قال مسؤولون أميركيون ومصادر أمنية وسكان إن اثنين من كبار المسؤولين الأميركيين زارا محافظة دير الزور الغنية بالنفط في شرق سورية يوم الأحد في محاولة لنزع فتيل انتفاضة من العشائر العربية ضد الحكم الكردي تتسبب في زعزعة الاستقرار في شمال شرق سورية.
وأدت انتفاضة العشائر العربية ضد حكم وحدات الشعب الكردية التي تحكم المنطقة إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 150 شخصا. وتشكل هذه الوحدات ركيزة قوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، وهذه الانتفاضة هي أكبر تهديد لحكمها منذ أن نجحت في طرد تنظيم «داعش» من مساحة شاسعة من الأراضي في شمال وشرق سورية في 2019.
23 قتيلا في اشتباكات بين قوات النظام وفصائل موالية لتركيا شمال سورية
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن إيثان جولدريتش نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون سورية والميجر جنرال جويل بي فاول، قائد التحالف ضد الدولة الإسلامية، اجتمعا مع شيوخ العشائر العربية وقادة قوات سورية الديمقراطية واتفقوا على «نظر المظالم المحلية» و«وقف تصعيد العنف بأسرع ما يمكن وتجنب سقوط ضحايا».
وأدى اعتقال قوات سورية الديمقراطية لقائد عربي منشق في الشهر الماضي إلى اندلاع اضطرابات سرعان ما اجتاحت عددا من البلدات من البصيرة حتى الشحيل، في حزام نفط استراتيجي في منطقة العشائر العربية شرقي نهر الفرات.
وطرد مقاتلو العشائر العربية في بادئ الأمر القوات التي يقودها الأكراد من عدة بلدات كبيرة، لكن قوات سوريا الديمقراطية بدأت في استعادة السيطرة على الوضع.
وعرقل الوجود العسكري الأميركي في المناطق التي تديرها قوات سورية الديمقراطية توسع ميليشيات تدعمها روسيا وإيران ولها موطئ قدم في مناطق غربي نهر الفرات ويقول مسؤولون من قوات سورية الديمقراطية إنها تستغل الخلافات الداخلية لبسط نطاق نفوذها.
اتهامات بخلق فوضى في شمال شرق سورية
واتهم ناطق باسم قوات سورية الديمقراطية إيران والحكومة السورية بإرسال ميليشيات العشائر لخلق فوضى في شمال شرق سورية حيث يتمركز معظم القوات الأميركية الباقية في البلاد التي يقترب عددها من900.
ويقول شيوخ العشائر العربية إنهم حرموا من ثرواتهم النفطية بعدما وضعت القوات التي يقودها الأكراد يدها على أكبر آبار النفط السورية بعد رحيل الدولة الإسلامية. كما اشتكوا أيضا من الإهمال الذي تعاني منه مناطقهم مقابل الاهتمام بالمناطق ذات الأغلبية الكردية. وقال الشيخ محمود الجار الله، أحد شيوخ قبائل المنطقة، إنهم يريدون إبعاد القوات الكردية من جميع أنحاء دير الزور وتسليم إدارة المنطقة إلى سكان من أصول عربية.
وتنفي قيادة قوات سورية الديمقراطية الكردية التمييز ضد العرب الذين يشكلون أغلبية من السكان، وتتهم فلول داعش بترهيب السكان المحليين وعرقلة تطوير المنطقة. ويقول دبلوماسيون غربيون إن واشنطن تحث على منح السكان العرب دورا أكبر في إدارة شؤونهم في مناطق قوات سورية الديمقراطية.
تعليقات