«رفع أسعار المحروقات في تونس»، قرار صارد عن الحكومة التونسية لـ«يصبّ الزيت على النار»، مجددًا خلافات بين الاتحاد العام التونسي للشغل، المنظمة العمالية الأكبر في تونس وحكومة يوسف الشاهد.
لكن أن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، حاول تجنب الصدام المتوقع، باجتماع عقده الثلاثاء، مع الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، لمناقشة الإجراء الحكومي الأخير المتعلق بالزيادة في أسعار المحروقات.
ووصف الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان، الثلاثاء، قرار وزارتي الطاقة والصناعة، برفع أسعار بعض المواد البترولية، بـ«المشطة».
وقال وزير الوظيفة العمومية والحوكمة السابق عبيد البريكي، خلال تصريحات لجريدة «العرب»، إن «الاتحاد متخوف أن يكون للزيادة في أسعار المحروقات انعكاسات على بقية القطاعات، بما يؤدي إلى زيادة في مواد أولية أخرى».
عبيد البريكي: لا أعتقد أن الاتحاد في المرحلة الحالية يبحث عن أزمة مع الحكومة
وتابع البريكي: «قرار الحكومة عند مناقشة ميزانية 2017 بعدم الزيادة في الأسعار والحفاظ على استقرارها صدر بعد جدل في هذا الشأن (..) لا أعتقد أن الاتحاد في المرحلة الحالية يبحث عن أزمة مع الحكومة أو أن العلاقة بين الحكومة سائرة في اتجاه التأزم. فالحكومة الحالية مقتنعة بأن العمل التشاركي مع الاتحاد وبقية المنظمات الوطنية ناجع وضروري في ظل المشهد السياسي الحالي».
وتراهن الحكومة التونسية على دعم المنظمات الوطنية للتخلص من عبء التجاذبات السياسية والحزبية للمضي قدما في مسيرة الانتقال الديمقراطي. كما تعي أهمية توفير سند سياسي للحرب التي أعلنها الشاهد مؤخرا ضد الفساد.
ولفت البريكي إلى أن «الاتحاد سيـأخذ في الاعتبار معركة الحكومة ضد الفساد وهدفه الأقصى الآن للدفع بهذه الحرب إلى الأمام لتفكيك منظومة الفساد». وأكد اتحاد الشغل «دعمه المطلق لمعركة الحكومة ضد الفساد».
ويتوجس اتحاد الشغل عقب رفع الحكومة لأسعار المحروقات من أن يشكل القرار بداية خرق لوثيقة قرطاج التي وقعت عليها أحزاب ومنظمات وطنية في شهر أغسطس الماضي. وكانت وثيقة قرطاج قاعدة على أساسها تشكلت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشاهد، كما حددت الوثيقة أولويات البرنامج الحكومي.
وقال فريد العليبي المحلل السياسي التونسي، إن «الاتحاد نبّه الحكومة في مناسبات عديدة إلى أنها تنتهك بنود اتفاق قرطاج وجاءت الزيادات الأخيرة في الأسعار لتعزز شكوكه حول الالتزام الحكومي بتلك الاتفاقية».
تعليقات