Atwasat

نجل موريس أودان: «الحقيقة» حول جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر أهم من الاعتذار

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 06 يونيو 2022, 09:28 مساء
WTV_Frequency

اعتبر نجل موريس أودان، الناشط المناهض للاستعمار الذي اغتيل على يد الجيش الفرنسي في الجزائر العام 1957، أن «الحقيقة» عن جرائم فرنسا الاستعمارية التي «لا تغتفر» بنظره، أهم من اعتذار محتمل من باريس. 

وحصل بيار أودان، عالم الرياضيات مثل والده، أخيرًا على جواز سفره الجزائري بعد طول انتظار وبعد أن تقاعد من عمله. وبفضل هذا الجواز بدأ جولة في الجزائر منذ نهاية مايو، حيث حضر الأحد تدشين تمثال لوالده تخليدًا لذكراه في الساحة التي تحمل اسمه في قلب العاصمة، التي كانت القلب النابض للحراك، الحركة الاحتجاجية المؤيدة للديمقراطية التي أجبرت الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة، بحسب «فرانس برس». 

 اعتراف الرئيس الفرنسي ماكرون 
وسبق أن اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في سبتمبر 2018 «نيابة عن الجمهورية الفرنسية»، بأن عالم الرياضيات الشيوعي، الشاب موريس أودان، قد «تعرض للتعذيب حتى الموت أو تم تعذيبه ثم أعدمه الجيش الفرنسي» العام 1957. كما طلب «الاعتذار» من أرملته جوزيت أودان. 

-  تبون: جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر لن تسقط بالتقادم
-  وفاة قائد «معركة الجزائر» ضد الاستعمار الفرنسي

وبالنسبة الى بيار أودان، فإن هذا الاعتراف طال انتظاره. فقد «كان عمري شهرًا ونصف الشهر (عندما أُعدم والده) وعمري اليوم 65 عامًا. وعندما جاء الرئيس إلى منزل والدتي، كان عمري 61 عامًا وكنت قد تقاعدت. لذلك كنت رضيعًا عندما بدأ كل شيء وعندما وافقت القوة الفرنسية على الاعتراف بما فعلته في حالة موريس أودان، كنت متقاعدًا... عمر بأكمله قد مضى».

جرائم لا تغتفر
وعلى الرغم من هذا الاعتراف ومن لفتات رمزية أخرى تتعلق بالذاكرة للرئيس ماكرون، تستبعد فرنسا أي «توبة» أو «اعتذار» بعد 60 عامًا من نهاية حرب استقلال الجزائر (1954-1962). 

وصرح بيار أودان، في حوار مع وكالة «فرنس برس» بالجزائر، «هناك بعض الجرائم والأفعال السيئة التي ارتكبتها فرنسا ضد الجزائر والجزائريين. المهم هو قول الحقيقة. لكن بالتأكيد يجب عدم القول: لا يهمني الأمر ولا أتحمل أي مسؤولية، فقد طلبت الاعتذار. لا يمكن الاعتذار فهذه جرائم لا تُغتفر».

ولم يخفِ سعادته بالعودة إلى مسقطه، حيث يزور الجزائر لأول مرة بجواز سفره الجزائري. وقال: «عندما أكون في الجزائر العاصمة، أجمل مدينة في العالم، أشعر بأنني بحالة جيدة. أشعر بأنني في بيتي». 

 البحث عن رفات والده
 وأضاف: «لقد انتظرت طويلًا بما يكفي للحصول على جواز سفري. شعرت حقًا بالحاجة إلى إثبات جنسيتي فقط بعد تصريح الرئيس ماكرون». وعبَّر عن أمله أن تساعده جنسيته الجزائرية في البحث عن رفات والده الذي لم يعثر عليه أبدًا.

وأوضح: «قبل أيام من وفاة والدتي، وعدتها بمواصلة البحث عن رفات والدي (...) حقيقة كوني جزائريًا ومخاطبة سلطات بلدي بجواز سفري الأخضر (لون الجواز الجزائري)، هو أمر مهم».

وأضاف: «بمجرد وجود شك، أعتقد أن الأمر يستحق الذهاب والبحث في الأماكن المختلفة التي أشار إليها شهود مختلفون. إنها بداية. على الحكومات أن تتعاون» للحصول على معلومات عن مصير الجزائريين الذين اختفوا خلال معركة الجزائر.

مسؤولية الجيش الفرنسي 
واعترف الرئيس ماكرون، منذ العام 2018 أيضًا، بمسؤولية الجيش الفرنسي عن مقتل المحامي والمناضل الوطني علي بومنجل خلال معركة الجزائر. كما أُقيم نصب تذكاري للأمير عبد القادر، البطل الوطني الجزائري الذي ناضل ضد الاستعمار الفرنسي، بالإضافة إلى إعادة جماجم المقاومين الجزائريين من القرن التاسع عشر إلى الجزائر. 

وفي ديسمبر الماضي، فتحت فرنسا أرشيفها الخاص بالحرب في الجزائر من أجل «مواجهة الحقيقة». ورغم هذه اللفتات الرمزية، يظل ملف الذاكرة مصدر توتر دائم بين فرنسا والجزائر التي تستعد للاحتفال في الخامس من يوليو بالذكرى الستين لاستقلالها بعد 132 عامًا من الاستعمار الفرنسي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«نيويورك تايمز» تكشف كواليس اتفاق الهدنة بعد موافقة «حماس»
«نيويورك تايمز» تكشف كواليس اتفاق الهدنة بعد موافقة «حماس»
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و789 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و789 شهيدا
مصر تدين سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطينى لمعبر رفح
مصر تدين سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الجانب الفلسطينى لمعبر رفح
الأمم المتحدة تحذر: مخزون الوقود لدينا في غزة يكفي ليوم واحد فقط
الأمم المتحدة تحذر: مخزون الوقود لدينا في غزة يكفي ليوم واحد فقط
الاحتلال الإسرائيلي يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح
الاحتلال الإسرائيلي يمنع الأمم المتحدة من دخول معبر رفح
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم