Atwasat

وداعا للحياد .. الصحافة وجائزة «بوليتزر» في قلب الحرب على غزة

بوابة الوسط - القاهرة الثلاثاء 07 مايو 2024, 11:19 صباحا

شكلت الحرب الإسرائيلية على غزة محور جوائز بوليتزر الأميركية للصحافة هذا العام، التي جاءت منحازة لتغطيات ما حدث يوم السابع من أكتوبر، متجاهلة ما تلاها في اليوم التالي وحتى الآن من مذابح وحرب إبادة للشعب الفلسطيني في مدن وبلدات قطاع غزة.

وكما كان الغرب، خصوصا الولايات المتحدة، داعما لهذا الحرب النازية ضد الفلسطينين، ذهبت جائزة الصحافة الدولية إلى جريدة "نيويورك تايمز» الأميركية لتغطيتها هجوم المقاومة الإسلامية «حماس» في السابع من أكتوبر على الأراضي الفلسطينية المحتلة فيما يعرف بغلاف غزة، فضلا عن تغطيتها المنحازة للحرب على غزة.

تجاهل جهود عشرات الصحفيين
أيضا فازت وكالة رويترز للأنباء بجائزة التصوير للأخبار العاجلة لتغطيتها «الفجة والفورية» لهجوم السابع من اكتوبر، على حد وصف وكالة «فرانس برس».

ومع وجود تنويه خاص بـ«الصحفيين والعاملين في وسائل الاعلام الذين يغطون الحرب في غزة»، إلا أن «بوليتزر» تجاهلت جهود عشرات الصحفيين وفي مقدمتهم الفلسطينيين، خصوصا وائل الدحدوح الذي هزت تضحياته الضمير العالمي.

ولم يكن غريبا أن تجد لجنة جائزة بوليتزر، وهي إحدى هيئات جامعة كولومبيا، نفسها وسط جدل كبير مع الجامعة العريقة التي انتفض طلابها وأساتذتها، واستعانت إدارة كولومبيا بالشرطة نهاية أبريل لازالة خيم نصبها طلاب محتجون على الحرب، وبعد أيام قليلة لإخراج متظاهرين تحصنوا في أحد مبانيها.

وحدّت الشرطة بشكل كبير من تغطية هذه العمليات وهددت بتوقيف طلاب في الصحافة أرادوا تغطية ما يحصل. وفي مقال نشر خلال عطلة نهاية الأسبوع اتّهم مسؤولان ،في جريدة الطلاب بجامعة كولومبيا، إدارة الجامعة بأنها شنّت «قمعا» للعمل الصحفي لهؤلاء الطلاب من خلال اشتراطها عرض بعض المقاطع المصورة وصور الأحداث عليها.

وتجاهلت لجنة الجائزة آلاف التغطيات للمشاهد المروعة للضحايا من الأطفال والنساء تحت الركام طوال أيام الحرب (215 يوما) التي تواصلت حتى الآن، لتختار قصة والد فلسطني لقي ابنه مصرعه في حادث تصادم حافلة مدرسية بالضفة الغربية لتشيد بها، متجاهلة تغطيات صحفية لما يجري في غزة والضفة نفسها من عمليات مداهمة وتشريد وقتل وترويع.

اهتمام خاص لـ«بوليتزر» بالمعارض الروسي وعمالة الأطفال
وكافأت جوائز بوليتزر هذه السنة المعارض الروسي المسجون فلاديمير كارا-مورزا «لمقالاته الشغوفة التي كتبها مجازفا بحياته من زنزانته في السجن» ملقيا الضوء على الأخطار التي تواجهها «المعارضة في روسيا فلاديمير بوتين» و«داعيا إلى مستقبل ديموقراطي لبلاده».

- «الجزيرة» تدين تبريرات الاحتلال «الكاذبة» بشأن اغتيال حمزة الدحدوح 
- حرية الصحافة في 2024: الضغوط على الإعلام «تتزايد».. والشرق الأوسط «الأخطر»

ويمضي فلاديمير كارا-مورزا الذي يتعاون مع صحيفة «واشنطن بوست» حكما بالسجن مدة 25 عاما صدر في حقه في أبريل 2023 بعد إدانته خصوصا بتهمة «الخيانة» ونشر «معلومات خاطئة» في خضم قمع أصوات منتقدي الكرملين. وكافأت الجوائز صحفيين أميركيين أجروا تحقيقا حول عمالة الأطفال المهاجرين والتباين بين الأعراق في النظام القضائي الأميركي والعنف المسلح.

ووصل الصحفي في وكالة فرانس أديم التان إلى المرحلة النهائية لجائزة التصوير في فئة الأخبار العاجلة لعمله في تداعيات الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا في فبراير 2023. وفي الصورة المرشحة يظهر رجل يمسك بيد ابنته العالقة بين الانقاض بعدما قضت في الزلزال. وفازت الكاتبة جاين آن فيليبسس بجائزة أفضل عمل أدبي روائي عن روايتها «نايت واتش» حول امرأة وابنتها بعد حرب الانفصال الأميركية.