سنُّ اليأس هو المرحلة العمرية التي ينقطع خلالها الحيض عن المرأة (من 45 ـ 55 سنة تقريبًا) وذلك بسبب توقف المبيض عن إنتاج هرمونات الأنوثة (الاستروجين)، ويكون من نتيجة ذلك معاناتهن من متاعب نفسية وجسمانية من أبرزها حدوث نوبات من السخونة أو «الصهد»، كما تصفها أغلب السيدات، أو فورات التورد (Hot Flushes)، وكذلك حدوث ضمور أو جفاف بأنسجة المهبل، وضعف نشاط المرأة الجنسي (وقد يزيد أحيانًا).

استئصال الرحم
ويقول سيد أستاذ التحاليل الطبية بالمركز القومي للبحوث، الدكتور عبد الباسط محمد: «إنَّ المرأة تتعرض لنفس هذه المتاعب تقريبًا إذا تم استئصال الرحم والمبيضان جراحيًّا لأسباب مرضية».
وقد وجد الباحثون أنَّ بعض الأغذية النباتية والأعشاب التي تحتوي على مواد لها مفعول مشابه لمفعول «الاستروجين» الذي يتسبب نقصه في حدوث متاعب سنِّ اليأس، ومن ثم فإنَّ إقبال المرأة في هذه المرحلة على تناول الأغذية الهرمونية بكميات كبيرة يمكن أنْ يعوِّضها عن نقص الاستروجين إلى حد ما، ومن ثم انخفاض متاعبها.

فول الصويا والبسلة
ويشير الدكتور عبد الباسط إلى بعض هذه الحبوب ومنها فول الصويا والحمص والبازلاء، وجميعها من الأغذية الغنية بمركبات الاستروجين الطبيعية، ولذلك تعتبر من الأغذية المثالية لتعويض نقص الاستروجين لدى المرأة في سنِّ اليأس.

ويمكن الاعتماد على فول الصويا كوسيلة طبيعية لمنع الحمل لاحتوائه على نسبة مرتفعة من مركبات الاستروجين (تحتوي حبوب منع الحمل على هرمون الاستروجين).
وبناء على ذلك أقول لكل امرأة تعاني متاعب ما بعد انقطاع الحيض عليكِ بتناول قدر وفير من الحبوب يوميًّا بخاصة فول الصويا والحمص والبازلاء والفول السوداني.

العرقسوس و الحلبة
ومن المشروبات المفيدة في ذلك ينصح أستاذ التحاليل الطبية بالمركز القومي للبحوث بتناول العرقسوس والينسون والشمر والحلبة.
وننصح بتناول أحد هذه الأنواع أو بعضها بصفة منتظمة مثل كوبين إلى ثلاثة أكواب من العرقسوس يوميًّا.

ويعتبر فيتامين (هـ) أهم فيتامين تحتاج إليه المرأة بعد انقطاع الحيض، وقد وُجد أنَّ تناوله بصفة منتظمة يخفف إلى حد كبير من نوبات السخونة (فورات التورد) التي تنتشر الشكوى منها بين النساء في سن اليأس، ويرجح العلماء أنَّ هذا المفعول يرجع إلى تنشيط إنتاج الهرمونات الجنسية (الاستروجين) من المبيض.

ويتوفر فيتامين (هـ) في غالبية أنواع الحبوب غير منزوعة القشرة بخاصة القمح، كما يوجد بوفرة في الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس، وفي غالبية الخضراوات الورقية، ولا مانع من تناوله كمستحضر دوائي باستشارة الطبيب.