في ظل انتشار فيروس كورونا، بدأ موظفو شركات الطيران والفنادق في السويد، الحاصلون على إجازات جبرية، التدرب للعمل كمساعدين طبيين في المستشفيات ودور الرعاية.
وتقدم مبادرة «سكيل شيفت» لطواقم الطائرات، معظمهم من شركة الخطوط الجوية الاسكندنافية (ساس)، التي قالت الشهر الماضي إنها ستعطي 10 آلاف شخص إجازات، دورات لتأهيلهم للمساعدة في المستشفيات، إضافة إلى تدريب العاملين في الفنادق للعمل في دور رعاية المسنين، حسب «فرانس برس».
وقالت لينا إنغبلوم، وهي من عضو في طواقم الطائرات تقدمت بطلب للتدرب في جامعة صوفيا هميميت، وهي مدرسة تمريض ومستشفى خاص «لم أكن أتخيل عندما بدأنا العام 2020 أن ينتهي بي العمل هنا».
وبعد دورة مكثفة لمدة ثلاثة أيام في الأمراض المعدية والنظافة ومعالجة المرضى ويوم واحد من التدريب العملي، بدأت إنغبلوم (48 عاما)، العمل كمساعدة طبية في مستشفى ريد بريك في ستوكهولم.
وأرسل المشاركون من الدورة للعمل في صوفيا هيميت والمستشفيات الأخرى في منطقة ستوكهولم مقابل أجر. وتقوم إنغبلوم الآن بمهمات إدارية، وتساعد على تنظيف المرضى واستقبالهم.
موارد جيدة
قالت رئيسة الجامعة، جوانا أدامي، إن خبرة عمل طواقم العمل تعني أن لديهم أصلا العديد من المهارات اللازمة.
وأوضحت: «إنهم مدربون على الإسعافات الأولية وأكثر الأمراض شيوعا، وأيضا الحفاظ على سلامة الناس وطريقة رعايتهم».
بدأ التدريب في جامعة صوفيا هيميت لكن بعدما قررت السويد إغلاق مؤسسات التعليم العالي، يتم الآن التعليم عن بعد عبر الإنترنت. يسمح عمل المساعدين للموظفين الآخرين بالتركيز على العدد المتزايد من مرضى كوفيد 19.
طالع: دراسة تكشف كيف يصيب «كورونا» ضحاياه من الطواقم الطبية
وتوفي أكثر من 900 مريض بسبب الوباء في السويد، وسجلت البلاد حوالي ألف إصابة مؤكدة.
قرب المبنى الذي عادة ما تلقي فيه أدامي محاضراتها، وهو الآن خال من الطلاب، نصبت خيمتان صفراوان في الهواء الطلق لإجراء اختبارات لجالات كوفيد 19 المشتبه فيها يديرها أطباء وممرضون من المستشفى يدخلون ويخرجون بملابس واقية. وثم ينقل المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج إلى مستشفيات أخرى في ستوكهولم.
وقال الطبيب هيلمار غربر إن متخرجي البرنامج أثبتوا فائدتهم، مضيفا «إنهم مفيدون للغاية وموارد بشرية جيدة جدا».
وأعلنت «ساس» أنها طلبت من حوالي 10 آلاف من موظفيها أخذ إجازات بسبب انخفاض الطلب على الرحلات الجوية وسط تفشي الوباء.
دعم في أمس الحاجة إليه
قدمت إحدى المؤسسات الراعية المبادرة سبعة ملايين كرونة (705 آلاف دولار) للبرنامج، وأطلقت مبادرة أخرى مع فندق «ستوكهولم غراند هوتيل» لتدريب عمال الضيافة لرعاية المسنين.
في غرفة اجتماعات في الفندق ذات الواجهة المائية، شاهد حوالي 25 من موظفيه الممرضين وهم يشرحون طريقة رفع المرضى الضعفاء ومساعدتهم على الوقوف وترتيب الأسرة.
وبعد انتهاء الدورة التي تستمر ثلاثة أيام، سينتقل هؤلاء إلى دار لرعاية المسنين في العاصمة.
وقالت المدربة كريستينا ريديباك وهي ممرضة في منطقة ستوكهولم، إن المبادرة جاءت في توقيت جيد بالنظر إلى الأعداد المتزايدة في دور رعاية المسنين في السويد.
تعليقات