تحدث الروائي الليبي العالمي إبراهيم الكوني، عن ماهية ودلالة الصحراء في أعماله الأدبية، واصفًا إياها بـ«مستودع الحكمة»، التي «تحرضنا على التحرر»، بشقيه الروحي والمكاني.

جاء ذلك في ندوة ضمن ملتقى «أكادير للرواية» بالمغرب في دورته السابعة والذي يدور حول موضوع «رواية الصحراء: منطلقات وتجارب» وتنظمه رابطة أدباء الجنوب وبيت الرواية، وفق «أزول بريس».

الصحراء في أدب الكوني
وفي اللقاء الذي أداره الكاتب والمؤلف المغربي عدنان ياسين، خاض الكوني في معانٍ عميقة للصحراء باعتبارها «المكان الوحيد الذي لا يعني المكان»، متابعًا أن «الصحراء تسكننا وتحرضنا على الهجرة؛ بمعناها التحرري». وفي حين يشير إلى أن الهجرة تعني الحرية، يلفت الكوني الانتباه إلى «أننا نلجأ للصحراء لكي تعلمنا أن نستمر في الهجرة الروحية والمكانية».

- تكريم إبراهيم الكوني في افتتاح ملتقى «أكادير للرواية»

ويستنبط الكوني من دلالة الترحال والهجرة في الصحراء، أن الأخيرة لا يقيم فيها أحد، ولذلك فهي «تُحرِّض على أن يهاجر الإنسان»، تلك الهجرة التي يعتقدها الروائي الليبي «هجرة تحريرية، بالذات خصوصًا.. والعالم عمومًا».

«المكان الاستعاري» في أدب الكوني
وحول كتابته المستفيضة عن الصحراء رغم عدم استقراره فيها، يقول الكوني إنه يكتب عن «المكان الاستعاري»، الذي سكن بداخله ذات يوم، آخذًا على البعض المرور عبرها دون توقف، بقوله: «كانت الصحراء جسرًا للعبور دون أن يتأملون.. لا يستنطقونها؛ ولذلك حاولت أن أكون وفيًّا؛ لأن الصحراء لغز كبير وهي مستودع الحكمة».

واعتبر الكوني أن رأسمال الصحراء هو الميثولوجيا، باعتبارها مستودع أسرار، وأن الأسطورة هي أحد منابع الحقيقة، مشيرًا إلى أن «أسطرة الصحراء هي وظيفة الإبداع الروائي»، كما أن الميثولوجيا هي في جانب منها مرتبطة بالخيال، الذي يحرر الكتابة من سلطة الإيديلوجيا.

وفي افتتاح الملتقى جرى تكريم إبراهيم الكوني، وهو الروائي الليبي العالمي المنحدر من سلالة الصحراء الكبرى والذي يمتلك فلسفة خاصة نسج خيوطها في معظم مؤلفاته في الحقل الروائي، بالإضافة إلى التقنيات الفنية التي سخرها لخلق عوالمه، ودلائل رموز صحرائه، الفضاء الأرحب الذي ما انفك يغوص في تلافيفه.