شهدت قاعة لبدة بفندق فيكتوريا، الثلاثاء، حفل توقيع أول ديوان شعري للصحفية الشاعرة فتحية الجديدي بعنوان «هكذا أراك»، أدارته الإعلامية بلقيس بشير بحضور نخبة من الكتاب والفنانين والمهتمين بشؤون الأدب والفكر.
وقدم الكاتب يونس الفنادي ورقة نقدية أشار فيها إلى أن الشاعرة فتحية الجديدي لم تهدر وقتها في مواضيع ومضامين بعيدة عن حقيقة ذاتها وغريبة عن روح الأنثى التي تستوطن كيانها الإنساني، وبالتالي جاءت نصوصها انعكاسا للذات الحالمة المتعرية من كل عُقد الزيف العاطفي والمجاملات الاجتماعية التي تسجن أحلام النفس الشاعرة.
وأضاف أن عناوين الديوان حملت غالبيتها أسئلة وعبارات تمنح القارئ فرصة الإبحار في مضامين وأبعاد عمق مضامينها الإنسانية وإثارة بعض التساؤلات عن دلالاتها كما وردت في سياقات نصوصها الشعرية، وقد تسلسلت العناوين كالتالي «استنطاق، الأباجورة، أنا الكون، أوان، بعض من حنان، تنهد، جنون، حضورك الغائب».
هكذا أراك
أشار الصحفي عبدالسلام الفقهي في كلمة احتفائية ألقتها الفنانة التشكيلية مريم الصيد بعنوان «مفتتح من سيرة الجنون» إلى رافدين يدفعان تجربتها للاستمرار وتراكم الصحافة حيث تصقل الموهبة، وتتحرر من شباك التابوهات التي لطالما ظلت الأنثى مرهونة دائما بسطوتها، وتتقوى باللغة المبثوثة في تفاصيل المقارنات.
وأضاف أن تلك الرؤية ليست مطواعة أحيانا فهي تمارس لعبة السهل الممتنع تخاتل وتراوغ متمنعة في محراب الإبهام، لذلك تستدعي الشاعرة شيئا من أثر التمرد طلبا لجنون يفك شيفرة المتاهة فهو ضريبتها الأثيرة التي تقودها حتما إلى حيث يلوح طيف الخلاص لذلك تقول: « لولا الجنون... ما كنا أحياء».
وتحدثت الصحفية سالمة المدني عن تجربة الجديدي كصحفية تمكنت من إثبات وجودها في محراب الصحافة وتمثل نموذجا للأنثى المبدعة التي تحاول الإعلان عن وجودها، مستلهمة من تجارب الرائدات وكنموذج ملهم أيضا في تطلعات الجيل الجديد.
وألقت الجديدي مختارات من نصوص ديوانها صحبة عزف على آلة العود للفنان بشير الغريب، وكان صوت الشاعر أحمد بللو حاضرا في إلقاء مجموعة من قصائد ديوان «هكذا أراك»، إلى جانب قصائد جديدة بالعامية في جلسة التأمت على هامش حفل التوقيع رافقه فيها كل من الشاعر محمد الدنقلي والشاعرة هناء المريض.
تعليقات