرائط غوغل» بسبب تقييمات سلبية يتلقونها ...
منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح مبسط ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي
منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح مبسط ضد الكوليرا لمواجهة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم