يعد اللورد  (فريدريك لايتون) أحد أكثر الفنانين تأثيراً وبراعة في العصر الفيكتوري، أسلوبه لامع ومثير من الناحية الأسلوبية للأجساد والمناظر الطبيعية، لقب بـ(جوبيتر أوليمبوس) باعتباره عملاقًا للفن ومحبًا للفن الكلاسيكي. خلال فترة شبابه، التي أمضي الكثير منها في جولة طاف خلالها أوروبا، مُطورا إمكاناته الفنية، مستفيدا من سلسلة كاملة من المدارس الفنية المعاصرة في ذلك الوقت، من رسم أكاديمي إلى الطبيعة، والرومانسية، والجمالية، حتى أصبح أحد أهم فناني الكلاسيكية الواقعية الجديدة، جعل تركيزه على الجمال، لا سيما جمال الجسد، طور أساليبه حتى أصبح رئيسًا للأكاديمية الملكية.

لوحة (يونيو المتقد) من أهم لوحاته
من أهم أعماله الفنية، هي لوحة زيتية عنوانها (يونيو المتقدة) وهي ترجمة لاسمها الإنجليزي: (Flaming June)‏ وهي التي رسمها العام 1895، والتي يرى عديد الخبراء، والنقاد أنها أهمُّ أعمال هذا الفنان. وكانت قد اختفت ولم يعثر عليها إلاّ في ستينيات القرن الماضي .ولا يُعرَفُ بالتحديد مَنْ هي المرأة المرسومة في اللوحة؟ غير أنه، مثلما نوه بعض النقاد أن العنوان يحمل تورية أدبية واضحة تجمع بين حرارة المرأة، ولهيب ذلك اليوم المتلهب - من شهر يونيو - وبرسمه للشمس الملتهبة التي ينعكس ضوؤها، واضحا، فوق سطح البحر في خلفية اللوحة، فيما يزيد ثوب المرأة البرتقالي الشفاف المتوهج يبرز بعفوية مفاتنها خلسة. هذه الإشارات التي تبدو عفوية تثير حواس المشاهد، فيتلصص بوعي أو من دونه خبايا الثوب البرتقالي، الذي يحوي تكور الجسد على الأريكة، هو محاط بالأغطية الحريرية الشفافة.

ذكاء الرمز في لوحاته
ولكن النقاد يرون أن الفنان يريد أن يقول إن هذا الجمال مصيره الفناء، بحتمية الموت، ولذلك أنتقى باقة من أزهار (الدفلي) مبهجة العطر، ولكنها سامة بل وترمز إلى الموت والفناء! ويقولون أيضا إنه لفتاة توفيت في عز شبابها!

لوحة كان سعرها 140 اصبحت لا تقدر بثمن
العجيب أيضا أن هذه اللوحة لم تُبع، أكثر من مرة لأسباب متنوعة، حتى بعدما نزل سعرها إلى 140 دولارا كان ذلك قبل أن تختفي، ولكن ما أن عثر عليها حتى أصبح سعرها يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.

الفنان فريدرك لايثون مبدع لوحة (يونيو المتقدة)