Atwasat

«ذا غارديان»: مخاوف من سقوط غزة في «فوضى شاملة» وتحولها إلى «صومال البحر المتوسط»

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الثلاثاء 02 أبريل 2024, 03:02 مساء
WTV_Frequency

أبرزت جريدة «ذا غارديان» البريطانية تحذيرات بشأن انزلاق قطاع غزة إلى «حالة عميقة من الفوضى» مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية، وانهيار النظام المدني، والاستهداف الإسرائيلي الممنهج لأفراد الشرطة خلال أشهر الحرب السابقة.

وحذرت في تقرير نشرته أمس الإثنين من أن «غزة تواجه فوضى معمقة، مع انهيار بقايا النظام المدني، ما يترك فجوة تملأها بشكل متسارع العصابات المسلحة والإجرامية والعائلات القوية».

وضع جديد يحكمه السلاح
وأجرت الجريدة عشرات الحوارات مع مسؤولي إغاثة دوليين وخبراء وسكان من داخل قطاع غزة، وصفوا جميعا شبح المجاعة الذي يخيم على القطاع، والقصف الإسرائيلي المتواصل، وكذلك «الوضع القاسي الجديد حيث تتحكم الأسلحة والبنادق والترهيب فيمن يحصل على المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها».

وقالت: «أزاحت الحرب الإسرائيلية حماس من السلطة في غالبية قطاع غزة، من دون أي بديل للحكم. وفاقم الاستهداف الممنهج لقوات الشرطة من الفوضى». وقال أسامة عبدالرحمن في رفح: «الحرب غيرت كل شيء، والأمر الأكثر بروزا هو غياب الأمن. لا يوجد أمن للضعفاء، القوي فقط من يستطيع النجاة».

واستخدم مسؤولون في المجال الإنسان عبارة «مقديشيو على البحر المتوسط» لوصف المستقبل القريب الذي ينتظر قطاع غزة، إلا أن مراقبين رأوا أنه ما زال من السابق لأوانه مقارنة الوضع في غزة بالصومال أو غيرها من الدول الفاشلة تماما.

«لم نشهد انهيارا كاملا للقانون»
وقال أحد كبار مسؤولي الإغاثة المقيمين في غزة منذ عدة أشهر: «لم نشهد بعد انهيارا كاملا للقانون والنظام. وهذا أمر ثقافي جزئيًا، وهناك الكثير من التضامن والدعم المتبادل والمشاركة، لكن الأمور تزداد سوءا بالتأكيد. نسمع الآن الكثير من إطلاق النار، خاصة في الليل، ويبدو أن هناك عائلات أو عصابات تقاتل بعضها البعض، وليس فحسب الحرب».

ويشير مسؤولو الإغاثة الإنسانية إلى أن انهيار القانون والنظام العام يهدد الفئات الأكثر احتياجا، ويهدد توزيع المساعدات الإنسانية ويجعلها أكثر صعوبة. وتصف تقارير إعلامية عدة تعرض قوافل المساعدات للنهب والسرقة في الأسابيع الأخيرة على يد من وصفتهم بـ«العصابات».

وقال أحد مسؤولي الإغاثة: «هذا نتاج، إذا صح التعبير، تسويق المساعدات؛ العصابات الإجرامية تستولي عليها وتنهبها وتعيد بيعها. لقد حولوا المساعدات الإنسانية إلى أموال».

- قتل بدم بارد وإعدامات ميدانية.. الدفاع المدني بغزة يكشف حجم المأساة بعد انسحاب الاحتلال من مجمع الشفاء
- «يونيسف»: أطفال غزة يواجهون أهوال الجوع والقتل و«العالم يشاهد»
- الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي

من جانبها، قالت ناريمان سلمان، 42 عاما، التي تعيش الآن في رفح بعد نزوحها من شمال غزة: «تمكن زوجي وابني من الحصول على كيس طحين من إحدى الشاحنات ولكن في طريق عودتهما أوقفهما رجل يحمل سكينا وكان عليهما العودة إلى المنزل خاليا الوفاض. كنا نأكل الأرز وبعض الفاصوليا والعشب. كان علينا أن نستجدي الطعام من الجيران من أجل ابنتي الحامل».

وبعد ذلك بوقت قصير، كشفت ناريمان تعرض نجلها الأكبر للطعن حتى الموت خلال محاولة أخرى للحصول على المساعدات التي أسقطتها الطائرات.

نهب واسع النطاق للمنازل المدمرة
وفي مقابلات مع «ذا غارديان»، وصف نازحون في غزة من الرجال والنساء مشاكل على غرار المعارك بين العائلات على مساحة في المخيمات والملاجئ المؤقتة المزدحمة، وحتى السرقات البسيطة المتكررة.

ووصف آخرون ما وصفوه بالنهب الواسع النطاق للمنازل المهجورة أو التي تم قصفها وزيادة تعاطي المخدرات بعد أن نهب المدمنون الصيدليات المهجورة. وكان من الصعب التأكيد بشكل مستقل على التقارير، لكن العديد منها كانت مدعومة بمصادر متعددة، حسب «ذا غارديان».

من جانبه، تحدث جلال حرب، 51 عاما من رفح، عن «تعرضه للسرقة عدة مرات.. كنت أملك ستة كيلوغرامات من القهوة آمل في بيعها الكيلو بـ350 شيكل لكنها سرقت. تلك الظاهرة متفشية الآن ولم تكن كذلك في السابق».

استهداف إسرائيلي ممنهج للشرطة
وما أسهم في تدهور الوضع، حسب «ذا غارديان»، استهداف الاحتلال الإسرائيلي لعناصر الشرطة. وقال وسام رجب، 45 عاما، وهو شرطي نزح إلى رفح، إنه توقف عن الذهاب إلى العمل بعد قصف مراكز الشرطة.

وقال: «من يسيطر على الوضع الآن بعض العصابات والأشخاص الذين لديهم أسلحة غير قانونية وموارد أخرى. أحد الأسباب الرئيسية لموجة الجرائم هذه هو إطلاق سراح المجرمين المدانين في بداية الحرب من قبل السلطة المحلية، التي كانت تخشى على حياتهم عندما كانت القنابل تضرب السجون».

وأثر ذلك بشكل خاص على توزيع المساعدات الإنسانية. كما أن استخدام جيش الاحتلال لمقاولين من القطاع الخاص لنقل المواد الغذائية والضروريات الأساسية خارج نظام الأمم المتحدة زاد من الفوضى.

ويعتقد المراقبون بشكل متزايد أنه «قد لا يكون هناك يوم تالي في غزة، بل أزمة مزمنة، وبالتالي فإن مسألة تحقيق الاستقرار في المنطقة، حتى أثناء الحرب الإسرائيلية، أصبحت ملحة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم المساعدات
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم ...
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان البرغوثي
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان ...
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا الخميس
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا ...
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم