Atwasat

احتفالات بالمئوية الثانية لولادة سيمفونية بيتهوفن التاسعة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 مايو 2024, 09:38 صباحا
القاهرة - بوابة الوسط

تحتفل أوروبا الثلاثاء بمرور 200 عام على سيمفونية بيتهوفن التاسعة الشهيرة، التي تردد صداها للمرة الاولى في فيينا بعدما وُلِدت وسط هدوء منطقة مشهورة بكونها مركزاً للعلاج بالمياه الحرارية بالقرب من العاصمة النمساوية.

وتشرح مديرة المبنى الذي استأجره الملحّن الشهير ثلاثة فصول صيف متتالية في منطقة بادن أولريكه شولدا: «هنا عمل كثيراً على سيمفونيته الكورالية»، وفقاً لوكالة «فرانس برس».

ويقام في مناسبة المئوية الثانية لولادة هذا العمل معرض في هذا المبنى الذي أصبح متحفاً يُعرف بـ«بيت التاسعة»، بينما ستصدح ألحان تحفة بيتهوفن مساءً في حفلات تقام في عواصم ومدن أوروبية كبرى مثل فيينا وباريس وميلانو.

وفي المنزل المتواضع الذي درج لودفيغ فان بيتهوفن على تمضية عطلاته فيه، يمكن رؤية البيانو الذي كان يعزف عليه لجيرانه، حيث كانت بادن -آنذاك- مقصداً للمنتمين إلى الطبقة الأرستقراطية، يمضون في طبيعتها الخضراء عطلاتهم برفقة عدد من الفنانين.

-عازفات يابانيات ذوات إعاقة يعزفن سيمفونية لبيتهوفن بفضل بيانو «ياماها»
-علماء يحددون سبب وفاة بيتهوفن

وروت أولريكه شولدا أن الفنان الشهير جاء إلى هذا المنزل «15 مرة على الأقل» محاطًا بمعجبين ورعاة فن أسخياء. وكان بيتهوفن يسعى، من خلال تردده على بادن، إلى علاج طبيعي لأمراضه، وكان يستلهم من صفاء مياه المنتجع، ويجدد طاقته بواسطة جولات المشي الطويلة في الغابات.

وتُبيِّن رسالة، تعود إلى العام 1823، الضغط الشديد الذي كان يشعر به جرّاء وجوب إنجاز هذا العمل الموسيقي الضخم، الذي تزامَنَ مع الفترة الإبداعية الأخيرة من حياته، لتسليمه إلى الجهة التي فوضته به، وهي جمعية لندن الفيلهارمونية.

70 دقيقة
ومع أن بيتهوفن ولد في ألمانيا العام 1770، أمضى هذا العبقريّ معظم حياته في بلد موزار. وفي فيينا، قدم العرض الأول للسيمفونية التاسعة في 7 مايو 1824.

وقالت المؤرخة الموسيقية بيرغيت لوديس لوكالة «فرانس برس» إن بيتهوفن راح، في اليوم السابق، يجول شخصياً في عربة على عدد من الشخصيات، «داعياً هؤلاء إلى تشريفه بحضورهم حفلته». وفور سماع الجمهور الحاشد هذه السيمفونية، البالغة مدتها نحو 70 دقيقة، أي ما يعادل ضعف وقت المقطوعات المماثلة، حصدت إعجاباً واسعاً، بدا جلياً من خلال التصفيق الحار للفنان.

وكان بيتهوفن حاضراً على خشبة المسرح، وكان يدير ظهره للجمهور، ليضبط إيقاع الأوركسترا. ونظراً إلى أنه كان أصما، لم يلاحظ حماسة الجمهور قبل أن ينبّهه أحد الموسيقيين إلى وجوب أن يستدير.

ومع أنها بدت مألوفة منذ الاستماع إليها للمرة الأولى، كسرت السيمفونية التاسعة المعايير القائمة يومها، إذ كانت السيمفونيات نوعاً «أوركسترالياً حصراً». لكنّ بيتهوفن أدخل إليها «الصوت، وبالتالي النص»، على ما شرحت عالمة الموسيقى أنغيليكا كراوس.

كليمت وبيجار و«نتفليكس»
والمفارقة أن اقتباسه «نشيد الفرح» للشاعر فريدريش فون شيلر جعل موسيقاه أكثر عرضة للتوظيف السياسي، ولا سيما من قِبل النازيين والشيوعيين.

وأوضحت كراوس أن الأبيات «منفتحة نسبياً من منظور التفسير العقائدي»، مع أنها «تعبّر خصوصاً عن مشاعر الاتحاد بين البشر».

وما يؤكد ذلك أن مقتطفاً من الحركة الأخيرة في السيمفونية اختير نشيداً لمجلس أوروبا منذ العام 1972، بعدما أعاد هربرت فون كارايان ترتيبه. وفي العام 1985، تبناه أيضاً الاتحاد الأوروبي، الذي كان لا يزال يسمى «المجموعة الأوروبية».

وبينما استوحى غوستاف كليمت من السيمفونية التاسعة جداريته الشهيرة «إفريز بيتهوفن» في متحف «قصر الانفصال» بفيينا، خصّص مصمم الرقص موريس بيجار للمقطوعة عرض باليه، وكان للعمل الضخم حضور على الشاشتين الكبيرة والصغيرة من فيلم «البرتقالة الآلية» (A Clockwork Orange) السينمائي إلى مسلسل «كاسا ديل بابيل» على «نتفليكس».

وقالت أولريكه شولدا: «نحن لا نتعب أبداً من الاستماع إليها، لأنها حافلة بالمفاجآت والتقلبات، وفي الوقت نفسه ممتعة للأذن».

وأمام منزل بيتهوفن في بادن، يرى يوخن هالوف (67 عاما) أن تعرّفه بالسيمفونية التاسعة عندما كان طفلا وضَعَه على «طريق الإنسانية».

وأضاف: «نحن بحاجة بشكل خاص إلى النزعة الإنسانية العالمية في الوقت الراهن، وعلينا أن نستمع أكثر لبيتهوفن بدلاً من خوض الحروب فيما بيننا».