Atwasat

فرنسا تستضيف مؤتمرًا للسودان في الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 15 أبريل 2024, 05:53 مساء
WTV_Frequency

افتتح الإثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي استحالت «أزمة منسية» ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه «منذ عام، وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة لا تترك إلا الفوضى والمعاناة». وأضاف «السودانيون هم أيضا ضحايا النسيان واللامبالاة». وتابع «هذا هدف اجتماعاتنا اليوم: كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك»، بحسب «فرانس برس».

جمع أكثر من 840 مليونا
منذ افتتاح الاجتماع الذي ترأسه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أعلن جمع أكثر من 840 مليونا، 110 ملايين من باريس و244 من برلين و350 من بروكسل و138 من واشنطن.

من جهتها، قالت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك إن هذا المؤتمر يعقد فيما اهتمام العالم منصب على الوضع في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل مساء السبت.

وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية، متحدّثة عن «المعاناة التي لا توصف» للسودانيين ضحايا حرب «جنرالين عديمي الرحمة» وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم.

وأضافت أن مبادرات الوساطة المتعددة لم تثمر، داعية المجتمع الدولي إلى «العمل بشكل منسّق لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه من خلال «الضغط الدولي» فقط يمكن دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض.

-  مديرة برنامج الأغذية العالمي: السودان يشهد أكبر أزمة غذائية على الإطلاق
-  عقوبات بريطانية تستهدف شركات مرتبطة بطرفي النزاع في السودان
- عام على الحرب الأهلية.. جيل أطفال كامل «مدمر» في السودان

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينرتشيتش إن هناك حاجة ملحة للتحرك مع «انهيار» السودان، متحدثا عن خطر زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي برمّتها مع دفع الحرب العديد من السودانيين إلى النزوح واللجوء.

وفي الذكرى الخامسة للحريق الذي اجتاح كاتدرائية نوتردام بالعاصمة الفرنسية، قال مدير منظمة إنقاذ الطفولة «سيف ذا تشيلدرن» الخيرية في السودان عارف نور «إنه لأمر صادم أن بعد الحريق الذي لم يمت فيه أحد، تحرك المانحون من جميع أنحاء العالم للتعهد بتقديم أموال لترميم نوتردام. وفي الوقت نفسه، يُترك الأطفال في السودان لمصيرهم مع احتدام الحرب من حولهم، وتزايد المجاعة والمرض، وبقاء جميع الأطفال خارج المدرسة منذ عام».

14 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة 
وتقول منظمة إنقاذ الطفولة إن 14 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية من أجل البقاء. ويتضمن اجتماع باريس شقّا سياسيا على المستوى الوزاري لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقّا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الأفريقي. كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني.

وتستضيف باريس المؤتمر الدولي من أجل السودان بعد مرور عام بالضبط على بدء الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة. 

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة.

وشددت منظمة «العمل لمكافحة الجوع» (أكسيون كونتر لا فان) غير الحكومية، على الحاجة إلى تحرك «عاجل» في تشاد لتوفير المساعدات إلى اللاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود من السودان المجاور.

بدوره، أكد مدير السودان في المجلس النرويجي للاجئين وليام كارتر أن «المدنيين يعانون الجوع، والعنف الجنسي الهائل، والمجازر العرقية على نطاق واسع، والإعدامات ورغم ذلك، يواصل العالم الإشاحة بنظره».

«استيقاظ» المجتمع الدولي 
وشدد في بيان على أن «اليوم (الذكرى السنوية) يمثّل محطة مخزية للطرفين المتحاربين في السودان، بالإضافة إلى المجتمع الدولي الذي ترك هذه الكارثة تزداد سوءا».

وفي حين يحتاج نحو 25 مليون شخص في السودان، أي نحو نصف عدد السكان، إلى المساعدة، حذّر رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود جان ستويل في بيان من «فراغ إنساني يثير القلق للغاية». وتابع «إضافة إلى الوفيات المرتبطة بأعمال العنف، نرى الأطفال يتوفون جراء سوء التغذية ونقص اللقاحات، ونساء يعانين مضاعفات بعد ولادات خطرة».

وأوضحت الخارجية الفرنسية أن «تمويل النداء الإنساني للأمم المتحدة في العام الماضي لم يبلغ سوى النصف. هذا العام، لم تتخط نسبة التمويل الخمسة في المئة»، مؤكدة أنها لا تتوقع سدّ هذا العجز خلال مؤتمر باريس «لكن نأمل في أن يستيقظ المجتمع الدولي».

تعثر جهود الوساطة الأميركية
وسيسعى مؤتمر «المانحين» في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار. 

وتعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية منذ أشهر. وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الخميس عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات.

وعلى المستوى السياسي، من المقرر أن تعقد اجتماعات سياسية تشارك فيها دول الجوار (تشاد، ليبيا، كينيا، جيبوتي، جنوب السودان، مصر، وإثيوبيا)، إضافة إلى الخليج (السعودية والإمارات)، والقوى الغربية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج).

كما ستحضر منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، إضافة إلى وكالات للأمم المتحدة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
السيسي وبايدن يشددان على أهمية حل الدولتين ومنع توسع دائرة الصراع
السيسي وبايدن يشددان على أهمية حل الدولتين ومنع توسع دائرة الصراع
مصادر مصرية: وفد حماس غادر القاهرة وسيعود برد مكتوب على مقترح الهدنة في غزة
مصادر مصرية: وفد حماس غادر القاهرة وسيعود برد مكتوب على مقترح ...
«الأنروا»: استشهاد 428 نازحاً بنيران إسرائيلية كانوا يحتمون بمنشآت الوكالة في غزة
«الأنروا»: استشهاد 428 نازحاً بنيران إسرائيلية كانوا يحتمون ...
الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن هجمات على سفن في البحر الأحمر
الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن هجمات على سفن في البحر الأحمر
ممثلون عن حماس وفتح أجروا محادثات في بكين
ممثلون عن حماس وفتح أجروا محادثات في بكين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم