قال رئيس المجلس التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر، والمرشح في الانتخابات الرئاسية «إن حزبه قادر على كسر الاستقطاب الثنائي بين الإسلاميين والعلمانيين ويسعى للعب دور أساسي في تحقيق الاستقرار السياسي في البلد الذي انطلقت منه شرارة الربيع العربي».

وأضاف زعيم حزب «التكتل من أجل العمل والحريات» التونسي خلال مقابلة لـ«رويترز»، «كنا السباقين للتنبيه من خطورة الاستقطاب الثنائي منذ اليوم الأول لهروب الطاغية ودعونا بضرورة الابتعاد عن مسألة الهوية وتقسيم التونسيين بين إسلاميين وغير إسلاميين. هذا لا يفيد تونس بأي شكل من الأشكال وحذرنا منه كثيرًا».

وأكد المرشح، أن تونس تحتاج في المقام الأول إلى برنامج اقتصادي لمواجهة التحديات العديدة التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة منها البطالة والفقر والتهميش لبعض الفئات والفوارق الاجتماعية، وفي ظل كل هذه التحديات نرى أن بعض الفئات فقط يسعون إلى التركيز مرة ثانية علي «الهوية» فقط وهذا يعتبر خطأ وخطر علي تونس.

وتابع أمين عام حزب التكتل من أجل العمل والحريات «كل استقطاب ثنائي يقسم التوانسة ويخوف بعضهم من بعض نحن ضده وسنتصدى له وسنسعى للعب دور اساسي لتحقيق الاستقرار في المشهد السياسي».

وتستعد تونس لإجراء انتخابات تشريعية في 26 أكتوبر تليها انتخابات رئاسية في 23 نوفمبر، في خطوة أخيرة نحو إرساء ديمقراطية مستقرة بعد ثلاث سنوات من إطاحة حكم الرئيس زين العابدين بن علي.

ورأى بن جعفر أنّ تجربة الحكم الثلاثي ناجحة رغم بعض النقائص قائلاً «نعتبر التجربة ناجحة بعد تحقيق ما كنا نصبو إليه خلال انتخابات 2011 بوضع دستور ومؤسسات دستورية مثل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة المستقلة الإعلام السمعي البصري وهيئة مراقبة دستورية القوانين».

الإسلام السياسي
وبينما سيطر الخلاف حول دور الاسلام في السياسية ومسألة الهوية في انتخابات 2011 فان الناخبين الآن يرون أنّ المشاكل الاقتصادية ومعالجة غلاء الأسعار وبسط الأمن من أبرز المطالب الملحة التي يتعين أن توفرها الحكومة المقبلة.

ويقول بن جعفر «لا ننكر أنّه بعد أكثر من ثلاث سنوات ما زال الناس يعتبرون أن مشاكلهم لم تحل مثل البطالة والتهميش ووضع البنية التحتية التي كانت من أسباب اندلاع الثورة لم تحل لأننا ركزنا جهودنا على الجانب السياسي».

وتابع قوله «بعد تحمل المسؤولية في أصعب الظروف نحن نشعر ببعض الراحة لوضع القاعدة الأساسية لبناء تونس ديمقراطية جديدة».

وأكد بن جعفر أن حزبه يطمح لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد في الانتخابات التشريعية المقبلة تتويجًا لدوره في تأمين المرحلة الانتقالية.

وأكد بن جعفر ضرورة تكوين حكومة وحدة وطنية عقب الانتخابات لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة بالقول «الحل لا يمكن أن يكون إلّا بحكومة وحدة وطنية».

وقال زعيم حزب التكتل من أجل العمل والحريات «نحن كحزب نحترم دولة القانون والمؤسسات.. لدينا قانون انتخابي يجب ان نحترمه ونطبقه».

وتابع «الكرة بين يدي المواطنين لكن يجب ان نبين لهم انه لن يستطيع بناء النظام الديمقراطي. إلّا الديمقراطي الذي يؤمن بالديمقراطية ومقتنع بها وناضل من أجلها ونثق أنه سيختار الاختيار السليم والصحيح».