استعرض رئيس تحرير بوابة وجريدة الوسط  الكاتب الصحفي بشير زعبيه، التحديات والصعوبات التي واكبت صدور جريدة «الوسط» في بدايات صدورها في 25 نوفمبر 2015، حيث احتفلت الجريدة يوم الجمعة، بدخولها العام الثامن من الصدور.

وقال زعبيه، في مداخلة هاتفية خلال حلقة خاصة بهذه المناسبة من برنامج «هذا المساء» بقناة الوسط WTV، إن «صحفيي الوسط يعملون كأنهم يسيرون في حقل ألغام»، لافتًا إلى أن «تمسك الوسط بالمهنية جعلها تعبر الكثير من المطبات التي فرضتها مسارات الأزمة من صراعات الفرقاء على السلطة، والفوضى الأمنية»، وأشار إلى أنها «حافظت على أسلوبها الذي يقوم على أنه (لا انحياز إلا للمواطن.. ولا اصطفاف إلا للوطن)».

طموحات مهنية في «الوسط»
وعن البدايات الأولى للتأسيس أشار زعبيه، إلى أن إدارة «الوسط» أرادت «استحضار تاريخ الصحافة الليبية التي تستند إلى تراث عريق منذ صدور جريدة طرابلس الغرب في القرن التاسع عشر»، منوهًا إلى طموحات مهنية من بينها «إعداد جيل جديد من الصحفيين ينتمي لمدرسة الوسط ويمتهن المهنية والاحتراف والتميز في تغطية الشأن الليبي، عبر شبكة مراسلين تغطي كل المناطق بليبيا ويعملون بشكل مهني وموضوعي»، وأن «تخاطب جريدة الوسط القارئ الليبي كل صباح في مختلف أنحاء البلاد».

الوسط والظرف الاستثنائي
وأوضح رئيس تحرير بوابة وجريدة «الوسط»، أن «الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد قلص أحلامنا، وعرقل وصول النسخة الورقية إلى القارئ، وجعل الوسط تصدر إلكترونيًَا فقط»، وقال «حالة الفوضى السياسية وأحيانًا الأمنية وما أنتجته الأزمة من حالة اصطفاف قلصت الطموح»، وتابع «نعمل في مناخ من ليس معي فهو ضدي، ولم نسلم من التأويل والتشويش والأحكام المسبقة، لكننا نجحنا في كسب ثقة القارئ وأصبحنا مصدرًا موثوقًا للأخبار».

التضحية بالسبق الصحفي لصالح الوطن
وعبّر زعبيه عن استغرابه من «تعامل مسؤولين في إدارة الإعلام الليبي مع الوسط وكأنها صحيفة أجنبية تعمل من خارج البلاد»، وقال إن «الوسط صحيفة ليبية بترخيص ليبي وكانت البداية من طرابلس وبنغازي، ومراسلونا موجودون في مختلف المناطق الليبية، لكن الظروف في 2014 أجبرتنا على العمل من الخارج».

وبشأن السياسة التحريرية لجريدة و«بوابة الوسط»، قال رئيس التحرير إن «السياسة التحريرية تلتزم - وعلى نحو صارم - بالثوابت الوطنية الموضوعية والمهنية، والحرص على مصداقية المصادر وقراءة الأحداث قراءة جيدة دون اصطفاف، وابتكار مصطلحاتنا الوسطية»، وأضاف: «مشكلتنا في ظل الانقسام أن كل طرف يريد فرض مصطلحاته ومسمياته الخاصة».

- شاهد في «هنا ليبيا»: زعبيه يتحدث عن أحوال الصحافة الليبية 
- وكالة الأنباء الليبية تحتفي بفوز مديرها الأسبق بجائزة الدولة التقديرية للصحافة
- بشير زعبيه يفوز بـ«جائزة الدولة التقديرية للصحافة»

وبيّن أن «إدارة التحرير كثيرًا ما ضحت بالسبق إذا تبين أن به ضرر لمصلحة ليبيا، وتنازلنا عن بعض المعايير وتحفظنا على ذكر أسماء المصادر لحمايتها»، مؤكدا أن «الوسط» أصبحت مصدرًا موثوقًا لوكالات الأنباء والصحافة الأجنبية والعربية، التي كانت تكتفي بمصطلح (ذكرت وسيلة إعلام ليبية) ثم أصبحت تذكر (الوسط) بشكل مباشر».

خبرات عربية في «الوسط»
وسلط زعبيه الضوء على الخبرات العربية في «الوسط» منذ النشأة وترحم على الخبير الصحفي الراحل يوسف الخازم، الذي كان على رأس فريق التأسيس لجريدة و«بوابة الوسط»، وقال «كانت استفادتنا كبيرة من المرحوم يوسف الخازم في محاور الانطلاقة في السياسة التحريرية والهوية المهنية ومدونة السلوك المهني بمفرداتها، وكذلك الصحفي العربي المعروف عبدالوهاب بدرخان».

وأضاف: «إلى جانب الصحفيين الليبين في مكتب القاهرة، يعمل صحفيون مصريون متمكنون من كبريات الصحف المصرية مثل الأهرام والأخبار وروزاليوسف، ولهم بصمة في أسلوب عمل الوسط وشكل المادة التحريرية وآليتها وحرفيتها».

من جهة أخرى، دعا رئيس تحرير بوابة وجريدة «الوسط»، إلى تشريع قانون ينظم مهنة الصحافة في ليبيا، وإنشاء نقابة للصحفيين الليبيين تكون مظلة مهنية لحماية أبناء المهنة وإعلاء شأن قيم المهنية.