Atwasat

ترقب دولي لسيناريوهات استبعاد مرشحين للرئاسة في ليبيا

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الجمعة 26 نوفمبر 2021, 03:55 مساء
WTV_Frequency

يواصل الترقب الدولي رسم سيناريوهات ما بعد الانتخابات المرتقبة في ليبيا، مثيرًا اهتمام الصحافة العالمية التي تراوحت معالجتها بين التحذير من تداعيات إبعاد مرشحين جدليين وبين احتمالات رفض المهزومين حكم الصندوق.

مجلة «جون أفريك» الفرنسية سلّطت اهتمامها على «إعاقة» المفوضية العليا للانتخابات عودة سيف الإسلام القذافي، والمدير السابق لمكتب العقيد معمر القذافي، بشير صالح، إلى السياسة ما خلف الكثير من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر ستُجرى كما هو مقرّر لها. مرجعة السبب فيما يخص سيف الإسلام إلى كونه «لا يزال مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية» بسبب الدور الذي لعبه في قمع ثورة 2011. أما في العام 2015، حكمت محكمة في طرابلس عليه بالإعدام، ثم صدر قانون عفو عام، يتعلق بجميع الليبيين المتورطين في أحداث 2011. ونتيجة لذلك، أصبح وضعه «غير واضح»، وفقًا للمجلة التي أشارت إلى اعتقاد أنصاره أنه كان حرًا، بينما رأى آخرون، بمن فيهم مكتب المدعي العام في طرابلس، أن طبيعة الجرائم التي أُدين القذافي بها تعني أنه لا ينبغي العفو عنه.

والاسم الثاني الذي ظهر على قائمة المبعدين من الترشح للانتخابات الرئاسية هو بشير صالح، رجل المال السابق لمعمر القذافي الذي سجل كمرشح بعد أيام قليلة من سيف الإسلام، في سبها أيضًا. ورغم عدم إدانته رسميًا إلا أنه لا يزال شديد التكتم بشأن مليارات القذافي، وفقًا للمجلة الفرنسية التي أشارت إلى أن صالح، الذي فرّ من ليبيا في 2011، لجأ إلى فرنسا، واضطر بعد ذلك إلى مغادرة البلاد بعد أن طلبت السلطات الليبية الجديدة بعد الثورة تسليمه. ثم انتقل إلى النيجر وجنوب أفريقيا، حيث كان تحت حماية الرئيس جاكوب زوما، قبل أن يستقر أخيرًا في الإمارات العربية المتحدة ثم عاد إلى ليبيا وسجل كمرشح رئاسي. إضافة إلى ذلك لا يزال النظام القضائي الفرنسي يريد مثوله أمام المحكمة لاتهامه بتمويل حملة نيكولا ساركوزي الرئاسية للعام 2007. وأشارت المجلة الفرنسية إلى طعن سيف وبشير في حكم المفوضية الوطنية العليا.

سيناريوهات ما بعد استبعاد سيف القذافي
بدورها، قدَّمت جريدة «فاينانشال تايمز» البريطانية، الخميس، سيناريوهات ما بعد منع سيف الاسلام البالغ من العمر 49 عامًا، من خوض سباق الرئاسة حيث لا يزال مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية». في وقت قال محللون إنه كان سيحصل خلال الانتخابات على دعم بعض الليبيين الساخطين الذين سئموا عقدًا من الفوضى والعنف ومن أنصار النظام القديم أو ما يطلق عليهم بـ«الخضر». مقللين من تسبب تنحية القذافي في زعزعة استقرار جديدة لأن ليس لديه قاعدة مسلحة.

وفي رأي المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني فإن «حاشية سيف الإسلام عاطفية إلى حد ما، لكنهم ليسوا مستعدين لحمل السلاح بل مستعدين لتقديم الدعم لآخرين».

- مفوضية الانتخابات تستبعد سيف القذافي من القائمة الأولية للانتخابات الرئاسية
- مفوضية الانتخابات تعتمد 73 مرشحا في القائمة الأولية للانتخابات الرئاسية

ومن بين المرشحين البارزين رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، والمشير خليفة حفتر. وقد خفت حدة الصراع العام الماضي بعد أن تدخلت تركيا عسكريًا لدعم الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها لكن البلاد لا تزال غارقة تحت سطوة «ميليشيات قوية وعدد لا يحصى من المرتزقة الأجانب، بمن فيهم مقاتلون من روسيا وسورية والسودان وتشاد».

هل يستبعد حفتر أو الدبيبة؟
وقالت غازيني للجريدة البريطانية إنه يمكن إذكاء التوترات مع بدء عملية استئناف تقديم الطعون ويمكن بموجبها لأي «طرف معني» أن يسعى إلى استبعاد مرشح. لكن «القلق الرئيسي من النكسات والاضطرابات المحتملة في المرحلة المقبلة» في حال استبعاد حفتر أو الدبيبة مقللة من احتمالات حدوث ذلك.

ويعتقد الخبير في الشؤون الليبية في معهد «تشاتام هاوس»، تيم إيتون، إن النهج الدولي تجاه حفتر كان «عمليًا للغاية» وسط مخاوف من أن إقصائه قد يخاطر بالعودة إلى العنف. لهذا فإنه يجب السماح له بالترشح، ويمكن تهميشه إذا خسر. بيد أن استبعاد شخص يسيطر على جزء كبير من البلاد لن يمنح الحكومة الجديدة الصلاحيات التي قد تتطلبها، وفق إيتون.

الموقع الأميركي «ذا هيل» ساق تساؤلات مخيفة حول احتمال رفض المهزوم حكم صندوق الاقتراع إذ قد تؤدي نتائج الانتخابات إلى دورة جديدة من الهجمات. كما يرى الموقع أن شخصية المرشحين لا توحي بالهدوء الداخلي ومن بين هؤلاء المرشح المبعد سيف الإسلام القذافي. في وقت تستمر القوات التركية في تطويق طرابلس لا يزال المشير خليفة حفتر مرتبطًا بالمرتزقة الروس، وفق «ذا هيل».

وقال الموقع الأميركي إنه حان الوقت للنظر إلى ليبيا بعيون جديدة والتوقف عن النظر إليها على أنها أرض عربية غير مستقرة، لكن يشكل الصراع المستمر تهديدًا لأوروبا من خلال الهجرة والإرهاب فقد جذب آلاف المقاتلين الأجانب بمن فيهم المرتزقة، من سورية والسودان وإذا انتقلوا إلى أوروبا ستكون النتيجة مدمرة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي والتفاعل
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي ...
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود مع ليبيا
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود ...
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم