Atwasat

المغاربة ينتزعون فرحة العيد رغم غلاء الأسعار

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 أبريل 2023, 04:13 مساء
WTV_Frequency

يعيش المغرب على إيقاع ارتفاع الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن مواطنيه اقتنصوا الفرحة رغم الغلاء مع احتفالهم بأول أيام عيد الفطر اليوم السبت، وفق وكالة «رويترز». وقفز التضخم إلى مستويات قياسية تجاوزت 9% وهي نسبة لم يبلغها حتى في بداية ثمانينيات القرن الماضي عند اندلاع ما سُمي وقتها بانتفاضة الخبز. 

وتشير أرقام المندوبية السامية للتخطيط إلى أن معدل التضخم في المغرب سجل 9.4% في الربع الأول من 2023 مقابل أربعة في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي. وتقول الحكومة إن التضخم مستورد بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة إذ يستورد المغرب كل احتياجاته منها تقريبا كما تعزو ارتفاع أسعار السلع الأولية إلى الحرب الأوكرانية.

غير أن التضخم المحلي صب الزيت على نيران التضخم المستورد، بسبب سياسة زراعية أعطت الأفضلية للتصدير، مما رفع أسعار الخضروات في المغرب الشهر الماضي إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، خاصة خلال شهر رمضان فغابت خضروات أساسية عن موائد المغاربة كالطماطم والبصل والبطاطا (البطاطس). لكن مظاهر الاحتفال بالعيد في المغرب لم تغب.

حلويات العيد في المغرب
لعيد الفطر في المغرب استعدادات خاصة تبدأ بتنظيف شامل للبيوت وتحضير الحلويات المغربية التقليدية وشراء ملابس العيد للأطفال واللباس التقليدي المغربي بالنسبة للكبار وتبادل الزيارات يوم العيد. وتقول فاطمة وهي ربة منزل لـ«رويترز» «العيد الصغير من أحب الأعياد إلى قلبي، ليس فقط لحمولته الدينية، بل لأجواء الفرحة التي نعيشها طوال اليوم». وتضيف «يبدأ عيدنا بصلاة العيد حيث نلبس ثيابنا التقليدية الجديدة ونتوجه إلى المصلى، وأحرص أن يرافقني أطفالي منذ نعومة أظافرهم حتى يشبوا على الشعائر الدينية والتقاليد الحميدة».

وتقول إنها متشبثة بتقاليد العيد كتحضير الحلويات والأطباق التقليدية «على الرغم من أن المحلات التجارية توفر كل شيء جاهز فإنني أحرص على تهييئها (تحضيرها) بنفسي في البيت فللعيد روائح جميلة من بينها رائحة الأطباق والحلويات التقليدية التي أحب أن تغمر أرجاء البيت حتى تبقى مطبوعة في ذاكرة أطفالي كما بقيت بالنسبة لي من ذكريات الطفولة».

وقال أحمد، وهو بائع لوازم حلويات بوسط الرباط: «الإقبال جيد لكن ليس كما في الماضي».وأضاف لـ«رويترز» «لا أظن أن تراجع الإقبال فقط بسبب غلاء الأسعار» وإنما لأن النساء خاصة العاملات يفضلن شراء حلويات العيد جاهزة «لضيق الوقت، كما أن المحلات تقدمها بحرفية ومهارة أكبر». وأضاف «لكنني لمست أن بعض الزبائن قلصن مشترياتهن إلى النصف».

وفي أحد أشهر محلات بيع الحلويات في العاصمة الرباط كان الاكتظاظ شديدا، وعاد أغلب الزبائن خائبين بعد نفاد أبرز الحلويات الأساسية على مائدة العيد مثل «كعب الغزال» و«الغريبة» وحلويات اللوز المختلفة.

حناء مغربية بالمجان
وفي وسط الرباط، تزدهر حرفة نقش الحناء، خاصة على أيادي الفتيات بدءا من ليلة القدر وحتى أيام العيد. وتقول أمينة التي تعمل في نقش الحناء «الحنة فرحة والعيد فرحة وأجد سعادة في إدخال البهجة والسرور على الطفلات الصغيرات». وتضيف لـ«رويترز» «صحيح نحن في مثل هذه الأيام المباركة نسترزق الله ونملأ جيوبنا ببضع الدريهمات، لكن مع غلاء المعيشة التي أصبحنا نعيشها اليوم تبقى رمزية إدخال الفرحة على الطفلات أبقى وأكثر قيمة من تلك النقود.. حتى أنني أنقش الحناء مجانا للطفلات الفقيرات».

وبالقرب من ناقشات الحناء، تبدو السوق رائجة، وإن كانت أقل اكتظاظا وحركة من سنوات ليست ببعيدة. وفي أكبر سوق تجارية لشراء الملابس في الرباط، يبدو الإقبال جيدا.

وقالت شيماء (26 عاما) وهي بائعة في محل لبيع ملابس علامة تجارية معروفة «الإقبال جيد كما كل عام أظن أن الناس على الرغم من الغلاء الذي عرفه المغرب مؤخرا لا يمكن أن يحرموا أطفالهم من لباس العيد، فهذا العيد ارتبط في وجداننا بفرحة الأطفال».

اليوم عيد وغدا أمر
يقول محمد استيتو (45 عاما)، ويعمل موظفا في إحدى الشركات، إن كل ما عاشه المغاربة من غلاء للأسعار خاصة خلال شهر رمضان أثر على ميزانيته وعلى استعداداته ليوم عيد الفطر الذي هو «أحب الأعياد إلى قلبي لارتباطه بذكريات طفولية جميلة». وأضاف «في كل عيد فطر أو كما نسميه العيد الصغير أشعر بنفسي طفلا يستحق الفرحة مهما تقدم بي العمر، وأريد أن أوصل هذه الطاقة الإيجابية إلى أولادي». لكنه يسترسل «ما عشنا على وقعه من ارتفاع الأسعار ينغص فرحة العيد».

كما يقول إنه اضطر إلى الاقتراض حتى يوفر احتياجات العيد لأسرته خلال العيد وشهر رمضان. وقال موظف حكومي لم يذكر سوى أول حرفين من اسمه: «اضطررت إلى الاقتراض لأدخل الفرحة على أطفالي، فهؤلاء أصبحت أعمارهم ما بين 7 و10 سنوات ويعون جيدا العيد، لكن لا يعون ما هي الأزمة أو غلاء الأسعار». وأضاف «كغيرهم ينتظرون هدايا وفرحة ليلة ويوم العيد ولا يمكنني أن أحرمهم من ذلك.. لا يمكن أن يبقى الحال على ما هي عليه... لست متفائلا بخصوص الوضع الاقتصادي للبلاد... لكن اليوم عيد وغدا أمر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المفوضية الأوروبية تعلن دعما ماليا للبنان بقيمة مليار يورو
المفوضية الأوروبية تعلن دعما ماليا للبنان بقيمة مليار يورو
أسعار النفط ترتفع مع احتمال استمرار «أوبك بلس» في خفض الإنتاج
أسعار النفط ترتفع مع احتمال استمرار «أوبك بلس» في خفض الإنتاج
ارتفاع التضخم السنوي بتركيا إلى 69.8% في أبريل الماضي
ارتفاع التضخم السنوي بتركيا إلى 69.8% في أبريل الماضي
مبيعات «آي فون» تتراجع.. والخدمات تحسّن نتائج «أبل» في بداية 2024
مبيعات «آي فون» تتراجع.. والخدمات تحسّن نتائج «أبل» في بداية 2024
إدراج شركة «بويغ» الإسبانية للعطور ومستحضرت التجميل في البورصة
إدراج شركة «بويغ» الإسبانية للعطور ومستحضرت التجميل في البورصة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم