أصدر برنامج الأغذية العالمي تحذيراً من أن السودان على شفير «أكبر أزمة جوع في العالم»، حيث يشهد أكبر نسبة نزوح على المستوى الدولي. ونبهت مديرة برنامج الغذاء العالمي، سيندي ماكين، من أنّ الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهراً «قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم».

وتحذر وكالات الإغاثة، التي لم تتمكن من إيصال الغذاء إلى الكثير من مناطق البلاد التي عصفت بها الحرب، من أن الجوع قد يتفاقم مع اقتراب موسم شح المحاصيل في السودان من أبريل إلى يوليو وهو الوقت الذي يقل فيه توافر الغذاء بسبب قيام المزارعين بالزراعة.

وقالت ماكين، وفق تقرير لوكالة «رويترز» إن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت إلى نزوح 8 ملايين شخص، تهدد حياة الملايين، كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها، قبل 20 عاماً، شهد إقليم دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحّد العالم (آنذاك) جهوده لمواجهتها، لكن السودانيين منسيون اليوم.

 الحرب تعطل الإمدادات الغذائية
 وتطرق التقرير لمشاهد تجسد تلك الكارثة حيث تابعت حالة أم تتجاهل وجبات الطعام حتى يكون هناك ما يكفي من الطعام لطفليها، بينما رجل يبلغ من العمر 60 عاماً يأكل وجبة واحدة في اليوم عبارة عن قطعة من العجين مصنوعة من الدقيق والماء، فيما يغامر الناس بالخروج من منازلهم بحثًا يائسًا عن الطعام، معرضين لخطر الإصابة بقذائف المدفعية.

-  10 أشهر من الحرب توجه ضربة قاضية للاقتصاد السوداني
- تحذير من «كارثة جوع مدمرة».. الأمم المتحدة: 25 مليون سوادني يعانون من سوء التغذية بسبب الحرب

وتظهر عشرات الروايات المشابهة التي جمعتها «رويترز» عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع في مناطق السودان الأكثر تضررا من الحرب التي اندلعت في أبريل الماضي، بما في ذلك مناطق في العاصمة الخرطوم وفي منطقة دارفور الغربية. 

وقد تضاعف عدد السودانيين الذين يواجهون مستويات الطوارئ من الجوع - وهي مرحلة ما قبل المجاعة - أكثر من 3 أضعاف في عام واحد ليصل إلى ما يقرب من 5 ملايين، وفقا لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل، وهو مؤشر الأمن الغذائي المعترف به عالميا. وتحدثت «رويترز» إلى 30 من السكان، كثير منهم في المناطق التي أنهكتها الحرب في السودان حيث بدأ الجوع مع بداية القتال.