يتخوف اقتصاديون من الآثار السلبية جراء العطلة المخصصة لجنازة الملكة إليزابيث على الاقتصاد البريطاني، الذي يعاني بالفعل طوال الأشهر الماضية، في حين يمنى البعض النفس لجني ثمار إيجابية للأحداث الملكية، لا سيما على قطاعي الضيافة والسياحة.

شهد إجمالي الناتج الداخلي لبريطانيا انتعاشًا طفيفًا في يوليو، وهي فترة تحسن قد تكون قصيرة لمواجهة الركود الذي يلوح في الأفق، ويمكن أن يتفاقم بسبب عطلة البنوك المخصصة لجنازة الملكة.

وأعلن مكتب الإحصاء الوطني، الإثنين، أن إجمالي الناتج الداخلي ارتفع بشكل طفيف بنسبة 0.2% في يوليو، بعد تراجع بـ0.6% في يونيو، مدفوعًا بشكل خاص بقطاع الخدمات. من ناحية أخرى، تراجع قطاعا الإنتاج والبناء خلال هذه الفترة، وفق ما أوردت وكالة «فرانس برس».

- شاهد «تأبين الملكة»: تشارلز يقود الموكب المرافق لجثمان إليزابيث في إدنبرة

وفي حال زاد إجمالي الناتج الداخلي، فإن ذلك يعود بشكل أساسي إلى «ضعفه في يونيو» خصوصًا؛ بسبب احتفالات اليوبيل للملكة إليزابيث الثانية، التي توفيت الخميس الماضي، والتي منحت يومي عطلة رسمية وهو أكثر من المعتاد، كما تقول يائيل سيلفين الخبيرة الاقتصادية في شركة KPMG.

العطلة قد تكون أكثر ضررا
ووفقًا لصاموئيل تومز الاقتصادي في «Pantheon Macroeconomics» فإن العطلة الأسبوع المقبل «قد تكون أكثر ضررًا للاقتصاد من يوم العطلة الإضافي في يونيو، لأنه لن يستفيد منه قطاعا الضيافة والسياحة. وعديد الشركات ستغلق أبوابها».

وأضاف: «لكن عديد الشركات قد تعوض خسائرها كما فعل معظمها في يونيو». وعمومًا، فإن الأحداث الملكية الكبرى تعطي دفعًا للسياحة والتجارة، لا سيما مجال الهدايا التذكارية، كما ذكر جون بلاسارد المحلل في مؤسسة «ميرابو» الجمعة.

وكان إجمالي الناتج الداخلي في بريطانيا أعلى في يوليو بنسبة 1.1% من مستواه ما قبل الجائحة، لكنه مع ذلك ظل أقل بقليل من مستواه في مايو.

الأمر «مقلق»
ورأت يائيل سيلفين أن الأمر «مقلق»؛ لأنه «يشير إلى انكماش شامل في أول شهرين من الصيف» في حين يتعرض الاقتصاد البريطاني لخطر الركود «بسبب الضغط المستمر على دخل الأسر وزيادة أعباء التشغيل على الشركات».