Atwasat

السودانيون يحتفلون ببدء الانتقال إلى حكم مدني قبل ساعات من توقيع الإعلان الدستوري

القاهرة - بوابة الوسط السبت 17 أغسطس 2019, 10:07 صباحا
WTV_Frequency

يحتفل السودان السبت، ببدء تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الحركة الاحتجاجية بهدف الانتقال إلى الحكم المدني الذي يأمل السودانيون أن يجلب لبلدهم مزيداً من الحرية والازدهار الاقتصادي.

وخلال حفل سيقام في قاعة تطلّ على نهر النيل، سيوقّع قادة المجلس العسكري الانتقالي وزعماء الحركة الاحتجاجية على وثائق الاتفاق الذي يحدّد فترة حكم انتقالية مدّتها 39 شهرا.

وعلى الرّغم من أنّ الطريق إلى الديموقراطية لا تزال حافلة بالكثير من العقبات، فإنّ الأجواء الاحتفالية تخيّم على البلاد التي ستستقبل السبت عددا من المسؤولين الأجانب بالإضافة إلى الآلاف من المواطنين من جميع أنحاء السودان الذين تقاطروا على الخرطوم للمناسبة، حسب ما ذكرت «فرانس برس».

الاتفاق ينهي ثمانية أشهر اضطرابات
وأنهى الاتّفاق الذي تم التوصل إليه في 4 أغسطس نحو ثمانية أشهر من الاضطرابات التي بدأت بتظاهرات حاشدة ضدّ الرئيس عمر البشير. وأطاح الجيش، بالبشير تحت ضغط الشارع في أبريل، بعد 30 سنة من حكم السودان بقبضة من حديد. 

وقام كل من الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا بوساطة قادت الى الاتفاق الذي رأى فيه المتظاهرون انتصاراً لـ«ثورتهم»، بينما رأى فيه الجنرالات تكريساً لفضلهم في تجنيب البلاد حربا أهلية.

في مدينة عطبرة، مهد الاحتجاجات التي اندلعت في ديسمبر 2018، رقص الناس وغنّوا في محطة القطار الجمعة بينما كانوا يستعدّون لركوب القطار باتجاه الخرطوم للمشاركة في احتفال السبت.

وهتف المحتفلون «مدنية، مدنية»، متعهّدين الانتقام للقتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات. كما احتفت الصحف السودانية الصادرة صباح السبت بـ«الانتقال التاريخي». 

وكتبت صحيفة «التيار» في صفحتها الأولى «البلاد تبدأ اليوم الانتقال التاريخي نحو الديمقراطية»، فيما عنونت صحيفة «السوداني»: «الخرطوم تستعد للفرح الأكبر».

مؤسّسات جديدة
ومع التوقيع الرسمي على الاتفاق السبت، سيبدأ السودان عملية تشمل خطوات أولى فورية مهمة، إذ سيتم الأحد الإعلان عن تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيتألف بغالبيته من المدنيين.

وأعلن قادة الحركة الاحتجاجي أول أمس الخميس، أنّهم اتّفقوا على تعيين المسؤول السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي مخضرم، رئيسا للوزراء الذي من المتوقّع أن يركّز جهوده على إصلاح الاقتصاد السوداني الذي يعاني من أزمة منذ انفصل الجنوب الغني بالنفط في 2011 عن الشمال. وشكّل الوضع المعيشي شرارة الاحتجاجات ضد حكم البشير. 

لكنّ العديد من السودانيين يشكّكون في قدرة المؤسسات الانتقالية على كبح جماح القوى العسكرية خلال فترة السنوات الثلاث التي ستسبق الانتخابات. وسيحكم البلد الذي يبلغ عدد سكانه 40 مليون نسمة مجلس سيادة يتألف من 11 عضواً حيث ينص الاتفاق على أنّ يعين العسكر وزيري الداخلية والدفاع، وفق «فرانس برس».

وتقول روزاليند مارسدن من مركز «تشاتام هاوس» في لندن إنّ «الحركة السياسية ستكون أكثر أهمية من قصاصات ورق»، مضيفة «التحدّي الأكبر الذي يواجه الحكومة هو تفكيك الدولة الإسلامية العميقة... التي سيطرت على جميع مؤسسات الدولة والقطاعات الرئيسية في الاقتصاد، بما في ذلك مئات الشركات المملوكة للجهاز الأمني-العسكري».

نهاية العزلة؟
ويحضر الحفل الرسمي السبت رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد وعدد من القادة في المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية السفير أبوبكر الصديق في بيان مساء الجمعة «وصل البلاد وزير خارجية تركيا مولود تشاوش اوغلو، كما وصل وزيرا خارجية أوغندا وجيبوتي ورئيس البرلمان العربي».

وأحد أكثر النتائج الدبلوماسية الفورية المرتقبة للحلّ الذي تمّ التوصّل إليه هذا الشهر هو رفع تعليق عضوية البلاد الذي فرضه الاتحاد الإفريقي على السودان في يونيو.

وقال العضو البارز في المجلس العسكري الانتقالي اللواء الركن محمد علي إبراهيم أمس الجمعة إنّ «التوقيع الرسمي سيفتح الباب مجدّدا أمام العلاقات الخارجية للسودان».

وكان من المقرّر أن يمثل البشير الذي تولّى السلطة إثر انقلاب في 1989 والمطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب أبرزها ارتكاب إبادة جماعية في منطقة دارفور، أمام محكمة سودانية يوم السبت بتهم فساد. لكن تم إرجاء محاكمته الى موعد لم يحدّد.

وحذّرت منظمة العفو الدولية الجمعة من السماح للبشير بالهروب من المحاكمة في لاهاي.

وقالت في بيان«على السلطات السودانية تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية للردّ على تهم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية. لقد تهرَّب عمر البشير من العدالة لمدة طويلة جداً، علماً بأنّ ضحايا الجرائم البشعة لا يزالون ينتظرون تحقيق العدالة، وتلقّي التعويضات، بعد مرور أكثر من عقد على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أول مذكرة لاعتقاله».

ويشكّك البعض في معسكر الاحتجاج في قدرة الاتفاق على الحدّ من سلطات الجيش وضمان العدالة لنحو 250 متظاهراً قتلوا على أيدي قوات الأمن. 

تحذير من المبالغة في الاحتفالات
وتغيب عن حفل السبت المجموعات المتمرّدة في المناطق المهمّشة مثل دارفور والنيل الأزرق وكردفان. وكانت الجبهة الثورية السودانية التي توحّدت هذه الحركات تحت رايتها دعمت الحركة الاحتجاجية، لكنّها رفضت الإعلان الدستوري وطالبت بتمثيل في الحكومة وبمزيد من الضمانات في محادثات السلام. 

وحذّر الصحفي البارز الذي يرئس تحرير صحيفة «التيار» عثمان الميرغني من المبالغة في الاحتفالات، وكتب ميرغني في زاويته السبت «نحتفل اليوم بتوقيع وثائق الانتقال... لكن بالله عليكم لا تضيعوا مزيدا من العمر في الاحتفالات».

وتابع «نحن أشبه بفريق كرة قدم مهزوم (عشرة صفر). فإذا أحرز مهاجمه هدفا، لا داعي لخلعه الفانلة والجري نحو الجمهور. على العكس خذ الكرة وأسرع بها نحو المنتصف لمواصلة المباراة وكسب الزمن».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فرنسا: شرطة باريس تفرق محتجين اعتصموا بباحة «السوربون» لدعم غزة
فرنسا: شرطة باريس تفرق محتجين اعتصموا بباحة «السوربون» لدعم غزة
«حزب الله»: استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة على الحدود اللبنانية
«حزب الله»: استهداف جنود إسرائيليين بمستوطنة على الحدود اللبنانية
السيسي وبايدن يشددان على أهمية حل الدولتين ومنع توسع دائرة الصراع
السيسي وبايدن يشددان على أهمية حل الدولتين ومنع توسع دائرة الصراع
مصادر مصرية: وفد حماس غادر القاهرة وسيعود برد مكتوب على مقترح الهدنة في غزة
مصادر مصرية: وفد حماس غادر القاهرة وسيعود برد مكتوب على مقترح ...
«الأنروا»: استشهاد 428 نازحاً بنيران إسرائيلية كانوا يحتمون بمنشآت الوكالة في غزة
«الأنروا»: استشهاد 428 نازحاً بنيران إسرائيلية كانوا يحتمون ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم