الألوان تبرز الجمال، وتموجاتها وهي تنساب بريشة فنان موهوب تبرز بالضرورة جمال جسد الأنثى، وعندما يكون هذا الفنان تخرج في أكاديمية تصميم أزياء الأنثى تكون اللوحة أيقونة إبداع باهر، هذا هو، فيما أرى، سبب إبداع مهندس (زراعة) الأنوثة في لوحات تفيض بإحساس عاشق لجمالها وأنوثتها. هذا العاشق هو الفنان التونسي مراد شعابة، الذي تجاوز عقده الخامس ببضع سنين، وأثرى مشهد التشكيل التونسي بهبة الله للحياة؛ إنها الأنثى بهجة الحياة وسلواها.

مهندس (زراعة) الأنوثة
ولد الفنان التشكيلي مراد شعابة العام 1970، درس الهندسة الزراعية، وتحول عنها إلى دراسة تصميم الأزياء في أكاديمية الموضة بتونس. وفيها تتلمذ على يد الفنان التشكيلي التونسي عادل مقديش. وسريعا ما أصبح أستاذ التصميمات التحليلية، كان تركيزه في البداية على الأقمشة و«تفاعلها مع جسد المرأة»، إحساسه المرهف بجسدها قاده نحو الفن التشكيلي متخصصا فيه، وفي جمالها، فأبدع.

 الركيزة الرئيسية في لوحاته
يقول في معرض لقاء حواري معه: «التناسق هو الركيزة الرئيسية في لوحاتي، فالتناسق في الأشكال والألوان والحركة كان هدفا، وعلى الصعيد الآخر يأتي تركيزي على موضوع المرأة تشكيليا، بما تمنحه لي من مساحة مهمة من الحرية في تناول الموضوعات وذلك نظرا لليونتها، وثراء المادة التي تحيط بجسدها، كالأقمشة والحلى وحركة الشعر، والإطار المحيط بها، كالنقوش والزخارف، فدائما ما أحاول أن أجد رابطا بين كل هذه المعطيات، لخلق عالم سحري تكون فيه المرأة هي الموضوع الرئيسي بملامحها، التي تعد من أهم الجزئيات التي أهتم بها، فهي التي تمنحني الشحنة اللازمة لأتخيل بقية المراحل، لإتمام لوحاتي، فهي أنيقة، فخورة، مسؤولة وساحرة».

وصل  فيما ابتغاه
ولذلك يعلن صراحة أنه يدافع عن «أنوثتها -ومن خلال لوحاته، باعتبار أن هذه الأنوثة هي مصدر قوتها- وهو لذلك يرسمها لتأكيد فخرها بجمالها وأنوثتها، لتفرض لنفسها الاحترام، ولهذا السبب يريد أن يصل هذا الإحساس لكل من يراه، فوصل، بلا شك، فيما ابتغاه.