التشكيلي القذافي الفاخري وتوظيف الشعر 

يوم الخميس 28 أغسطس 2014، نشرت هذه البوابة مقالًا كتبته الناقدة المتابعة الأستاذة لينا العماري، http://alwasat.ly/ar/news/culture/33815/عن الفنان التشكيلي القذافي الفاخري، استلهته قائلة: «يعد الفنان التشكيلي القذافي الفاخري من المتفوقين من حيث خصوصية التعبير الأدبي الليبي، فأعماله دائمًا ترفض الثبات على رتابة الأسلوب الأكاديمي، لتفرض حيويتها وتمردها وتسهم في إضافة حياة أخرى للمشهد الفني الليبي.تتميز أعماله بسرد شعري يستفيد من إرث فن الرسم ضمن كلاسيكيته، ناثرًا على خشبة المشهد التشكيلي عناصر تفرط مكابدة وصراعًا، وتلتف بلونها بحثًا عن الحرية والانطلاق السردي الشعري.إنها عناصر تجول اللوحة بحركة لون مجرد وخطوط إيحائية».

 كاتب مسرحية «قطارة ملح» و «الوسواس»
هكذا عرفت هذا الفنان التشكيلي، وعرفت، أيضًا، أنه كاتب مسرحي، ولأنني لم أكن أعرف ذلك، لأنه في الغالب ينتبه الناس إلى عناوين المسرحيات، وممثليها ولكن نادرًا ما ينتبهون إلى مؤلفها، ولكن هذا لم يكن مبررًا كافيًا، لا يجعلني ألوم نفسي وأنا أعتبر نفسي متابعًا للفن التشكيلي الليبي ومهتمًا بحكم تخصصي بالأدب والنقد والكتابة الصحفية، ولي أعمدة أسبوعية متواصلة منذ ثلاثين سنة فقط! لقد أحسست وكأنني انتبهت، فجأة، أنني نسيت كتابة واجب الإنشاء الذي طلبه منا الأستاذ عبدالسلام قادربوه سنة 1954 في فصل 3/5 وظللت خلال تلك الحصة أحاول أن أختبئ خلف زميلي في الصف الأمامي، متفاديًا أن ألتقي بنظرات أستاذي الثاقبة! كيف لا أعرف أنه للكاتب المسرحي القذافي الفاخري مسرحيته «قطارة ملح»، التي قال عنها الناقد حسام اللوحيشي إأنها جميلة، ومسرحية «الوسواس» التي نالت جائزة أفضل نص مسرحي بمهرجان أريتا للمسرح التجريبي بمدينة البيضاء الليبية 2005.

يوظف قراءاته الأدبية في  لوحاته 
وكيف لا أعرف، مثلما قرأت، مؤخرًا عددًا من حواراته، تبرز بوضوح، توظيفه ثقافته وقراءاته الأدبية في لوحاته، «...التي اعترف ذات مرة بأنه يستلهمها ويستوحيها من قراءاته الأدبية الشعرية والروائية» وهو ما أكده أكثر من مرة . وكيف لا أعرف أنه ناقد فني رفيع المستوى، مثلما ورد في مقالته «نوستالجيا اللون الحائل»  https://www.facebook.com/fakri.orfel/posts/10225009784293115.

معرض «عتبات الجمر » وهيمنة اللون الأحمر
وأعتقد أنه من الصعوبة، إن لم أقل الاستحالة، أن تعطى هذه البسطة حق الفنان القذافي الفاخري، الذي يحتاج إلى دراسة معمقة، فلعنا نخرج بنظرية جديدة، تفك أسرار هيمنة اللون الأحمر الناري على بقية الألوان. بقي أن نعرف أن الفنان التشكيلي القذافي الفاخري من مواليد مدينة طرابلس 1963، وأنه أقام عددًا من المعارض الشخصية، وشارك في عديد المعارض الجماعية داخل، وخارج ليبيا، في إيطاليا ـ تونس ـ الجزائر ـ مالطا ـ المغرب، ونال العديد من شهادات التقدير والجوائز، منها جائزة بينالي مالطا الذهبية2003 وهو كاتب مسرحي تحصل على جائزة أفضل نص عن مسرحية «الوسواس» بمهرجان «أريتا» 2005؛ كما أقام سنة 2007 معرضًا بعنوان «عتبات الجمر» في دار الفنون بمدينة طرابلس، تضمن المعرض 23 لوحة ذات طابع تجريدي كتبت عنه الصحف والمجلات المحلية والعربية، وأبرزت عن خصوصية المشهد التشكيلي الليبي.

والواقع أن المهتم بإبداع هذا الفنان يجد في موضوع كتب عن هذا المعرض تحت عنوان «سيرة اللون.. ذاكرة الرماد»  http://gfakhri.simplesite.com/433222058 ما يثري معلومات عن الفنان، الذي لمتُ نفسي كثيرًا أنني لم أتعرف عليه، ولربما نلتقي ذات يوم وأكتب عنه ما يليق به.