كشفت وكالة «بلومبرغ» الأميركية توصل الصين وروسيا إلى اتفاق مع جماعة الحوثي اليمنية، يقضي بألا تهاجم الأخيرة سفن البلدين المارة في البحر الأحمر مقابل بعض الدعم السياسي للجماعة.

ونقلت الوكالة، الجمعة، عن مصادر مطلعة لم تذكرها قولها إن «الصين وروسيا توصلتا إلى تفاهم في أعقاب محادثات بين دبلوماسيين في عمان ومحمد عبدالسلام، أحد أبرز قادة الحوثي»، وأضافت: «مقابل عدم مهاجمة سفن البلدين، ستقدم الصين وروسيا دعما سياسيا للحوثي في بعض الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن»، مشيرة إلى أنه من غير الواضح كيف سيتجلى هذا الدعم، لكن ربما يشمل منع تمرير بعض مشاريع القرارات ضد الجماعة.

ولفتت «بلومبرغ» إلى أن بكين وموسكو قدمتا بالفعل بعض الدعم الدبلوماسي للحوثي. ففي بداية يناير الماضي، امتنعتا عن التصويت على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة واليابان «يدين بأشد العبارات» هجمات الحوثي. وفي منتصف فبراير الماضي، شكك البلدان في شرعية الهجمات الأميركية والبريطانية ضد مواقع الحوثي في اليمن، خصوصا أنها لم تحظ بتأييد مجلس الأمن.

ولم يرد الناطق باسم الحكومة الروسية أو الصينية، أو الناطق باسم جماعة «الحوثي»، على طلبات التعليق من «بلومبرغ».

- وكالة أمن بحري: انفجار قرب سفينة قبالة السواحل الجنوبية لليمن
- الحوثيون يستهدفون مدمرات حربية أميركية في البحر الأحمر وخليج عدن بـ37 مسيرة

توتر متنامٍ بشأن هجمات الحوثي
وفي حين يتضمن الاتفاق عدم استهداف السفن الصينية أو الروسية المارة في البحر الأحمر، قالت «بلومبرغ»: «المحادثات بين الجانبين تُبرز التوتر المتنامي بين القوى الدولية بشأن هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة في البحر الأحمر».

وتستهدف جماعة الحوثي السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، بمن فيهم الولايات المتحدة وبريطانيا، في البحر الأحمر، ردا على حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ويرى مراقبون أن هجمات الحوثي تضع بعض الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوضع نهاية لحربه على غزة، مستبعدين أن توقف الجماعة هجماتها حتى بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ممر تجاري حيوي
وتعد الممرات البحرية في البحر الأحمر، ولا سيما مضيق باب المندب، من الممرات التجارية الحيوية للتجارة العالمية، إذ يمر بها 30% من السفن التجارية العالمية وناقلات النفط والغاز.

ومنذ بداية الهجمات الحوثية، نوفمبر الماضي، اضطرت بعض شركات الشحن الدولية إلى تفادي المرور في البحر الأحمر، وتحويل مسار سفنها إلى مسار رأس الرجاء الصالح حول جنوب أفريقيا.

وبينما لم تعلن أي من الشركات الصينية أو الروسية إلى الآن تحويل مسار سفنها بعيدا عن البحر الأحمر، تشير بيانات تتبع السفن أن غالبيتها تعتمد المسار نفسه عبر باب المندب، ومنه إلى قناة السويس ثم أوروبا.