أعلنت كل من «أمازون» و«داتا فولت» استثمارات تفوق الـ11 مليار دولار لبناء مراكز بيانات عملاقة في السعودية، ولا سيما في مجالات مراكز البيانات والخدمات السحابية.
وأوضحت الشركتان، خلال مؤتمر «ليب 24» هذا الشهر في الرياض، أنه سيجرى ضخ استثمارات تفوق الـ11 مليارات دولار، لبناء مراكز بيانات ضخمة داخل المملكة، من ضمنها عشرة مليارات حصة الشركتين العملاقتين لوحدهما.
ما الدافع وراء استثمارات التقنية السعودية؟
ويقول موقع «الشرق بلومبرغ» إن الدافع الأبرز للاستثمار في هذه المراكز يتمثل بمصادر الطلب المتنوعة في أكبر اقتصاد بالمنطقة، وفقاً للشريك المتخصص بالتحول السحابي في شركة الاستشارات «بي دبليو سي» (PWC) مينا غبور.
وأشار إلى أن أحد محركات الطلب الرئيسية يتمثل بالمنشآت والمشاريع الحكومية الجديدة في المملكة على غرار نيوم، المدينة المستقبلية التي «يجرى تأسيسها بشكل كلّي في السحابة».
وأوضح أن مثل هذه المدن الجديدة لن تتبع الطريقة التقليدية في التعامل مع البيانات، حيث تفضل بناء منشآت استضافة البيانات الخاصة بها، بالإضافة إلى توجهها منذ اللحظة الأولى إلى تبني الحلول الأكثر تطوراً وأمناً.
ولفت «الشرق بلومبرغ» إلى أن شركة النفط العملاقة «أرامكو» استثمرت الكثير من الأموال لتعزيز التحول الرقمي والخدمات السحابية المدعومة بالذكاء الصناعي.
وتعد أحدث خطواتها نحو هذا التحول كشفها، خلال «ليب 24»، نموذجا لغويا ضخما خاصا بها (على غرار Chat gpt)، جرى تدريبه على بيانات الشركة، بحيث يساعد الموظفين في أداء المهام اليومية، والحصول على المعلومات من السحابة الخاصة بالشركة.
تحول حكومي نحو البنية الرقمية
ويتمثل أحد محركات الطلب بتوجه عديد المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية إلى تبني الخدمات السحابية، ولا سيما أن البنية التحتية الرقمية للكثير من هذه المؤسسات تعاني التقادم، ويعمل بعضها على برامج يعود عمرها إلى 20 أو 30 سنة، وفق غبور.
ويدعم تسريع هذا التحول ارتفاع التكاليف الناتجة من تقادم البنية التحتية، فكلفة النموذج القديم لاستضافة البيانات والمحافظة عليها وصيانتها أعلى من نظيره القائم على الخدمات السحابية ذات المرونة والقدرة على التحكم بالكلفة.
كما تطرق «الشرق بلومبرغ» إلى زيادة المتطلبات الحكومية المتعلقة بأمن البيانات، التي تلزم الشركات باستضافة مراكز هذه البيانات والخوادم على أرض المملكة، والتعامل مع المعلومات الناتجة وفق قوانينها، وفرض معايير مشدّدة للتعامل مع هذه البيانات من ناحية تصنيفها بين ما هو عام وسري وسري للغاية.
تعليقات