كشفت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية تفاصيل ثلاث صفقات يجري العمل عليها بشكل متوازٍ من قبل مسؤولين عرب وإسرائيليين وأميركيين، لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووضع اللمسات النهائية المتعلقة بالوضع في القطاع بعد انتهاء الحرب، وتتضمن إحدى الصفقات وضع التزامات لإقامة الدولة الفلسطينية.

وذكرت، في تقرير نشرته أمس السبت، أن مسؤولين من عشر حكومات تقريبًا يحاولون بناء تفاصيل ثلاث صفقات مختلفة، لإنهاء الحرب في غزة، ووضع إجابة حاسمة للتساؤلات بشأن كيفية إدارة القطاع فيما بعد انتهاء الحرب.

المسار الأول: الهدنة وإطلاق الرهائن
يركز المسار الأول على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حماس» والاحتلال الإسرائيلي مقابل إطلاق مئة رهينة إسرائيلي، وآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ويناقش مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر اتفاقًا من شأنه أن يوقف القتال لمدة تصل إلى شهرين.

وبناء على هذا المقترح، سيجري إطلاق الرهائن على مراحل خلال فترة توقف تصل إلى 60 يومًا مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

- وزير الخارجية المصري يجتمع مع نظيره السعودي لمناقشة الوضع في غزة
- الأمطار تفاقم معاناة الفلسطينيين مع النزوح المتكرر من غزة إلى رفح المكتظة
- «فرانس برس»: مدير «سي آي إيه» سيجتمع مع مسؤولين من مصر و«إسرائيل» وقطر حول غزة في باريس

المسار الثاني: إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية
أما المسار الثاني فيتركز على إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية، حتى تتولى إدارة قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، وتتسلم السلطة من «حماس» وتل أبيب.

وبموجب هذا المسار، ستعود السلطة الفلسطينية، التي غادرت القطاع منذ العام 2007، إلى إدارته بعد انتهاء الحرب. وقالت الجريدة الأميركية: «تعارض إسرائيل هذا المقترح، لهذا تدفع الولايات المتحدة والأردن ومصر والمملكة السعودية ودول عربية أخرى لإصلاح السلطة وتغيير قيادتها».

وأضافت: «يقول المسؤولون الأميركيون إن الهدف هو وجود سلطة إدارية أكثر قبولا للدولة الفلسطينية المستقبلية».

المسار الثالث: التطبيع مقابل إقامة الدولة الفلسطينية
وفي المسار الثالث، يضغط مسؤولون أميركيون وسعوديون على الاحتلال الإسرائيلي، للموافقة على ظروف إقامة دولة فلسطينية مستقلة مقابل «أن توافق المملكة السعودية على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل»، حسب «نيويورك تايمز».

وقالت الجريدة الأميركية: «هذا المسار الأكثر طموحًا، بعدما أعادت واشنطن إحياء المحادثات مع الرياض بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بينما تصر الرياض على أن تلتزم تل أبيب بعملية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، تشمل إدارة فلسطينية لغزة».

وترتبط المطالب والنتائج التي تجري مناقشتها في المسارات الثلاثة ببعضها بعضًا، ويعتقد أنها ستستغرق فترة طويلة. وتسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في سقوط أكثر من 26 ألف شهيد، وهو عدوان حظى بدعم كامل من قِبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

عقبات أمام الاتفاق على وقف الحرب
غير أن «نيويورك تايمز» تحدثت عن بعض العقبات التي تقف أمام نجاح المفاوضات، وأبرزها رفض الاحتلال الإسرائيلي وجود دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة، ما يثير الشكوك حول إمكانية إحراز تقدم على الجبهات الأخرى.

وقالت الجريدة: «لم تفلح الحرب الإسرائيلية في تدمير حماس، لهذا من غير الواضح كيف سيجري إقناع الأخيرة بالتنحي عن إدارة غزة»، مشيرة إلى وجود عدة مقترحات في هذا الشأن، بعضها قوبل بمعارضة بعض الأطراف.

ومن بين تلك المقترحات «نقل السلطة من الرئيس الحالي، محمود عباس، إلى رئيس وزراء جديد، مع السماح لعباس بالاحتفاظ بدور شرفي، وإرسال قوة حفظ سلام عربية إلى غزة، لدعم الإدارة الفلسطينية الجديدة هناك، أو إصدار قرار في مجلس الأمن بدعم من الولايات المتحدة يعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة».