قيل عن تشكيل الفنان التشكيلي الحبيب بيده لألوانه: «إنها تحيلنا هكذا إلى سماعٍ بصري وإنشائية هادئة، نكتشف فيها وداعةً حسيةً تُسعِدنا»، بمعنى أن المتلقي يكاد يسمع وشوشات هذه الألوان، حتى نكاد «نسمع بلطف بليغ إشراقات هي بمثابة الأصوات الطالعة من اللوحات».
تقليد الطبيعة في الفن العربي الإسلامي
ولد الفنان الحبيب بيده بجزيرة «قرقنة» في 4/2/ 1953، والتحق بمدرسة الفنون الجميلة في تونس العام 1973، وتخرج فيها العام 1977، وبالعام 1980 ناقش أطروحة دكتوراه في الجمالية وعلوم الفن، وكان موضوعها «فن وخط وزخرفة المخطوط القرآني من القرن التاسع إلى القرن الثاني عشر». وخلال العام 1993 ناقش أطروحة دكتوراه في جامعة السوربون، وكان موضوعها «مفهوم تقليد الطبيعة في الفن العربي الإسلامي»، وأصبح أستاذًا جامعيًا فى المعهد التكنولوجي للفن والهندسة المعمارية والتعمير بتونس، وفوق ذلك كان رسامًا وناقدًا فنيًا، « ينتقي ألوانه الفنية بعناية لتتناغم طيفيّاً فيما بينها، زرقة كوبالتية وسماوية تعانق حمرة ياجورية، بجانب صفرة ساجية تتحمَّل النوتات اللونية الدافئة»
ينتقي ألوانه الفنية بعناية
وبعد أول معارضه الذي أقامه العام 1980، توالت مشاركاته في العديد من المعارض الفنية والثقافية في تونس وخارجها، وانتشرت ألوانه بالعديد من المعارض والفضاءات، والمناسبات التي أقيمت في: فرنسا، وليبيا، وإسبانيا، وألمانيا، وسويسرا، وبلغاريا، ورومانيا، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، والكويت، وسورية، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والهند، كوبا، وغيرها.
نال الجائزة الثانية في معرض اتحاد التشكيليين التونسيين، والجائزة الخاصة بلجنة التحكيم لمعرض الشارقة الذي يُنظم مرة كل سنتين، ثم الجائزة الكبرى لمدينة تونس، وجائزة مدينة صفاقس العام 2008.
تعليقات