شهد جناح دار الفرجاني للنشر والتوزيع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الإثنين، فعالية توقيع روايتي «الكلب الذهبي» و«العلكة» للروائي والمسرحي الكبير منصور بوشناف.

احتفى عديد المثقفين والكتاب بالفعالية، وجرى توقيع الكتابين بحضور الكاتب الصحفي محمود البوسيفي، والكاتب د. عبدالله مليطان، والكاتب عبدالسلام الزغيبي، والأستاذ رضا بن موسى والصديقة الشاعرة خديجة بسيكري، والروائي أوسمان بن ساسي، وغيرهم.

بادرت «بوابة الوسط» بوشناف على هامش حفل التوقيع، بالتهنئة على الإصدار الجديد الذي اتسمت بواكيره بعوالم كافكا وميلان كونديرا، وأكّد بوشناف هذا التماس بين عوالم الرواية وعوالم كافكا في نقطة المسخ خاصة، بينما أشار إلى أن الرواية فيها إحالة بشكل أكبر إلى رواية «الحمار الذهبي» للوكيوس أبوليوس الأمازيغي، وهي أول نص روائي في تاريخ الإنسانية.

- بين «العلكة» و«الكلب الذهبي».. سرد يوصف عناصر الهشاشة ومفهوم الكيان
- «الكلب الذهبي».. رؤيا في سيرة المسوخ
- حوار مع منصور بوشناف: القبيلة بكل أسف ما زالت فيروساً قاتلاً في كياننا الهش

وأوضح بوشناف أن «الكلب الذهبي» تحمل نفس التجذير التاريخي لـ«الحمار الذهبي» من حيث الأصول الليبية، حيث عاش أبوليوس وتزوج في ليبيا في القرن الثاني الميلادي، ووضع أول مرافعة مكتوبة في صبراته، وفكرة رمز الكلب في الأساطير الليبية، وما ورد عند هيرودوت عن بشر برؤوس كلاب في الجنوب الليبي.

في عميلة تشريح لماهية التحول الذي استحال إلى مسخ بديلا عن التحول الطبيعي، وكيف أصبح هذا التحول مؤلم للبطل وتمنى العودة إلى «جنة الكلاب».

البحث في جذور تكوّن الثقافة الليبية
وفي سؤال للـ«الوسط» عن اهتمام الكاتب بالميثولوجيا الليبية وسعيه لاستعادة قراءة التاريخ الإنساني الليبي. أشار إلى أن مشروعه الثقافي الإبداعي البحث في جذور تكوّن الثقافة الليبية والوعي الليبي عبر العصور منذ ما قبل التاريخ إلى الآن، وما طرأ عليها من تغيّرات وتبدّلات ومن صعود وانهيارات، وأيضا أعني بتفاعل الليبيين بشكل مستمر مع الحضارات كافة متأثرين ومؤثرين، والنبش في التاريخ الليبي «من نافذة الفن» من خلال الأعمال الفنية والأدبية، في محاولة لتقديم سردية ليبية تتسم الخصوصية.

وعن الهوية الليبية ورؤية بوشناف الخاصة لماهية الموروث الليبي، أكد على اهتمامه بالبحث عن الموروث الليبي من خلال ترحاله وسفرياته في ربوع ليبيا من أجل التأصيل للهوية الليبية التي تعود أصولها إلى ثمانية أو عشرة آلاف عام، وما زالت تلك الآقار الفنية والأيقونات تعيش إلى الآن ونلمسها في «الكليم» و«الفضيات» والأمثال الشعبية والعادات والتقاليد، مما يدلل على أن الثقافة لم تمت ولم تنفصل على عكس ما يعتقد البعض، وتؤكد بقاء وامتداد الهوية الليبية.

كي نعرف إلى أين نذهب، يجب علينا أن نعرف من نحن، هل يمكننا تحقيق ذلك من خلال الإبداع والفن.

أكد بوشناف أن هذا حقيقي وبالفن والأدب، ولا شيء مثلهما يستطيع ترسيخ فكرة الهوية، ولا زالت الفنون الليبية من قديم الزمن تعيش في الفنون الليبية.

الإبداع ليس فكرًا انقلابيا
وعن دور الأدب في صنع التغيير والتأثير في الواقع، قال «بالتأكيد يستطيع الأدب وتستطيع الفنون التأثير في الواقع وتغييره على المدى البعيد، حيث إن الإبداع ليس فكرًا انقلابيا».

وعن مشكلة الأدب الليبي ، أجاب ساخرًا إنها مشكلة القارئ الليبي، واهتمام الأغلبية بالقراءة لهويات ثقافية خارجية ليس في لبيبا فقط ولكن في معظم المنطقة العربية، وأشار إلى أن الشعوب العربية والليبيين لا يقرأون ولذا هم منفصلين عن الأدب الليبي، بالإضافة إلى افتقار الأدب الليبي إلى الدعاية والتوزيع اللازمين، وأضاف تحتاج ليبيا إلى ترسيخ صناعة النشر التي تفتقر إليها الثقافة الليبية.

ولتغيير هذه الأزمة علينا أن نغير المنظومة من تجارة إلى صناعة.

وعن مشاريعه المستقبلية كشف بوشناف إلى أن عمله القادم سيصدر هذا العام وهو في نفس سياق المثيولوجيا، وأدب الأسطورة وسيكون بعنون «الببغاوات».

بوشناف يوقّع «العلكة» و«الكلب الذهبي» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. (دار الفرجاني)

بوشناف يوقّع «العلكة» و«الكلب الذهبي» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. (دار الفرجاني)

بوشناف يوقّع «العلكة» و«الكلب الذهبي» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. (دار الفرجاني)