انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة استخدام حقن «ساكسيندا» لتقليل الوزن والمساعدة على الالتزام بالحمية الغذائية لذلك نقدم إليكم اليوم كل ما يجب معرفته عن هذه الظاهرة وفوائد وأضرار استخدامها وذلك وفقا لخبير التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي.

«ساكسيندا» (Saxenda) هو دواء حديث معدّ للحقن يُستعمل لعلاج البدانة، ويحتوي على المادة الفعالة ليراجلوتيد (liraglutide)، وهو عقار يستخدم لعلاج مرضى السكري من النمط الثاني وقد لوحظ أن المرضى الذين استخدموا هذا العقار سجلت نسبة منهم انخفاضًا ملحوظًا في الوزن، ما دفع إلى استخدامه لتخفيض الوزن لدى غير المصابين بالسكري، وأصبح يُنتج بجرعات خاصة لتخفيض الوزن باسم «ساكسيندا»، وصار هذا الدواء معتمدًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لتخفيض الوزن، ولكن لا يعتبر علاجًا لمرضى السكري من النمطين الأول أو الثاني.

يقول الدكتور محمد راضي: تختلف إبر التنحيف «ساكسيندا» عن أدوية إنقاص الوزن الأخرى؛ لأنها تعمل مثل هرمون طبيعي يُفرز داخل الجسم، هذا الهرمون مسؤول عن تنظيم الشهية من خلال تنشيط مناطق معينة في المخ مسؤولة عن الشعور بالشبع والجوع، فتجعل الشخص يشعر بالشبع والامتلاء بعد تناول كميات قليلة من الطعام، نتيجة لذلك يحصل الشخص على سعرات حرارية منخفضة مما يؤدي إلى خسارة الوزن مع الحفاظ على ثبات الوزن المرغوب بعد الوصول إليه.

لمن توصف «ساكسيندا»
ويضيف الدكتور راضي أن إبر التنحيف «ساكسيندا» توصف عادة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من فقدان الوزن من خلال نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، وأيضاً الذين يعانون من مشاكل صحية بسبب أوزانهم، لكنها ليست مناسبة للذين يريدون فقدان بضعة كيلوغرامات فقط لأسباب تجميلية، يجب أن يأخذ الطبيب في الاعتبار التاريخ الطبي للشخص والآثار الجانبية المحتملة للدواء وأي تفاعل محتمل لإبرة التنحيف مع الأدوية الأخرى التي يتناولها.

مع الأخذ في الاعتبار أن تكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 30 أو مؤشر كتلة الجسم أعلى من 27 بالإضافة إلى المعاناة من مشكلات صحية خطيرة مصاحبة للسمنة مثل مرض السكريّ أو ارتفاع ضغط الدم.

وبحسب إرشادات إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) إذا لم يخسر الشخص 4% من وزنه بعد 16 أسبوعًا من أخذ إبرة ساكسيندا يجب أن يوقف استخدامها لأن ذلك يعني أنها غير فعالة بالنسبة له ويحب التوقف عنها والبدء في نظام جديد.

كيف تُستخدم حقن «ساكسيندا»
يقول الدكتور محمد راضي تأتي ساكسيندا على شكل قلم حقن، ويجري الحقن مرة يوميًا في أي وقت، بغض النظر عن وقت تناول الوجبات، ولكن يُنصح بالحقن في نفس الوقت كل يوم، وقبل استعمال القلم في المرة الأولى يجب استشارة الطبيب أو الممرضة عن كيفية الاستعمال.
ويجري الحقن تحت الجلد في الأماكن التالية: أعلى الذراع والجزء الأمامي للبطن ومقدمة الفخذين.

يجب الانتباه والحذر لعدم حقن ساكسيندا في الأوردة أو العضلات، ويُنصح بالقيام بتغيير مكان الحقن بشكل دوري (عدم القيام بالحقن بنفس المنطقة يوميًا).

الآثار الجانبية المحتملة لإبرة «ساكسيندا»
وينبه الدكتور راضي أنه قد تسبب إبرة التنحيف «ساكسيندا» بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل:
- حدوث التهاب بالبنكرياس، ويجب التوقف عن استخدام إبرة «ساكسيندا» على الفور والاتصال بالطبيب في حالة الشعور بألم شديد في منطقة البطن مع قيء أو دونه، وقد يمتد الألم من البطن إلى الظهر.
- قد تسبب مشاكل في المرارة مثل ظهور حصى في المرارة وبعض مشاكل المرارة التي تحتاج لإجراء عملية جراحية، ويجب استشارة الطبيب في حال وجود ألم في الجزء العلوي من البطن أو حمى أو اصفرار في الجلد أو العين.
- انخفاض نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري من النوع الثاني لأنهم يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع سكر الدم لذلك يجب المتابعة مع الطبيب والتحقق من نسبة السكر في الدم قبل البدء في استخدام إبرة التنحيف «ساكسيندا» وأثناء استخدامها.
- ازدياد معدل ضربات القلب واستمراره لعدة دقائق، لذلك لا بُد من التحقق من معدل ضربات القلب أثناء استخدام إبرة ساكسيندا مع الطبيب.
- تفاعلات خطيرة للحساسية بسبب المادة الفعالة لإبرة «ساكسيندا»، لذلك يجب الحصول على مساعدة طبية فوراً عند ظهور أي أعراض خطيرة.
- وتشمل الآثار الجانبية الشائعة لإبرة ساكسيندا الإسهال والإمساك والصداع والقيء وانخفاض سكر الدم واضطرابات المعدة والغثيان، وهو الأكثر شيوعاً عند البدء في استخدام إبرة ساكسيندا للتنحيف، ولكن يقل هذا الشعور مع مرور الوقت عند معظم الأشخاص حين يعتاد الجسم على الدواء.

ضرورة عدم الاعتماد على «ساكسيندا»
ويضيف خبير التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي أنه لا ينبغي على المرضى اللجوء لاستخدام هذا النوع من الأدوية دون أن يخضع إلى حمية غذائية تناسب طبيعة جسمه في البداية والالتزام بها مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم وعند فشلها يمكنه اللجوء إلى هذا النوع من الأدوية تحت تعليمات طبية ومباشرة بشكل دائم ومستمر دون الاعتماد على هذا النوع من الأدوية في نظامه لأن مخاطره أكثر من مميزات فعليهم عدم الاستسهال واللجوء السريع لاستخدام هذه الأدوية.

خبير التغذية العلاجية الدكتور محمد راضي