كشفت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن مسؤولين من الولايات المتحدة و«إسرائيل» ناقشوا مستقبل قطاع غزة المحاصر، بما في ذلك احتمالات مثل إنشاء حكومة موقتة تدعمها الأمم المتحدة وحكومات عربية.

ونقلت عن مسؤولين من الحكومة الأميركية على دراية بالنقاشات، أمس الأحد، أن النقاشات لا تزال في مراحلها الأولية وتعتمد على تطورات الموقف على الأرض، بما فيها الهجوم البري على القطاع، مشيرة إلى أن أي من تلك الاحتمالات سيحتاج إلى موافقة الدول العربية وهو أمر غير مؤكد على الإطلاق.

وقالت المصادر: «إسرائيل تعتبر أن استمرار حكم حركة حماس في القطاع غير مقبول بعد هجوم السابع من أكتوبر، حيث قُتل أكثر من 1400 إسرائيلي، وأٌسر أكثر من 200 آخرين».

وأضافت: «التحدي المتمثل في تحقيق هذا الهدف أثار مخاوف الولايات المتحدة من أن إسرائيل لم تفكر بما فيه الكفاية فيما سيأتي بعد الهجوم البري. كما تقلق الولايات المتحدة من أن يؤدي الهجوم البري على غزة دون هدف واضح غير الإطاحة بحماس إلى تأجيج الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية».

إنشاء حكومة موقتة أمر صعب
في هذا الشأن، يرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ويليام آشر أن «إنشاء حكومة موقتة في غزة سيكون أمرا صعبا للغاية، والحصول على موافقة الحكومات العربية سيكون أكثر تحديا».

وقال: «أي خطة تشمل الحكومات العربية تتطلب تغيرا كبيرا في كيفية تقبل تلك الدول للمخاطر والعمل سويا. كما أنه يتطلب كذلك مقدارا من الثقة من قبل تل أبيب وهو أمر غير متوافر حاليا».

البيت الأبيض: بايدن ونتانياهو توافقا على استمرار «تدفق المساعدات» إلى غزة
بايدن يبحث مع قادة خمس دول غربية تطورات الحرب في غزة

واقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، منذ أيام في تصريحات تلفزيونية تسليم السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية من جديد، وقال: «اعتقد في النهاية، الأمر الأفضل هو عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة».

لكن ضابط الاستخبارات السابق في وكالة «سي آي إيه» تيد سينجر يرى أن «السلطة الفلسطينية لن تقدم حلولا قابلة للتطبيق في غزة. فهي، منذ هزيمتها أمام حماس في انتخابات بالعام 2006، تفتقر إلى المصداقية، وبالكاد تفرض سيطرتها على الضفة الغربية. كما فقد الشتات الفلسطيني أي روابط ذات قيمة في غزة».

تأجيل الاجتياح البري لغزة
في غضون ذلك، كشفت المصادر الأميركية أن «الإدارة الأميركية وحلفاءها يضغطون على إسرائيل من أجل تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة لتوفير بعض الوقت لتحرك سكان غزة من شمال إلى جنوب القطاع، ومن أجل نجاح مباحثات سرية جارية بوساطة قطرية لإطلاق الأسرى المحتجزين من قبل حماس».

وسبق وحث الرئيس الأميركي جو بايدن «إسرائيل» على وضع خطة طويلة الأجل في غزة، وأعرب عن قلقه من أنها سترتكب أخطاء مماثلة لما فعلته الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، في إشارة إلى غزو العراق وأفغانستان عسكريا دون تحقيق الأهداف المرجوة.