عشية بدء «استشارة شعبية» حول الإصلاحات السياسية التي عرضها قيس سعيد، ترى الناشطة الشهيرة بشرى بلحاج حميدة أن الوضع في البلاد «ازداد غموضًا» منذ استأثر الرئيس التونسي بالسلطات في يوليو الماضي، مشيرة إلى أن البلاد أصبحت في «وضع غير قانوني ومخالف للدستور، ولا شيء يدفع إلى التفاؤل».

وقالت بشرى بلحاج في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» هناك «شخص واحد يقرر مصير البلد، الوضع في تونس منذ 25 يوليو أكثر غموضا من قبل»، مضيفة: «قبل ذلك ورغم المشاكل الاقتصادية والسياسية كانت على الأقل ثمة مؤسسات تعمل نوعا ما، أما اليوم فثمة مؤسسة واحدة وشخص واحد يقرران مستقبل البلاد، مستقبل الأجيال الجديدة وحتى الآن لم نشهد أي شيء يدفع إلى الأمل وأن التغيير سيحصل».

واعتبرت بشرى بلحاج أن الحكم عليها بناء على شكوى رفعها وزير سابق العام 2012، «يظهر أن بعض القضاة لا يزالون في خدمة الأقوى في السلطة. أما الحكم على المرزوقي فله دلالات كثيرة ويثبت أن هذا الرجل (الرئيس سعيد) يسلك طريقا غير طريق احترام الحقوق».

وتابعة قائلة: «في كل خطاب يتحدث الرئيس عن معارضيه. هذا أمر منهجي يتحدث عن أعدائه، عن غرف مظلمة، عن خونة. هل هذا خيار أو هوس؟».

ولفتت الناشطة التونسية إلى أن الرئيس قيس سعيد، «يركزعلى تغيير النظام السياسي وهذا لا يشكل أولوية. فهو قرر أن كل آفات تونس ناجمة عن الدستور والنظام البرلماني لذا اتخذ القرار بإحداث تغييرات باسم الشعب التونسي، بحجة أن ثمة خطرا داهما لكننا لا نزال نجهل ما هو هذا الخطر ومتى سينتهي».

وحذرت بشرى بلحاج من أن «خطاب الرئيس اتهامي وتشهيري ويقسم الشعب التونسي إلى وطنيين وخونة إلى أخيار وأشرار إلى نزيهين وفاسدين، في حال استمر هذا السيد (قيس سعيد) بالعمل منفردا وعدم التحاور مع الأطراف الرئيسيين فلا طائلة للاستمرار».

وقرر الرئيس التونسي تنظيم «استشارة شعبية» الكترونية تبدأ في الأول من يناير وتنتهي في 20 مارس، لطرح أفكار ستشكل أساسا لتعديلات دستورية.