طرابلس : عبدالسلام الفقهي

شهدت قاعة ومسرح المعهد العالي لتقنيات الفنون، الأحد، أمسية فنية تضمنت معرضا لأعمال تشكيلية تنوعت بين النحت والرسم، ووصلة غنائية لكل من المطربين ناصر المزداوي بمشاركة الفنان هاني الكوت.

المعرض ضم مجموعة لوحات لفنانين تشكيليين من أساتذة المعهد وخارجه، وكذا مشاركة ضيوف شرف كالفنان بشير حمودة وناصر البارودي.

- «تقنيات الفنون» يحتفي باليوم العالمي للموسيقى

وتحدث الفنان يوسف السيفاو عن مشاركته المكونة من لوحات تتناول الموروث الليبي في بعده الأمازيغي، من حيث الحروف واللباس المصاغة على إيقاع حداثي، تجاورها رسمة أخرى عن غدامس، وسلسلة لمشاهد نهارية ومسائية وليلية لمدينة طرابلس تعكسها لوحات محبرة في شكل تجريدي.

ألم وأمل
وعرفتنا الفنانة مريم هنيدي التشكيلية المختصة في أعمال النحت، على نخبة من مرموزاتها الحاضرة في المعرض، والبداية كانت مع مجسم يصور واقع الهجرة التي تعرض لها الليبيون سنة 1911زمن الاحتلال الإيطالي، وما صاحبها من قتل وانتشار الأمراض، وتردي الأوضاع الاقتصادية.. ثم نتوقف عند نموذج يحاكي ذات الموضوع وهو حرب 2019 علي طرابلس والذي أدى بحسب تعبيرها إلى حالة «هجيج» للسكان خوفا من جحيم القذائف.

ومن جانب آخر تجسد الفنانة فكرة الإرادة والنهوض في عمل يصور أهمية الاستمرار ومواجهة السقوط الذي لا يعني النهاية، وهو يتقاطع مع مجسم الثور في عنفوانه وصراعه لأجل البقاء، وهنا تنشغل هنيدي بعناصر القوة الداخلية. الكامنة فينا وكيف يجب توظيفها.

وتمضي في شرحها إلى زاوية أخرى من المعرض مشيرة إلى ما تعتبره أهم عمالها الممثلة بمنحوتة صخرية كرمز لليبيا، حيث تحتشد على سطحها بقايا الرصاص ومخلفات الحرب، لكنها لا تشكل إلا مساحة ضئيلة نسبة إلى حجم المحيط الذي يرمز للأمل والسلام.

تحت المجهر
وسجل الفنان صلاح بالحاج صيغته المتفردة، عبر أعمال تناقش فلسفة الأمل، منها لوحته المعنونة بـ«الربيع قادم لامحالة» وهو منجز يناقش رؤية الفنان لما بعد سنة 2011، ويعلق بالقول «صحيح نمر بنوازل ونكبات من القمع والتعذيب ورغم ذلك ستعود الحياة ويشرق الأمل».

ويبحر بالحاج في عمل آخر بعنوان «مدينة تحت المجهر» معرفا بعوالم المدينة وتمظهراتها البشرية المختلطة بين حراس النور والظلام، واستغرق إنجازها ثلاث سنوات من 2017 حتى 2020، حيث تعكس مشاهد مجمعة في شكل بانورامي خليط من الأمل والطفولة والموسيقى، يقابلها مشاهد الخطف والاغتيال في نماذج لرجال يحملون مسدسات مصوبة نحو بعضهم البعض، مرورا بلوحة تصور الهجرة غير الشرعية، وكذا الانتهازي مستغل ظروف البشر تحت مسمى «رجل أعمال».

المزداوي والكوت
وفي الجانب الآخر من الفعالية عانق ركح المعهد أمسية غنائية أدارتها الإعلامية أمل بن ساسي، كان الحضور على موعد فيها مع تشكيلة رائعة من الأغاني التي قدمها الفنان ناصر المزداوي عبر سلسلة من عناوين لامست ذاكرة ووجدان متابعيه التي عرفه من خلالها مثل «غربة، صرنا شيابين، شنطة سفر، حياتي تجوال..» وصاحبه في وصلته الفنان هاني الكوت الذي عزف أعمالا أجنبية.

الفنان ناصر المزداوي (فيسبوك)

الفنانة مريم هنيدي (بوابة الوسط)

الفنان صلاح بالحاج (بوابة الوسط)

الفنان يوسف السيفاو (بوابة الوسط)

لوحة للفنان صلاح بالحاج (بوابة الوسط)

مجموعة أعمال لفنانين مشاركين بالمعرض (بوابة الوسط)

مجموعة أعمال لفنانين مشاركين بالمعرض (بوابة الوسط)