Atwasat

«الأورومتوسطي»: شهادات جديدة على ارتكاب الاحتلال «مجزرة الطحين» في غزة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 05 مارس 2024, 10:15 مساء
WTV_Frequency

كشف المرصد «الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان النقاب عن نتائج تحقيقاته حول «مجزرة الطحين» على دوار النابلسي، جنوب غرب مدينة غزة، ضد مدنيين فلسطينيين حاولوا الحصول على إمدادات إنسانية، فجر الخميس الماضي، وأشار المرصد إلى عدة مستجدات تؤكد تورط قوات الاحتلال في المجزرة، بما في ذلك نوع الرصاص المستخدم، مجددًا مطالبته بتحقيق دولي فاعل لمحاسبة المسؤولين عنها.

وأكد المرصد أن فريقه الميداني كان متواجدًا وقت وقوع المجزرة، وأنه وثق إطلاق الدبابات الإسرائيلية النار بكثافة تجاه تجمعات المدنيين الفلسطينيين، خلال محاولتهم استلام مساعدات إنسانية على دوار النابلسي، دون أن يشكلوا أي تهديد على الجيش الإسرائيلي.

وأوضح المرصد في بيان، اليوم الثلاثاء، أن عددًا كبيرًا من ضحايا المجزرة أصيبوا برصاص يطلق من أسلحة يستخدمها جيش الاحتلال، موضحًا أنه بناءً على عينة مكونة من 200 شهيد ومصاب في المجزرة، تبين أنهم أصيبوا بهذا النوع من الرصاص، كما يتبين من معاينة الرصاصات الموجودة في مكان وقوع المجزرة، ومن خلال الشظايا التي كانت في أجساد الشهداء والجرحى.

الرصاص بطرف فولاذي وطلاء نحاسي
وأضاف البيان أنه بعد إجراء التقصي اللازم عن هذا النوع من الرصاص، تبين أنه يطلق من بنادق الهجوم مثل (M4) وتافور (Tavor)، بالإضافة إلى السلاح الرشاش (LMG). وأظهر الفحص أن هذا النوع من الرصاص بطرف فولاذي وطلاء نحاسي، وهو يستعمل من قبل جيش الاحتلال.

ووفقًا للمرصد المتوسطي، فإن هذا النوع من الرصاص يستورد أحيانًا من المملكة المتحدة، ويجري كذلك تصنيعه داخل دولة الاحتلال، قبل شركة (IMI SYSTEMS)، وهي شركة مصنعة للأسلحة والذخائر والتكنولوجيا العسكرية، وتقوم بتزويدها بشكل رئيس للجيش الإسرائيلي.

-  بعد استشهاد 112 فلسطينيا.. تنديد عربي ودولي بـ«مجزرة الطحين» في دوار النابلسي بغزة
- ارتفاع حصيلة ضحايا مجزرة النابلسي إلى 112 شهيدا

ومن بين الشهادات التي وثقها «الأورومتوسطي»، شهادة للمواطن، محمد ياسر وشاح (17 عامًا)، من سكان حي الصبرة في مدينة غزة، الذي كان متواجدًا على دوار النابلسي، وقت وقوع المجزرة، حين أصابت رصاصة كيس الطحين الذي كان يحمله وهو فوق الشاحنة، واخترقته ثم اخترقت السترة التي كان يرتديها واستقرت فيها.

وأكد المرصد الحقوقي أنه عاين الرصاصة المذكورة، ووجدها مطابقة بالشكل والمواصفات لهذا النوع من الرصاص، ولديه قدره عالية على الاختراق (3 ملم من الفولاذ) مقارنة بباقي أنواع الرصاص.

وقال شاهد عيان لطاقم «الأورومتوسطي»: تفاجأنا بدخول عناصر من الجنود الإسرائيليين إلى داخل المكان، وسحبوا شبابًا من غزة، أغلبهم خلال هروبهم للشاطئ، وجزء منهم كان عند دوار النابلسي، فيما رُحّل جزء منهم للجنوب، وجزء آخر تم قتلهم وتركهم على الشاطئ. وأضاف الشاهد أن الجنود أمسكوا أحد الشبان ثم تركوه، وبعد ابتعاده عدة خطوات، أطلقوا النار تجاهه وأصابوه في كتفه بجروح.

الطحين والمواد الغذائية مختلطة بالدماء
وتابع الشاهد: حوصرنا حتى السادسة والنصف، وكان المصابون يحاولون التمسك بنا، ويقولون: لا تتركونا، وعند خروجنا كان الطحين والمواد الغذائية مختلطة بالدماء.

وقال شاهد آخر يعمل مسعفًا متطوعًا: توجهت لدوار النابلسي على أمل تلقي المساعدات، وأخذت معي من باب الاحتياط حقيبة إسعافات أولية لعلمي بحدوث إطلاق نار في الحالات المماثلة، وبمجرد عبور الشاحنات الحاجز، قبيل الساعة 4:30 فجرًا، بدأ الجيش الإسرائيلي بإلقاء قنابل صوت وقنابل دخانية، إلى جانب إطلاق النار، وتقدمت الدبابة وحدثت مجزرة في المكان.

وأضاف المسعف أنه قدم الإسعاف لعدد من المصابين، حيث تبيّن له أن بعضهم مصاب في صدره، وآخرين في أطرافهم، وخلال محاولته سحب أحد المصابين، قدمت الدبابة فاضطر للانسحاب من المكان، فيما كان هناك عدد كبير من الشهداء والمصابين.

وشدد المرصد الأورومتوسطي التذكير بأن أربعة دلائل أخرى تؤكد تورط الجيش الإسرائيلي في جريمة قتل وإصابة المدنيين الجياع، تتضمن علامات الإصابات على أجساد القتلى والمصابين، والمقاطع المصورة التي نشرها شهود العيان للحادثة، وصوت الرصاص الواضح ومصدره من الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر، وحالة الذعر والترويع التي أصابت جميع المتواجدين، بمن في ذلك البعيدون عن شاحنات المساعدات، ودفعتهم للهروب في كل الاتجاهات باحثين عن مكان للاحتماء فيه.

 إسرائيل تستخدم التجويع ومنع المساعدات
وأشار المرصد إلى أن جميع هذه الأدلة تشير إلى نية إسرائيل في استخدام التجويع ومنع المساعدات وقتل الجياع لتنفيذ جريمة التهجير القسري ضد الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، وأن هذه الأفعال تشكل جزءًا أساسيًا من جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد جميع سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن عمليات القتل المتعمدة التي ينفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين بصفتهم هذه ودون أن يكون لهم أية مشاركة في الأعمال الحربية، تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

ودعا المرصد إلى تشكيل ضغط دولي فوري على إسرائيل لوقفجميع جرائمها في قطاع غزة، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتجويع، ومساءلتها ومحاسبتها على جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة ضد قطاع غزة وسكانه.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم المساعدات
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم ...
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان البرغوثي
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان ...
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا الخميس
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا ...
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم