Atwasat

المقاومة الفلسطينية تفرج عن دفعة محتجزين ثانية وإطلاق أسرى من سجون الاحتلال

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 نوفمبر 2023, 08:28 صباحا
WTV_Frequency

أطلق الاحتلال الإسرائيلي مجموعة ثانية من الأسرى الفلسطينيين أمس السبت، بينما وصلت دفعة محتجزين ثانية أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية إلى إسرائيل، التي أطلقت بدورها أسرى في اليوم الثاني من الهدنة، بعد سبعة أسابيع من حرب مدمرة.

ووفق السلطات المصرية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أطلق 13 محتجزا إسرائيليا في إطار اتفاق الهدنة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحماس، حسب وكالة فرانس برس.

كما أفرجت الحركة عن أربعة رهائن تايلنديين. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان إن الأشخاص الـ17 المفرج عنهم «خضعوا لتقييم طبي أولي». وأضاف أن أحدهم نُقل إلى المستشفى، بينما ذهب الآخرون في طريقهم، لملاقاة عائلاتهم.

وجاء الإفراج عن الرهائن بعد تأخير ساعات، أكدت حماس أن سببه عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود الاتفاق. كذلك، خرج من سجون الاحتلال 39 أسيرا فلسطينيا من النساء والأطفال بموجب اتفاق الهدنة.

القسام: سلمنا 13 محتجزا إسرائيليا
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها سلمت الصليب الأحمر 13 رهينة إسرائيلية وأربعة تايلنديين خارج اتفاق الهدنة ممن تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر. كذلك، أكد ماجد الأنصاري، الناطق باسم وزارة خارجية قطر، التي تؤدي مهمة وساطة، أنه جرى الإفراج عن 13 إسرائيليا: ثمانية أطفال وخمس نساء، بالإضافة إلى أربعة أجانب.

وشوهدت سيارات الصليب الأحمر الدولي تخرج من معبر رفح في اتجاه مصر. وبحسب مصادر فلسطينية ومصرية متابعة للمفاوضات، ينص اتفاق الهدنة، الذي بدأ تطبيقه الجمعة ويستمر أربعة أيام، على أن ينقل الصليب الأحمر في سياراته الخاصة الرهائن إلى معبر رفح الحدودي، حيث يسلمهم إلى الأمن المصري في الجانب المصري من المعبر.

ويسير الموكب بمحاذاة قطاع غزة، وصولا إلى مكان قريب من معبر كرم أبو سالم، الواقع على الحدود بين مصر وإسرائيل وغزة. ومن معبر أبو سالم، يجرى نقل المحتجزين في مروحيات خاصة إلى داخل «إسرائيل».

وأعلن جيش الاحتلال وصول المحتجزين إلى إسرائيل. وعبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، السبت، عن «ارتياح» بلادها لإطلاق حركة حماس مجموعة ثانية من المحتجزين، بينهم أربعة ألمان إسرائيليين، مضيفة: «هذا يوم فرح وارتياح كبيرين لإميلي هاند وعائلتها». وقال توماس هاند، والد إميلي، في بيان: «لا نجد الكلمات التي تصف مشاعرنا بعد 50 يوما صعبا ومعقدا».

وأعلنت مصلحة سجون الاحتلال أنها أطلقت 39 أسيرا فلسطينيا. وأظهرت لقطات تلفزيونية استقبال عدد من المفرج عنهم في منازلهم بالقدس الشرقية المحتلة. وأبرز المفرج عنهم إسراء جعابيص (38 عاما) التي دينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز العام 2015، مما أدى إلى إصابة شرطي، وحكم عليها بالسجن 11 عاما.

وقد أعلنت قطر في وقت سابق «تذليل العقبات عبر الاتصالات القطرية - المصرية مع الجانبين»، مشيرة إلى أن الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى والرهائن سيجرى ليل السبت.

سبق ذلك إعلان كتائب القسام «تأخير إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى حتى يلتزم الاحتلال بنود الاتفاق». وتحدّث القيادي في حماس أسامة حمدان من لبنان عن «خروق أمنية وإطلاق نار على أبناء شعبنا، وعدم التزام بعدد شاحنات الإغاثة المفترض وصولها إلى شمال القطاع، وتلاعب بأسماء ومعايير الإفراج عن أسرى من النساء والأطفال، مما يعرّض الاتفاق للخطر».

ورفض حمدان مجددا «أي تحرير للأسرى بالقوة»، قائلا: «الاحتلال لم ولن يفرج عن أحد من أسراه إلا عبر التفاوض مع مقاومتنا، ودفع الأثمان اللازمة».

ومن بين الرهائن الذين عادوا إلى إسرائيل مايا ريغيف (21 عاما) التي خطفت مع شقيقها (18 عاما) في أثناء محاولتهما الفرار من مهرجان قبيلة نوفا الموسيقي، الذي هاجمه مقاتلو حماس في الساعات الأولى من 7 أكتوبر. وسبق أن ظهرت الشابة وشقيقها في مقطع فيديو، نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مقيدين في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.

وقالت والدتها ميريت في بيان أصدره منتدى أسر الرهائن: «أنا سعيدة جدا، لأن مايا على وشك الانضمام إلينا. لكن قلبي حزين، لأن ابني إيتاي لا يزال لدى حماس في غزة».

الاحتلال: «الحرب لم تنته»
وترفض سلطات الاحتلال السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، حيث تؤكد عبر منشورات وتصريحات أن «الحرب لم تنته»، وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية، حسب فرانس برس.

وأطلق جيش الاحتلال النار على كثير الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، الجمعة والسبت، مما تسبّب في استشهاد شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وحصلت حركة نزوح جديدة، أمس السبت، في ظل وقف النار السائد منذ الجمعة من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.

وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، الذين نزح منهم 1.7 مليون عن منازلهم بعد قصف إسرائيلي عنيف أدى إلى مقتل 14 ألفا و854 شخصا بينهم 6150 طفلا، وفق الحكومة الفلسطينية في غزة، حيث يشن الاحتلال عدوانا عسكريا بريا واسعا داخل غزة منذ 27 أكتوبر.

وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، الذي تشارك بلاده في الوساطة: «هناك اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليا مع جميع الأطراف، لتمديد فترة الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ليوم أو يومين إضافيين، بما يعني الإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».

من جهته، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هيرزي هاليفي، السبت: «سنعود فور انتهاء وقف النار إلى هجومنا في غزة.. إلى عملياتنا، لأننا نفعل هذا أيضا لتفكيك حماس، ولإيجاد أكبر قدر من الضغط، لإعادة أكبر عدد من الرهائن، وصولا إلى آخر واحد منهم»، حسب زعمه.

وينص الاتفاق، الذي جرى بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة مقابل 150 سجينا فلسطينيا. كما ينص على وقف الأعمال العسكرية كافة، ودخول مساعدات إلى غزة.

وسارت في شوارع تل أبيب، مساء السبت، تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف، للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين، وهتف خلالها المتظاهرون الذين حملوا صور الرهائن «حرروهم الآن». وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة «أخرجوهم من الجحيم».

«إسرائيل» تتحدث عن «خصوصية» المحتجزين المفرج عنهم
وطلبت سلطات الاحتلال من وسائل الإعلام عدم التواصل مع الرهائن المفرج عنهم وعائلاتهم، لما وصفته بـ«احترام خصوصيتهم في هذا الوقت». ونشر منتدى عائلات الرهائن صورا ومقاطع فيديو للمّ شمل عائلات إسرائيلية، غالبا في المستشفيات.

و في قرية بيتللو قرب رام الله، قالت الأسيرة المحررة روان أبو مطر، السبت: «لسنوات، كنت أريد أن أخرج فقط لأتمكن من أن أضمّ أمي. مرت سنوات لم أحضنها ولم ألمسها إلا مرة واحدة. يومها تصوّرت معها، لكن بالكاد التقطت الصورة، طلبوا مني الخروج من مكان الزيارة. اليوم لا حاجز بيننا». كانت أبو مطر أسيرة تسع سنوات بتهمة محاولة طعن جندي إسرائيلي أصيب بجروح طفيفة في يوليو 2015.

وفي مستشفيات جنوب قطاع غزة، تُواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة أنه «لا توجد سعة فيها، لاستيعاب من يجري نقلهم إليها»، موضحا أنها تفتقد «لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين»، حيث تضرّر أو دمّر أكثر من نصف المساكن في غزة، وفق الأمم المتحدة.

وتوزعت شاحنات مساعدات، دخلت الجمعة غزة، أمس السبت في مناطق عدة من القطاع المحاصر، وفق مصوري «فرانس برس». ودخلت، الجمعة، 200 شاحنة محملة مساعدات إلى غزة، حسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية.

فرضت إسرائيل على قطاع غزة، الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة العام 2007، «حصارا كاملا» منذ 9 أكتوبر، حيث قطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود. وفي لندن، خرجت السبت تظاهرة حاشدة، تضامنا مع الفلسطينيين، ومطالبة بـ«وقف الإبادة» في غزة. وسارت تظاهرة مماثلة قرب البرلمان الكندي في أوتاوا، ضمت أطيافا متنوعة بين منظمات فلسطينية وعربية ومسلمة ويهودية ومناهضة للحرب وعمالية ومنظمات عدالة اجتماعية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
قيادي في حماس: مقترح الهدنة يتضمن ثلاث مراحل بهدف وقف دائم لإطلاق النار
قيادي في حماس: مقترح الهدنة يتضمن ثلاث مراحل بهدف وقف دائم لإطلاق...
«الجزيرة»: إطلاق دفعة صواريخ من شمال غزة
«الجزيرة»: إطلاق دفعة صواريخ من شمال غزة
العاهل الأردني يحض بايدن على منع وقوع مجزرة جديدة في رفح
العاهل الأردني يحض بايدن على منع وقوع مجزرة جديدة في رفح
وفد قطري يصل القاهرة الثلاثاء لاستئناف مفاوضات «هدنة غزة»
وفد قطري يصل القاهرة الثلاثاء لاستئناف مفاوضات «هدنة غزة»
خمسة شهداء في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح بجنوب غزة
خمسة شهداء في قصف إسرائيلي لمنزل في رفح بجنوب غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم