محطات دبلوماسية متعددة وخبرات متنوعة في المسيرة الدبلوماسية للمبعوث الأميركي لدى ليبيا ريشارد نورلاند، الذي كلف بهذا المنصب في وقت سابق اليوم، كانت أبرزها في العام 2019 حين عمل سفيرًا لبلاده لدى ليبيا.

تزامنت مهة نورلاند الدبلوماسية مع فترة شهدت تحولات فارقة في ليبيا، حيث حرب العاصمة طرابلس في أبريل العام 2019، ثم وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، وملتقى الحوار السياسي الليبي وما تمخض عنه من تشكيل السلطة الموقتة الجديدة التي تدير شؤون البلاد منذ مارس الماضي.

وفي وقت سابق الإثنين، عينت وزارة الخارجية الأميركية ريتشارد نورلاند، مبعوثًا خاصًّا للولايات المتحدة إلى ليبيا، إضافة لمنصبه كسفير ورئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في ليبيا. وقال مصدر مسؤول بالوزارة، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، إن نورلاند «سيقود الجهود الدبلوماسية الأميركية لتعزيز الدعم الدولي لحل سياسي ليبي - ليبي، تحت إشراف الأمم المتحدة».

ويلحظ محللون أن نورلاند كان يمارس مهام منصب المبعوث على نحو غير رسمي (مبعوث غير مسمى) متنقلًا بين تونس والقاهرة وأنقرة وجنيف، ويرون أن تعيين مبعوث خاص للولايات المتحدة، يعكس تطورا وتعزيزا للدور الأميركي في ليبيا خلال المرحلة المقبلة.

وُلد السفير نورلاند في المغرب، ووفق الموقع الرسمي للسفارة الأميركية في ليبيا، فقد جرى تعيين والداه في أول مهمة دبلوماسية لهما. وقبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي العام 1980، عمل السفير نورلاند كمحلل تشريعي في مجلس النواب بولاية أيوا. وتخرج في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون.

دراسة وبدايات نورلاند
حصل المبعوث الأميركي على شهادة الماجستير من كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة «جونز هوبكنز» والكلية الحربية الوطنية. ويتكلم السفير نورلاند اللغات الروسية والفرنسية والنرويجية، وقد درس اللغة العربية التمهيدية واللغة اللاتفية، وهو متزوج ولديه طفلان وأربعة أحفاد.

تقلّد السفير نورلاند منصب مستشار السياسة الخارجية لرئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد. كما عمل سابقًا سفيرًا لدى جورجيا، وسفيرًا لبلاده لدى أوزبكستان، ونائب رئيس البعثة في أفغانستان ونائب رئيس البعثة في لاتفيا.

كما عمل أيضًا مستشارًا للشؤون الدولية ونائب القائد في الكلية الحربية الوطنية، ومديرًا للشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، وعضوًا كبيرًا في معهد الدراسات الدبلوماسية بجامعة جورج تاون.

اقرأ أيضًا: نورلاند: واشنطن ستدعم حكومة الوحدة الوطنية في تلبية الاحتياجات الملحة والتحضير للانتخابات

في أوائل عمله الدبلوماسي، عمل السفير نورلاند كمستشار سياسي في السفارة الأميركية في دبلن -بإيرلندا (وذلك أثناء التفاوض على اتفاقية الجمعة العظيمة للعام 1998). كما شغل منصب الولايات المتحدة، وممثلًا للولايات المتحدة ونائب رئيس الممثلية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لدى جورجيا، التي كانت تتناول النزاعات في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ثم زار الشيشان في وقت لاحق بصفة مماثلة.

وشغل المبعوث الأميركي منصب مسؤول سياسي بالسفارة الأميركية في موسكو -الاتحاد السوفيتي (التي كانت تغطي العلاقات السوفياتية مع الشرق الأوسط وأفريقيا خلال فترة الغلاسنوست والبريسترويكا)، ثم التحق بمكتب وزير الدفاع في البنتاغون (حيث كان يعمل على قضايا السياسة العامة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي).

من أفريقيا إلى النرويج
وشملت مهام المبعوث الأميركي الأخرى العمل كدبلوماسي وحيد في ترومسو، النرويج (250 ميلاً شمال الدائرة القطبية الشمالية)، وكمسؤول أول في القطب الشمالي مكلف تنسيق رئاسة الولايات المتحدة لمجلس رئاسة القطب الشمالي. وكان أيضًا مساعدًا خاصًّا (للشؤون الأفريقية) لوكيل الوزارة للشؤون السياسية، ومسؤول المكتب النرويجي - الدنماركي، ومساعد مدير مكتب جنوب أفريقيا. وكانت فترة عمله الأولى في المنامة، البحرين.

حصل على الجائزة الرئاسية للخدمة المتميزة للعام 2010، وجائزة الخدمة المدنية المتميزة التي قدمها رئيس هيئة الأركان المشتركة، إضافة إلى العديد من أوسمة الشرف والاستحقاق والأداء الرفيع.

ومع تعيين نولارند مبعوثًا أميركيًّا إلى ليبيا، علاوة على مسؤوليته سفيرًا لبلاده، فإن مهامه ستتضمن التركيز على الأهمية التي توليها أميركا لدعم العملية السياسية الليبية التي ستتوج بانتخابات ديسمبر. كما «سيعمل عن كثب مع الشركاء الرئيسيين لتعزيز الجهود من أجل التقدم بالعملية السياسية إلى تحقيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر جنيف»، حسب مصدر مسؤول بالخارجية الأميركية.