Atwasat

«حوارة» تستيقظ على خراب وتدمير خلفه المستوطنون

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 27 فبراير 2023, 03:05 مساء
WTV_Frequency

استفاق الفلسطينيون في قرية حوارة شمال الضفة الغربية المحتلة اليوم الإثنين على أثار الدمار والتخريب التي وقعت خلال ساعات الليل على يد مستوطنين إسرائيليين أرادوا الانتقام لمقتل مستوطنَين. 

توهجت سماء الليل مع اشتعال النيران مساء الأحد في القرية التي دمر فيها المستوطنون وفق عضو مجلس بلديتها وجيه عودة وأحرقوا «أكثر من 30 منزلا و100 مركبة». وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 350 إصابة، معظمها بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع.

ورصد مصور وكالة فرانس برس منازل محترقة اكتست جدرانها باللون الأسود بسبب ألسنة اللهب بالإضافة إلى السيارات والأشجار المتفحمة والنوافذ المحطمة. قال كمال عودة وهو أحد سكان القرية إن «عشرات المحال التجارية وعشرات المنازل أحرقت ودُمرت». وأضاف لوكالة فرانس برس «حتى الأشجار لم تسلم، أحرقوا كل شي، أحرقوا كل ما كان أمامهم».

هاجم المستوطنون الذين جاءوا من أنحاء مختلفة القرية في أعقاب هجوم بإطلاق النار أودى بحياة مستوطنين شقيقين (20 و22 عاما) من مستوطنة هار براخا. وأطلق المنفذ الذي ما زال الجيش يلاحقه النار عليهما أثناء قيادتهما مركبتهما قرب مفترق حوارة على الطريق الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس.

والتوتر متصاعد في الضفة الغربية. فالأربعاء، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في مدينة نابلس استمرت لأكثر من 3 ساعات وأسفرت عن مقتل 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 80 بالرصاص الحي.

ومساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد سامح حمدلله أقطش (37 عاما) متأثرا بجروح بالغة أصيب بها بالرصاص الحي في البطن جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة» قرب نابلس. وجرى تشييع أقطش في المساء نفسه.

وقال شقيقه عبد المنعم «من أطلق النار على أخي الجيش وليس المستوطنين». وأضاف «كنا نقف أنا وشقيقي أمام مشغل الحدادة المحاذي للطريق الرئيسي، جاء المستوطنون وحاولوا الهجوم علينا لكننا قاومناهم؛ فغادروا ومن ثم عادوا ومعهم جيش الاحتلال».

أما ضياء عودة الذي يسكن في حوارة فقال واصفا ما جرى «بالأمس كانت الحرب هنا». وأضاف الشاب البالغ من العمر 25 عاما «كانوا ما بين 200 و300 مستوطن، يحملون الحجارة وصفائح بنزين، أحرقوا السيارات والبيوت وكسروا كل شيء». وقال عودة إن «الجيش كان يراقب من دون ان يحرك ساكنا، بدأنا بصد المستوطنين بينما كان الجيش يطلق علينا قنابل الغاز المسيل للدموع».

حماس تطلق النفير
من جهته، دعا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأحد إلى الهدوء. وقال متوجهًا للمستوطنين «أطلب منكم، رغم أن الدماء لا تزال ساخنة والرؤوس حامية، عدم أخذ العدالة بأيديكم وترك قوات الأمن تنجز مهمتها». أما جيش الاحتلال، فقال إنه أجلى عشرات الفلسطينيين المهددة منازلهم بالحرائق في حوارة. كما أكد عدم تسجيل أي اعتقالات في صفوف الفلسطينيين الليلة الماضية. وأغلق الجيش الطريق الرئيسي الموصل إلى حوارة فيما يسمح لعدد قليل من المستوطنين بالعبور.

وقال رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة في بيان «لن نأخذ القانون بأيدينا ... الألم كبير ... نطالب الحكومة الإسرائيلية التحرك بأسرع ما يمكن لضمان سلامة وحياة المستوطنين». كما دعا البيان إلى «إعادة الحواجز وشن عملية عسكرية حازمة واستعادة الردع». من جانبها، دعت حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة، متحدثة عن مدينة نابلس، «أبناء شعبنا إلى مواصلة النفير نصرة للمدينة وأهلها في مواجهة قطعان المستوطنين المتطرفين المدعومين بقوات الاحتلال وحكومتهم الفاشية».

ودانت الرئاسة الفلسطينية «الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون« في الضفة الغربية. وأكدت الرئاسة وفق ما نشرته الوكالة الرسمية الفلسطينية (وفا) أن «هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة».

- فيديو: مستوطنون يضرمون النيران في ممتلكات فلسطينية
- فيديو: الاتحاد الأوروبي يدعو إلى التدخل العاجل لوقف العنف في الضفة الغربية

تحتل إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967. وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية حيث يعيش نحو 475 ألف مستوطن، غير قانونية بموجب القانون الدولي، فيما يبلغ تعداد الفلسطينيين في الضفة الغربية 2,9 مليون نسمة.

«التعاون الإسلامي»: «جريمة حرب»
وفي تعليقه على الأحداث، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن واشنطن تدين «العنف في الضفة الغربية بما في ذلك الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل إسرائيليين وعنف المستوطنين الذي أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة أكثر من 100 آخرين وتدمير واسع النطاق للممتلكات». كما نددت وزارة الخارجية الفرنسية «بشدة« بالهجوم، داعية «جميع الأطراف إلى تجنب تأجيج العنف والمساهمة في وقف التصعيد». بالمثل قال كريستوفر برغر الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية «من الملح احترام الاتفاقات لتجنب التصعيد وأن يلتزم الجميع الآن بعدم تأجيج وضع متوتر جدا في الأصل».

من جانبها، دانت منظمة التعاون الإسلامي «الجرائم المتواصلة» التي ينفذها المستوطنون. وقالت في بيان نقلته وكالة (وفا) إن «الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة .... تشكل جريمة حرب جسيمة وجرائم ضد الإنسانية».

جاء التصعيد بالتزامن مع «قمة العقبة» حيث بحث ممثلون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الأحد «التهدئة». ويعد الاجتماع في العقبة الأردنية على البحر الأحمر الأول من نوعه منذ سنوات، مع توقف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ العام 2014. وجاء في بيانهم المشترك عقب المحادثات أن «الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما ... وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف».

منذ مطلع العام الحالي، أودت الاعتداءات الإسرائيليى بحياة 63 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيّون بعضهم قصّر، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية. واستدعى التصعيد الدامي بين الجانبين دعوات دولية لوقف ما يوصف بـ«العنف».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مسؤولو الخارجية الأميركية يقرون بانتهاك الاحتلال الإسرائيلي القوانين الدولية في غزة
مسؤولو الخارجية الأميركية يقرون بانتهاك الاحتلال الإسرائيلي ...
غدا.. وفد من حماس يزور القاهرة لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار في غزة
غدا.. وفد من حماس يزور القاهرة لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار في...
مسؤول في «حماس»: الحركة ستسلم ردها غدا في القاهرة على مقترح الهدنة الجديد
مسؤول في «حماس»: الحركة ستسلم ردها غدا في القاهرة على مقترح ...
«حزب الله» يقصف مواقع إسرائيلية بعشرات الصواريخ على الحدود اللبنانية
«حزب الله» يقصف مواقع إسرائيلية بعشرات الصواريخ على الحدود ...
البرلمان العربي يطالب بفتح تحقيق عاجل في جرائم المقابر الجماعية بمستشفيات غزة
البرلمان العربي يطالب بفتح تحقيق عاجل في جرائم المقابر الجماعية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم