يفرد مسلسل «تشكيلات» التركي الذي يروي ما قال منتجوه قصصًا لعمليات استخبارية تركية نُفّذت خارج تركيا، مساحة كبيرة من أحداثه عن ليبيا وعلى أراضيها، إذ يتردد اسم ليبيا بكثرة منذ بداية المسلسل، لكنه في الموسم الثاني منه قدّم أربع حلقات في الداخل الليبي، حيث ظهرت أسماء مدن طرابلس وبنغازي والزاوية، ووسط مشاهد تمثيلية نقلت للمشاهد على أنها في ليبيا، ولم يكن ممكنًا التحقق مما إذا كانت هذه المشاهد صورت فعلًا على الأراضي الليبية أم لا.

غاز.. «المتوسط»
وتبدأ «القصة الليبية» في المسلسل التركي مع تأكيد مَن ظهروا في العمل بأنهم مسؤولون أتراك وهم يعترضون مكالمات لعملاء خارجيين أثناء حديثهم عن التخطيط بين اليونان وإسرائيل ودول أخرى للتنقيب عن الغاز في مساحات من حوض البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يستدعي اجتماعات تركية على مستوى عالٍ، استخباري وسياسي، للرد على هذا التخطيط قبل أن يظهر مسؤول استخباري تركي يعتقد أنه يؤدي دور مدير المخابرات التركية، وهو يطلب من المسؤولين العمل لإنجاز اتفاقية مع حكومة «الوفاق الوطني» الذي قال المسؤول الاستخباري إنها «منتخبة من الشعب الليبي الصديق».

معركة في ليبيا
وتستمر «القصة الليبية» في المسلسل التركي في تفويض «فريق استخباري سري» تركي في الانتقال إلى ليبيا لإدارة عملية تفاوض مع مسؤولين ليبيين لإنجاز اتفاق أمني وبحري، إذ جرى تقديم شخصية (محمود) على أنه مسؤول رفيع المستوى بحكومة ليبية، فيما تقوم عناصر عسكرية بقيادة لواء يدعى عبدالملك، بتفجير مقر يجتمع فيه الفريق الاستخباري مع رئيس حكومة ليبية أخرى، قبل أن تعترض القوات ذاتها الفريق الاستخباري في منطقة قرب الزاوية، التي يأوي فيها الفريق الاستخباري إلى بيت مهجور، فيما ظهر من خلال الأحداث هجوم عسكري كبير على العاصمة، يعتقد أن المقصود به الهجوم الذي وقع بتاريخ 4 أبريل 2019.

«F-16» تركية.. بطرابلس
وتتعقد «القصة الليبية» في المسلسل التركي عندما يحاصر الفريق الاستخباري، الأمر الذي يتطلب تدخل مقاتلات حربية تركية تظهر في أجواء ليبيا بعد دقائق قليلة من تفعيل الاتفاق الأمني بين الحكومة الليبية والحكومة التركية، إذ ينجو الفريق الاستخباري بتدخل جوي لطائرات «F-16»، فيما يقوم الفريق التركي بمهاجمة مقر احتجاز لشخصية ليبية وتحريرها، إلا أنه لم يكن معروفًا مَن قصد المسلسل بهذه الشخصية، أو إذا ما حصلت هذه الحادثة فعلًا، أم أنها من «المكملات والمبالغات» الدرامية.

«شركة».. كولن؟
ويستمر مسلسل «تشكيلات» وهو يقدم ما بدا أنها عمليات استخبارية خارجية ضد خصوم خارجيين، يظهرهم المسلسل على أنهم «أعداء لتركيا» وأن لديهم تصميمًا على «تدمير تركيا»، وتطلق عليهم لقب «الشركة» التي يقودها رجل عجوز أشيب الشعر لا تظهر ملامحه كاملة في إشارة ضمنية محتملة إلى شخصية معارض تركي شهير من دون أن يتم التطرق لاسمه.

حقيقة.. أم مبالغات؟
ومنذ بداية المسلسل الذي تعرضه عدة قنوات تركية، وتقوم مواقع تركية بترجمته إلى اللغة العربية وبثه على الإنترنت، ترافقه عاصفة من التأييد والرفض، ففيما يقول كثيرون إن المسلسل يقدم عديد المبالغات والأحداث التي ليس لها أساس، يقول آخرون إن مسلسل «تشكيلات» هو مسلسل أشرفت على تدقيقه دراميًّا عناصر من جهاز المخابرات التركية، وأن عديد العمليات حدثت فعلًا، لكن من دون أن تعلنها أنقرة في السنوات الأخيرة في أماكن عدة من العالم كـ«رد استباقي» على معلومات استخبارية تركية بشأن «تخريب وتفجيرات» محتملة داخل تركيا.