Atwasat

شهادات صادمة عن سياحة طب الأسنان في تركيا

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 14 أكتوبر 2022, 04:06 مساء
WTV_Frequency

كشفت جمعية أطباء الأسنان الأتراك، أن البلاد يزورها سنوياً بين 150 و200 ألف شخص، يرغبون في معالجة أسنانهم، منجذبين بالأسعار المناسبة، ما جعل تركيا إحدى أبرز الوجهات السياحية لطب الأسنان.. لكن الأمر لا يخلو من تجاوزات.

فالابتسامة الهوليوودية، التي توفرها عيادات اسطنبول وإزمير وأنطاليا غالباً ما يؤدي الحصول عليها إلى تقليم أسنان صحية أو حتى اقتلاعها، وأحياناً إزالة الأسنان كلّها.

أدركت البريطانية رضا عظيم أنّ رحلتها إلى تركيا لمعالجة أسنانها فشلت بمجرّد نزعها الكمامة التي كانت تضعها. وتقول «قال لي زوجي عند رؤيتي: ماذا فعلوا لك! إنّ وجهك متضرر»، وفق «فرانس برس».

- صحة الأسنان كلمة السر في حماية مرضى السكري والشريان التاجي

وتضيف المهندسة المتحدرة من مانشستر «كانت لدي فراغات كبيرة تحت لثتي ويمكن رؤية كل القطع المعدنية (من الغرسات). عولجت أسناني بطريقة سيئة جداً».

وتتابع «كانوا سيجرون لي في الأساس خمس عمليات زرع»، لكن قبيل بدء العملية قال لها أطباء الأسنان إنّ عليهم اقتلاع كل أسنانها.

وتقول عظيم (42 عاماً) التي أصبحت مضطرة لارتداء طقم أسنان صناعي «بدا عليهم أنهم محترفون».

ويقول مدير إحدى عيادات اسطنبول، طالباً عدم كشف اسمه، إنّ «عدداً كبيراً من عيادات طب الأسنان في تركيا تعالج أسناناً لا تحتاج أصلاً إلى العلاج»، مضيفاً «يضعون قشوراً (فينير) على أسنان تحتاج فقط إلى تبييض، ويلجأون أحياناً إلى تثبيت تيجان كاملة على الأسنان».

وجع يومي
وليست عظيم المريضة الأجنبية الوحيدة التي تعاني تشوهاً أو ألماً مزمناً نتيجة لجوئها إلى العيادات التركية.

فالبلجيكية ألانا بون (23 عاماً) التي زارت أنطاليا في يوليو 2021، هي بين السياح المتضررين بعد مواجهتهم مضاعفات خطرة.

وكانت التيجان الثمانية والعشرون التي ثبتوها على أسنانها تبدو جيدة لكن من ناحية المظهر فقط. وتقول «غرسوها في عمق كبير. وأعاني حالياً التهاباً وآلاماً لا تفارقني يومياً... ويكون الألم أحياناً لا يُطاق».

وتضيف انّ «الحلّ الوحيد هو في إزالة كل التيجان لكنّ الأطباء لا يعرفون ما سيعثرون تحتها».

تشويه
دقت الجمعية البريطانية لطب الأسنان ناقوس الخطر في شأن ما يحصل، محذرة من «المخاطر الكبيرة التي يحملها العلاج المنخفض التكلفة» في الخارج، وأشارت إلى احتمال حدوث التهابات و«سقوط تيجان وغرسات ثُبتت بطريقة خاطئة».

ويشير باتريك سوليرا من نقابة أطباء الأسنان الفرنسية إلى أن قلقاً بدأ ينتابه عندما راى عدداً من نجوم مواقع التواصل يتوجّهون إلى تركيا لـ»تقليم أسنانهم».

ويقول «لا ينبغي تثبيت تاج على سنّ حتى لو لم يكن شديد الاصفرار، أو تقليم سنّ سليم لوضع تاج عليه وهو ما يفضي إلى تشويه»، مضيفاً «يواجه السجن في فرنسا مَن يقوم بهذه الإجراءات الطبية».

إلا أنّ طارق إيسمن من جمعية أطباء الأسنان الأتراك يشدّد على أنّ أطباء الأسنان في تركيا كانوا يستجيبون لرغبات المرضى.

ويقول إنّ «بعض الأشخاص يريدون أن يكون مظهرهم مشابهاً لنجوم هوليوود ويحصلون على ابتسامة مشرقة. وفي حال لم ينفّذ أطباء الأسنان الأتراك رغباتهم هذه، فسيقوم بذلك أطباء ألبان أو بولنديون».

ويشير إلى أنّ نسب فشل العمليات الجراحية «تكون مقبولة إن انحصرت بين 3 إلى 5 %... وقد تُسجَّل في أي بلد». ويوضح أنه لم يُفصل من النقابة أي طبيب من الأطباء الأربعين ألفاً المنتسبين لها.

من جهته، يقول تركر سندالي، أحد أبرز الأسماء في المجال ويعمل فيه منذ 20 سنة، إنّ «أطباء الأسنان الأتراك هم الأفضل والأدنى تكلفةً في العالم».

ويفاخر بعدم «اقتلاع سنّ واحد مدى 12 سنة» في عيادته الواقعة باسطنبول حيث 99% من الزبائن هم أجانب.

ويضيف «لكنني حزين لإعلامكم أنّ 90% من العيادات التركية تعتمد معدات رخيصة»، متهماً 2000 إلى 3000 عيادة غير شرعية بتشويه سمعة القطاع.

أما رئيسة غرفة أطباء الأسنان في اسطنبول بيرنا أيتاك، فتوجه أصابع الاتهام إلى وكالات السياحة الطبية لـ»خفضها جودة الرعاية الصحية» التي توفرها ضمن عروضها.

نجم مواقع التواصل
ومع أنّ أكثر من 450 وكالة سياحية طبية تحمل ترخيصاً من وزارة الصحة التركية، إلا أنّ وكالة فرانس برس لاحظت أنّ بعضها يستخدم تقنيات مضللة لجذب الزبائن.

ومن بين هذه الوكالات السياحية «سول دانتل» التي تشير إلى أنها «عيادة متخصصة في الأسنان» مع أنّ الترخيص الذي تحمله يفيد بأنها مجرد جهة وسيطة.

وعبر الصفحة الرئيسية في موقعها الالكتروني، تعرض الوكالة صوراً وتعليقات إيجابية أفاد بها زبائن سابقون يتمتعون بابتسامة مشرقة.

ومن بين المرضى الذين توجهوا إلى «سول دانتل» لتلقي علاج بريطانيان قالا إنهما عانيا مضاعفات عقب معالجة أسنانهما فيها.

ويشير أحدهما إلى تضرر طال لبّ أسنانه، ويقول «أصبحت أنزف كثيراً عندما أغسل أسناني».

وكان هذا النجم على مواقع التواصل الذي رفض الكشف عن اسمه سافر إلى تركيا ضمن صفقة إعلانية للعيادة، ولم يخبر متابعيه وهم بعشرات الآلاف عن المضاعفات التي عانى منها خوفاً من مقاضاته.

مساعدة قانونية
وتقول المحامية التركية بوركو هولمغرن من «لندن ليغل إنترناشونال» «إذا أراد الشخص أن يعالج أسنانه فعليه أن يبحث بنفسه عن طبيب مناسب ويتحدث إليه مباشرة لا أن يحصل على استشارة عبر الانترنت».

وتشير إلى أنها ساعدت أكثر من عشرة مرضى للحصول على تعويض بعدما واجهوا مشاكل نتيجة تلقيهم معالجات من عيادات أسنان التركية، موضحةً أنّ معظم القضايا تنتهي بتسوية مالية من دون فصل طبيب الأسنان المعني من النقابة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«زيت الزيتون» وراء صحة سكان حوض المتوسط (دراسة)
«زيت الزيتون» وراء صحة سكان حوض المتوسط (دراسة)
تراجع الاهتمام بدراسة التمريض في بلدان منظمة التعاون والتنمية
تراجع الاهتمام بدراسة التمريض في بلدان منظمة التعاون والتنمية
المجلس الوطنى للمرأة يشارك في أعمال المؤتمر العلمي الأول لطب العيون
المجلس الوطنى للمرأة يشارك في أعمال المؤتمر العلمي الأول لطب ...
وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدل وراثيًا
وفاة أول مريض يخضع لزراعة كلية خنزير معدل وراثيًا
أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يومياً في أوروبا
أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 10 آلاف شخص يومياً في أوروبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم