احتفى الوسط التشكيلي الليبي، الإثنين، بافتتاح عمل تشكيلي للفنان اسكندر السوكني، والذي يعد أكبر اللوحات الأرضية أفريقيا وعربيا، على مسطح الكلية العسكرية للبنات «سابقا» بمساحة تتجاوز الألفي متر.
وصاحب الاحتفائية عزف على آلة البيانو للفنانين الدكتورة عائشة الفرجاني والصيد منصور، بمقطوعات عالمية مختارة لـ«بيتهوفن وشوبار وموزارت» لاقت إعجاب الجمهور، وقدمت خلاله التشكيلية الدكتورة إلهام الفرجاني برسم مباشر بالأبيض والأسود محاكاة للمشهد التفاعلي مستندة بمخيلتها إلى أنغام البيانو وسحر الفضاء المفتوح.
اللون والحركة
الأرضية تنوعت فيها الألوان بين الأصفر والأزرق والأحمر في دوائر وتموجات تلامس أبعاد الفضاء المجاور، وكأنها بهذا الانحناءات ماضية في تمددها إلى مالا نهاية، كما مثل الجمهور الزائر عبر الحركة وألوان الملابس النص المكمل للوحة «التحدي» كما يسميها السوكني في حديث له لـ«بوابة الوسط»، واختار الجمهور لها اسم «البهجة»، مشيرا إلى أن لوحته أنجزت على مساحة 2500 متر بتكليف من بلدية طرابلس المركز، تهدف لبث الأمل بالمشاركة مع الناس، وهي الفكرة التي ارتكزت عليها، بحيث يصبح اللون بشكل هندسي معين مطواع لحركة العنصر البشري أو يتناغم مع خطواته، كما أنه يخلص إلى بناء جدار نفسي ضد العنف والحرب ولغة الرصاص.
وأكد الفنان أحمد الترهوني أن السوكني استطاع المزج بين الريشة والحركة، وعبر بهذا الأفق إلى نثار جمالي يمتاح من إيقاعات خياله التشكيلي، وبثها في مرموزاته بتداخل ينحو إلى رتق الفجوة بين الذاكرة المكلومة والتذوق البصري.
وعبرت كل من الفنانتين نادية العابد ومريم بازينة عن أهمية اللون في التعبير عن مكامن وأحاسيس الفنان التي تتشابك مع المتلقي باعتباره العنصر الأساس في العملية مقدمة نموذجها في لوحة البهجة أو التحدي، وكذا يؤكده تفاعل الجمهور باختلاف شرائحهم العمرية مع سحر أرضية اللوحة، نرى خلالها عيون الأطفال تطارد تلك الالتفافات، وكذا وقفات تتواصل مع تمظهرات البقع الصارخة بالحياة، تجاور زرقة البحر وصخب الإيقاع الإنساني وهو ينحت يومياته المخضبة بالألم والأمل.
تعليقات