Atwasat

مجموعة «الأزمات الدولية»: فقدان الشرعية يجبر حكومتي الدبيبة وباشاغا على قبول التفاوض وعدم التصعيد

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الخميس 10 مارس 2022, 08:01 مساء
WTV_Frequency

كشفت «مجموعة الأزمات الدولية» عدة عوامل قد تجعل رئيسي الحكومتين المتنافستين عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا يقبلان بالوساطة الخارجية، رغم اعتقادها أن التوافق بين الطرفين صعب، داعية القوى الخارجية إلى التوحد للمساعدة في منعهما من الصدام مرة أخرى.

وترى المجموعة في تقرير نشرته خلال الأسبوع الجاري، أن الوضع الراهن يجعل ليبيا تقف مرة أخرى على مفترق طرق خطير، معتبرة أن «تصلب موقف المعسكرين، ينذر بتجدد القتال الذي بات واضحا للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020».

الكرة في ملعب المجتمع الدولي؟
ومع استعداد فصائل أخرى (غير معسكري الدبيبة وباشاغا) للمواجهة، فإن ما سيحدث تاليا سيعتمد إلى حد بعيد على رد فعل القوى الأجنبية، حسب المجموعة، التي قالت: «إذ إن ردا دوليا منقسما من شأنه أن يشجع على الانقسام المؤسساتي والتعبئة العسكرية؛ في حين أن إدانة دولية موحدة لاستخدام القوة، مصحوبة بدعوة الليبيين للتوصل إلى مسارٍ توافقي إلى الأمام بمساعدة الأمم المتحدة من شأنها أن تجنبهم هذا السيناريو».

وسلط التقرير الضوء على معسكر باشاغا، وقال إنه يضم رئيس البرلمان عقيلة صالح، والمشير خليفة حفتر، وبعض الأطراف التي تتخذ من طرابلس مقرا لها وتريد إسقاط الدبيبة، ويسعى هذا المعسكر إلى تفعيل عمل الحكومة الجديدة وتعديل مسودة الدستور قبل الانتخابات المقبلة. أما المعسكر الآخر، يضم الكتل السياسية الرئيسية في غرب ليبيا، وهي تريد إبقاء الدبيبة في السلطة إلى أن يتم انتخاب هيئة تشريعية جديدة تستطيع اختيار سلطة تنفيذية جديدة.

داخل العدد 329: شبح صدام مسلح.. والجائحة تتراجع
واشنطن والرباط تؤكدان أولوية إجراء الانتخابات الليبية
بعد اتصالين بالدبيبة وباشاغا.. نورلاند: واثق في رغبة القياديين في تجنب تصعيد العنف 

وترى المجموعة أن رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري سحب دعمه لحكومة باشاغا «تحت ضغوط من عدة أعضاء في المجلس الذي يرأسه، ممن عارضوا التحرك نحو تنصيب حكومة جديدة».

ويرد المعسكر الموالي للدبيبة على «مناورات» مجلس النواب بالقول إن الحكومة «كانت تعمل بموجب خارطة طريق خاصة بها لإجراء انتخابات تشريعية في يونيو، مع عدم أحقية البرلمان في تعيين سلطة تنفيذية جديدة، وأن الدبيبة سيسلم السلطة فقط لخليفة يحظى بالتأييد في انتخابات شعبية».

انقسامات دولية إزاء الموقف الراهن في ليبيا
وانعكست الانقسامات الداخلية، على الجهات الفاعلة الخارجية فالقاهرة وموسكو منحتا مباركتهما الأولية لجهود مجلس النواب في تنصيب حكومة جديدة برئاسة باشاغا، «اعتقادا منهما على ما يبدو بأن ليبيا ستستفيد من وجود تحالف بين أعداء سابقين مثل باشاغا وحفتر»، وفق التقرير.

أما تركيا، وفي حين أنها تحتفظ بعلاقات ودية مع باشاغا، تمسكت بالدبيبة ودعت إلى إجراء انتخابات جديدة، معوّلة على أن تشكل الانتخابات ضمانة أفضل للاستقرار طويل الأمد.

أما تحالفات الأنظمة الملكية الخليجية فتغيرت وسط التطورات السريعة، بينما تبنت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى موقف: «لننتظر ونرى».

وتحدثت المجموعة عن عدم معارضة الأمم المتحدة محاولة استبدال الحكومة؛ لكن المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز، فرضت شروطا للقبول بهذا التحرك. أولا، قالت إنه ينبغي أن يكون تعيين الحكومة الجديدة توافقيا وأن يشارك فيه المجلس الأعلى للدولة. ثانيا، ينبغي أن يكون التصويت بمنح الثقة برئيس الوزراء الجديد شفافا وأن يحقق «المتطلبات القانونية»؛ رغم أن مكتبها لم يوضح ماهيةهذه المتطلبات.

وقال دبلوماسيون أجانب إن «التصويت سيكون شرعيا فقط إذا دعم 50% + 1 من أعضاء مجلس النواب الحكومة الجديدة»؛ بينما غابت الشفافية عن التصويت الذي أجراه المجلس بالفعل على منح الثقة لحكومة باشاغا.

هل يعود الصراع المسلح؟
وأوضح التقرير أن هذا الصراع «يقوض الهدوء الذي تمتعت به ليبيا منذ أكتوبر 2020. ويخاطر بتقويض جهود إعادة الإعمار والاقتصاد بشكل عام، في ظل أن الخصوم السياسيين باتوا أكثر اعتمادا على الولاءات المسلحة». وأشار إلى أن المسلحين المتحالفين مع حكومة الدبيبة احتجزوا وزيرين من حكومة باشاغا، ومنعوهما من القيام بواجباتهما؛ فيما لم يتضح الرد الذي يمكن أن تجيب به حكومة باشاغا على هذا الموقف، وفق المجموعة.

ويرى التقرير أن «خطر الحرب يعتمد على الإجابة على ما يقرره الداعمون الخارجيون للطرفين».

وتقول المجموعة: «حتى الآن، يبدو من غير المرجح أن يحمل الخصوم في الحرب الأهلية السلاح من جديد بسبب الإعياء العام من الحرب. ولا يبدو أن القوى الخارجية راغبة بتجدد الصراع، ورغم ذلك، فإن العداء المتزايد بين الحكومتين يمكن أن يغير هذه الحسابات».

تأثير الحرب في أوكرانيا
كما يمكن للتحولات الجيوسياسية أن تؤثر أيضا على التوترات في ليبيا حيث التوازن القلق بين تركيا وروسيا، وكليهما يملك طواقم عسكرية في ليبيا، يمكن أن يغير بسرعة من الواقع على الأرض. ومع اشتداد حدة القتال في أوكرانيا، يصبح هناك خطر من امتداد الصراع وجر ليبيا إلى حرب جديدة بالوكالة.

وحتى الآن، فإن موسكو هي العاصمة الأجنبية الوحيدة التي رحبت رسميا بحكومة باشاغا، لكن مواجهة الكرملين مع الغرب بشأن أوكرانيا تجعل من استراتيجيته في ليبيا غير قابلة للتنبؤ.

وحسب المجموعة، فان العواصم الأخرى احتفظت بصمت يصم الآذان، ربما بانتظار معرفة طبيعة ردّ الأمم المتحدة. ففي 2 مارس، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن تصويت مجلس النواب «لم يحقق المعايير المتوقعة في الشفافية والإجراءات وشمل أعمال تخويف قبل انعقاد الجلسة». ومن المرجح أن تدفع هذه الصياغة القوى الأجنبية باتجاه رفض الاعتراف بالحكومة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ضربة لداعمي الاتفاق بين باشاغا وحفتر.

فرص الوساطة واهمية وقف النزاع 
ورغم انقسامات الجهات الفاعلة الأجنبية، أوصى التقرير بالتحدث بصوت واحد في الضغط على جميع الأطراف الليبية لإظهار ضبط النفس وإدانة الاحتجاز القسري لأنصار الحكومة الجديدة. إلى ذلك ينبغي أن يكون هذا الحد الأدنى من التوافق الدولي قابلا للتحقق، بالنظر إلى أن القوى الخارجية «لها مصلحة مشتركة في منع العودة إلى ليبيا مقسمة أو الانزلاق إلى حرب أهلية في لحظة تشهد اضطرابات جيوسياسية كبيرة».

ويتابع التقرير:  ينبغي على الطرفين في ليبيا القبول بوساطة الأمم المتحدة للخروج من مأزقهما والعودة إلى التفاوض على خارطة طريق سياسية واقعية للتقدم إلى الأمام. كما لا بد من الإقرار بأن التوصل إلى التوافق بين الحكومتين المتنافستين ليس سهلا، لكن لدى كل منهما أسباب ودوافع تجعلهما يقبلان الوساطة الخارجية. «فحكومة باشاغا لن تعمِّر طويلا إذا لم تحظَ باعتراف دولي واسع أو تتمكن من الوصول إلى أموال الدولة، وكلا الأمرين سيكون صعبا دون دعم الأمم المتحدة)».

فيما تخاطر حكومة الدبيبة بالخسارة إذا بدأت الدول الأعضاء بمنح اعترافها للحكومة الجديدة. ويوصي التقرير المستشارة ستيفاني وليامز بدعوة الطرفين للامتناع عن ممارسة العنف وحثهما على القبول بمسعاها للوساطة، فيما يجب على الحكومات الأجنبية أن تحذو حذوها في الدعوة إلى المفاوضات، وفق المجموعة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم