تتواصل حرب الإبادة الجماعية وحرب «التجويع» لليوم 150 على التوالي على قطاع غزة المحاصر، فيما يكشف العدوان حجم الإجرام الذي يرتكب على مرأى ومسمع العالم بحق الشعب الفلسطيني، بعد أن توفي الطفل يزن الكفارنة ذي العشرة أعوام في مستشفى أبويوسف النجار، حيث تحوّل هذا الطفل إلى «هيكلٍ عظميٍ» بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

تقول أم يزن المفجوعة بهذا الرحيل القاسي الذي لم تكن تتخيله طوال حياتها ولا في أسوأ كوابيس أحلامها: «يزن الآن عصفور في الجنة، ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر به إلى هذه المرحلة».

 المأساة التي وصل لها جميع أهل غزة 
وسادت حالةٌ من الغضب الشديد بعد هذا المشهد الصادم، الذي يعبّر عن المأساة التي وصل لها جميع أهل غزة ونال الضرر الأكبر منهم الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة وبات الجوع ينهشهم ويلتهمهم الواحد تلو الآخر حتى رحل منهم حتى اليوم 16 طفلا بسبب الجوع وسوء التغذية والجفاف.

وعبّر نشطاء التواصل الاجتماعي عن غضبهم من الظلم الذي يتعرض له أهل القطاع وفوق القتل والدمار والحصار يُمنع عنهم الماء والغذاء والدواء في مشهدٍ يندى له الجبين مع استمرار التواطؤ العالمي الذي يشوبه بحسب النشطاء «لحظات نفاق وصحوات مفاجئة للضمير ونوبات تباكٍ طارئ على ما يتعرض له أهل غزة من قتل ودمار وتجويع».

-  استشهاد 13430 طفلا و8900 امرأة منذ بداية عدوان الاحتلال على قطاع غزة
-  16 مجزرة خلال 24 ساعة.. ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 30 ألفا و534 شهيدا

وتتواصل المناشدات للدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ غزة وأطفالها، فلعلّ يزن الكفارنة ومن سبقه من آلاف الأطفال الشهداء يحرك الضمير العالمي الذي ما زال في حالة غفوة كاملة ولم يستيقظ بعد.

استشهاد 16  طفلا جراء الجوع
واستشهد طفل اليوم في قطاع غزة المنكوب جراء سوء التغذية، ما يرفع عدد الأطفال الشهداء بسبب الجوع في القطاع إلى 16. وقالت مصادر طبية: إن طفلاً استشهد في مستشفى أبويوسف النجار في مدينة رفح جنوب القطاع نتيجة سوء التغذية وعدم توفر العلاج.

وكان مستشفى كمال عدوان شمال القطاع أعلن أمس استشهاد 15 طفلاً جراء سوء التغذية والجفاف، مشيراً إلى أن حياة 6 أطفال في العناية المركزة مهددة نتيجة توقف المولد الكهربائي والأكسجين وضعف الإمكانات الطبية.

وحذر العاملون في المجال الإنساني بالأمم المتحدة من أن ما يزيد على نصف مليون من أهالي القطاع على بعد خطوة واحدة من المجاعة، كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» من أن النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض قد يؤديان إلى انفجار في وفيات الأطفال في غزة، حيث يعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر من سوء التغذية.