في مزاد نُظم أمس الأربعاء في نيويورك بيعت أقدم مخطوطة شبه كاملة للكتاب المقدس اليهودي معروفة حتى الآن مقابل 38.1 مليون دولار، لأميركي وهبها إلى متحف الشعب اليهودي في تل أبيب. 

وأشارت دار «سوذبيز» للمزادات إلى أن المزايدة على المخطوطة استغرقت أربع دقائق وجرت بين مُزايدَيْن داخل مقر «سوذبيز» في مانهاتن، وأسفرت عن عملية بيع قياسية لمخطوطة، حسبما نشرت وكالة «فرانس برس».

ويعود آخر مبلغ قياسي سجلته عملية بيع لوثيقة تاريخية مطبوعة أو مكتوبة بخط اليد، إلى نوفمبر 2021 حين بيعت نسخة أصلية من الدستور الأميركي من العام 1787 لقاء 43 مليون دولار.

وأشارت «سوذبيز» في بيان إلى أن السفير الأميركي السابق ألفريد موزس وعائلته اشتروا مخطوطة الكتاب المقدس «لإفادة الأصدقاء الأميركيين لمتحف الشعب اليهودي في تل أبيب، والتبرع بها لهذه المؤسسة كي تصبح ضمن مجموعتها الشهيرة عالميا».

- بيع مخطوطة سيناريو فيلم بـ295 ألف دولار.. ما القصة؟
- «منسق حقوق» يسرق ألف مخطوطة لكتّاب مشهورين بحيلة ذكية

وكان هذا الكتاب الديني الذي يعود تاريخه إلى القرن الميلادي العاشر أو حتى إلى نهاية القرن التاسع، عُرض قبل طرحه في المزاد في متحف الشعب اليهودي في حرم جامعة تل أبيب.

إسرائيل أو سورية
وأُطلقت على هذه النسخة تسمية «مخطوطة ساسون» نسبة إلى اسم مالكها الأكثر شهرة ديفيد سلومون ساسون الذي توفي العام 1942، وتحتوي المخطوطة على الكتب الأربع والعشرين التي يتألف منها الكتاب المقدس اليهودي (تاناخ)، وهي التوراة (أو أسفار موسى الخمسة الأولى من الكتاب المقدس) وقسم الأنبياء «نيفيم»، وقسم الكتابات الأخرى «كيتوفيم»، ولا يتجاوز المفقود منها 12 ورقة.

وتحوي كذلك فقرات باليونانية والآرامية وكانت محفوظة بشكل مذهل. 

وقالت مديرة المتحف أوريت شاحام جوفر خلال عرض المخطوطة «إن للكتاب المقدس دورا مهما لأي شخص تجمعه صلة ولو عابرة بالثقافة الغربية، وهذه المخطوطة هي أول كتاب مقدس نجا عبر التاريخ».

وذكرت «سوذبيز» أن الكتاب المقدس كُتب حوالى العام 900 في إسرائيل أو سورية.

ويظهر سند البيع أن المخطوطة بيعت في العام 1000 واحتُفظ بها في كنيس ماكيسين في شمال شرق سورية (بلدة مرقدة في شمال شرق سوريا حاليا) حتى قرابة العام 1400.

موسم المزادات
وقالت الباحثة في نصوص اليهودية في دار «سوذبيز» شارون مينتز إن هذه المخطوطة اختفت لأكثر من 500 عام وعاودت الظهور العام 1929 عندما عُرضت للبيع لديفيد سولومون ساسون، أحد أبرز هواة جمع المخطوطات العبرية.

وأوضحت  أوريت شاحام جوفر أن المخطوطة التي «جالت أماكن مختلفة عبر التاريخ» سبق أن عُرضت للجمهور مرة واحدة فحسب قبل عقود، إذ عرضتها المكتبة البريطانية في لندن في العام 1982.

وبين فحص تحديد تاريخ «مخطوطة ساسون» بواسطة الكربون 14 أنها أقدم وأكثر اكتمالا من مخطوطة حلب التي كُتبت في الجليل في القرن العاشر وأعيدت إلى إسرائيل في خمسينات القرن العشرين بعد العثور عليها في المدينة السورية.

ويُعتقد أيضا أن المخطوطة أقدم من مخطوطة لينينغراد (سان بطرسبورغ)، وهي أقدم نسخة كاملة باقية من نص الكتاب المقدس العبري، ومؤرخة في مطلع القرن الحادي عشر.

وأتت عملية بيع المخطوطة ضمن موسم المزادات الذي عادة ما يُقام في الربيع ويشهد طرح كبرى الدور في القطاع مئات الأعمال لقاء مليارات عدة من الدولارات خلال أيام قليلة في أحياء مانهاتن الراقية.

ومساء الثلاثاء، باعت «سوذبيز» المملوكة لقطب الإعلام الفرنسي الإسرائيلي باتريك دراهي، لوحات في نيويورك لقاء 427 مليون دولار، بينها عمل للفنان غوستاف كليمت اشتراه هاوي جمع ياباني، مقابل 53.2 مليون دولار ولوحة لرينيه ماغريت لقاء 42.3 مليون.

من جانبها، باعت «كريستيز» التي تديرها مجموعة «أرتميس» القابضة المملوكة للملياردير الفرنسي فرانسوا بينو، مقابل 43.5 مليون دولار،  لوحة للرسام الفرنسي أنري (دوانييه) روسو الذي نادرا ما تُطرح أعمال له في مزادات.