Atwasat

أريحا تحلم بنهضة سياحية بعد إدراجها على قائمة التراث العالمي

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 04 أكتوبر 2023, 12:24 مساء
WTV_Frequency

تعلّق مدينة أريحا الفلسطينية القديمة الواقعة على تلّ وسط الضفة الغربية المحتلة، آمالا على تحريك القطاع السياحي فيها منذ إدراج موقع فيها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في سبتمبر الماضي.

تحت أشعة شمس حارقة، كان بضع عشرات من الزوّار يتجوّلون في موقع تل السلطان في أريحا القديمة حيث اكتشف علماء الآثار أدلة على حياة يعود تاريخها إلى قرابة عشرة آلاف عام، واحتفل السكان في أريحا بإطلاق الألعاب النارية، متأملين بأن مثل هذا الاعتراف يمكن أن ينعكس إيجاباً على حياتهم، وفقا للوكالة الفرنسية.

يقول رئيس بلدية أريحا عبدالكريم سدر للوكالة «للمرة الأولى، شعرت أن هناك عدالة في العالم»، ويضيف من مقرّ البلدية التي عُلّقت على جدرانها لوحات تراثية للمدينة، «نأمل أن يكون لهذا تأثير إيجابي على عدد السياح».

وتفتخر أريحا بكثرة مواقعها الأثرية، مثل دير قرنطل بجبل التجربة، حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح قاوم الشيطان مدة 40 يومًا بالصوم، بينما تنتشر مواقع أخرى مذكورة في الكتاب المقدس في المحيط، ومن المواقع الأثرية التي تجذب الزوار أيضاً فسيفساء ضخمة تغطّي قصر هشام ويأمل المسؤولون الفلسطينيون أن تكون التالية التي تحصل على التسجيل على لائحة اليونسكو.

وبلغ عدد نزلاء الفنادق في منطقة أريحا 32535، وفقًا للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، بينما زار 221377 سائحاً مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة التي يؤمن المسيحيون بأنها مسقط رأس المسيح.

المواقع تحتاج إلى دعاية أكبر
ولكن على الرغم من هذه الكنوز الثقافية، لا يزال عدد زوار أريحا حاليًا منخفضًا نسبيًا، حيث تشير مادي أوتو، وهي طالبة أميركية (22 عاماً) تقوم بجولة تعليمية، إلى أن الموقع يحتاج إلى دعاية أكبر ومزيد من المعلومات لجعله في متناول الجميع، وتقول بينما يقلّ تلفريك زواراً إلى جبل التجربة أو قرنطل «عليك أن تأتي إلى هنا بصحبة مرشد، لتتعلّم أمورا».

قد لا يتنبّه المارة خارج المدينة لهذا الموقع الواقع على أطراف مدينة أريحا، لكن يمكن لزائره أن يشاهد آثاراً تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، «بين القرنين التاسع والثامن قبل المسيح»، وفق ما ذكرت اليونسكو لدى اختيار الموقع، وبعد الضجة التي رافقت إعلان اليونسكو، لم تظهر سوى بضع لافتات في تل السلطان تشرح الأهمية التاريخية للتلّ.
تقول سائحة صينية خارج تل السلطان إنها لم تكن لديها أي فكرة عن الموقع القديم، وتضيف أنها زارت المطعم المجاور فقط كجزء من جولة بالحافلة. 

«يونسكو» تدرج أريحا الفلسطينية على قائمة التراث
فلسطين تعيد للخدمة إحدى أكبر قطع الفسيفساء في العالم
أريحا تتأهب لكشف أكبر لوحة فسيفساء في العالم

ويدرك محمد منصور المسؤول عن تطوير المواقع الأثرية في أريحا، نقاط الضعف التي تواجه السياحة في موقع أريحا القديمة، لكنه يستدرك ويقول «سنبني متحفاً جديداً بمدخل جديد وممشى للزوار وأيضا لحماية الموقع وسنضع بعض الملاجئ في بعض المناطق» بفضل تمويل إيطالي.

ويتحدث عن طبقات الحضارة الـ29 الموجودة في تل السلطان حيث كان الناس منذ آلاف السنين قادرين على بناء درجات أعلى البرج، وخلق حياة مجتمعية ونظام لمعتقداتهم.
ويقول إن زوّار أريحا يأتون من كافة أنحاء العالم، على اختلاف جنسياتهم وأديانهم، واصفاً إياهم بـ«بالرائعين».

ولا شك أن على الفلسطينيين أن يبذلوا المزيد للترويج للزيارات إلى المدينة، لكن الواقع ايضاً أن ليست لديهم القدرة على إصدار تأشيرات سياحية، بسبب عدم وجود دولة فلسطينية، وبالتالي، على الزوار الحصول على تأشيرة دخول إسرائيلية لزيارة أريحا وغيرها من المواقع في الأراضي الفلسطينية، ومع قرب الأردن من الموقع إلى أن أقرب معبر إليه تحت سيطرة إسرائيل التي احتلت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ يونيو 1967.

ويأسف منصور وسدر كون العديد من السياح يأتون إلى أريحا كمحطة في جولة أوسع يقودها مرشدون يحملون تراخيص إسرائيلية، ونتيجة ذلك، يعتقد الزوار في كثير من الأحيان أنهم موجودون في إسرائيل وليس في الأراضي الفلسطينية.

تجتذب المدينة سياحا محليين أيضًا
وتجتذب المدينة عديد السياح المحليين من عرب إسرائيل، مثل شادية دهاشمه وهي من كفر كنا بالقرب من مدينة الناصرة التي تنبهر بقصر هشام «الجميل بشكل لا يصدق» والذي جرى ترميمه مؤخرًا بتمويل ياباني، وتقول «المكان رائع حقاً»، مذهولة بقدرات أولئك الذين بنوا هذا الأثر الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن، لكن قريبا لها رافقها يشير إلى عدم وجود تكييف للهواء في مكان تصل فيه درجات الحرارة بانتظام إلى 40 درجة مئوية كلّ صيف.

ويطمح رئيس البلدية إلى تحسين تجربة الزائر من خلال إضاءة المواقع الأثرية، ليكون في الإمكان فتحها ليلاً، فضلاً عن تشجيع السياح على استكشاف المزيد من المناطق في وادي الأردن.

ويقول سدر الذي يريد تطوير جولات النخيل المحيطة بالمدينة ومسارات المشي عبر الوديان، «يوم واحد (للسياحة) لا يكفي»، ويضيف «يمكن للسياح السفر إلى نهر الأردن أو البحر الميت أو اكتشاف المأكولات المحلية، أريحا هي أقدم مدينة في العالم، لذا فمن حق جميع الناس زيارتها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وفاة الكاتب الأميركي بول أوستر صاحب «ثلاثية نيويورك» عن 77 عاما
وفاة الكاتب الأميركي بول أوستر صاحب «ثلاثية نيويورك» عن 77 عاما
فوز الفنانة الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي بجائزة «أميرة أستورياس» للأدب
فوز الفنانة الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي بجائزة «أميرة ...
فرقة مسرحية بريطانية تجعل «الخشبة» منبرا لأصوات اللاجئين
فرقة مسرحية بريطانية تجعل «الخشبة» منبرا لأصوات اللاجئين
رغم العنف والفقر.. حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح
رغم العنف والفقر.. حي في بوغوتا يسعى إلى استقطاب السيّاح
وزارة الثقافة والتنمية المعرفية تحتفي بـ«اليوم العالمي للكتاب»
وزارة الثقافة والتنمية المعرفية تحتفي بـ«اليوم العالمي للكتاب»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم