Atwasat

حصاد القمح في أوكرانيا.. بين نقص الوقود والخوف من القصف

القاهرة - بوابة الوسط السبت 02 يوليو 2022, 06:33 مساء
WTV_Frequency

في ظل نقص الوقود وخطر القصف الروسي، يقف المزارعون الأوكرانيون وسط  حقول القمح الضخمة الخاصة بهم في جنوب شرق أوكرانيا متسائلين كيف سيتمكنون من حصاد محاصيلهم.

يقول المزارع سيرغي ليوبارسكي : «يبدأ الحصاد عادة في 15 يوليو، لكن الديزل باهظ الثمن، هذا إن وُجد». حصادته القديمة متوقفة في مزرعته في بلدة راي أولكساندريفكا الواقعة قرب مواقع تسيطر عليها القوات الروسية على الجانب الآخر من التل، على مسافة نحو 30 كيلومترًا غرب مدينة لوغانسك، وفق «فرانس برس».

يزرع ليوبارسكي 170 هكتارًا من الأراضي، ينتج معظمها القمح، لكن أيضًا الشعير ودوّار الشمس، وكلها حبوب ارتفعت أسعارها في الأسواق العالمية خصوصًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا التي تعتبر منتجًا رئيسيًا للقمح في العالم. لكنه أُجبر على ترك 40 هكتارًا بورًا.

استخدام الأرض لتخزين معدات عسكري
ويضيف المزارع: «لم نتمكن من شراء بذور الذرة لأن الحرب كانت قد بدأت» في نهاية فبراير، واستغرق وصول البذور المستوردة ما يصل إلى شهرين.

ويوضح أن الأرض غير المزروعة راهنًا: «يستخدمها الجيش جزئيًا لتخزين معدات عسكرية» فيما يشير إلى تلة قريبة ويقول: «انظروا، الجنود الروس هناك، على مسافة ثمانية كيلومترات». أما بالنسبة إلى القمح، فإن الوقت ينفد.

-  الحرب في أوكرانيا تدفع القمح لتسجيل سعر «غير مسبوق» بالبورصات الأوروبية
-  نقص القمح يثير مخاوف في العالم العربي بعد غزو روسيا لأوكرانيا

ويتابع ليوبارسكي: «يمكننا الانتظار حتى 10 أغسطس على أبعد تقدير، لكن بعد ذلك التاريخ، ستيبس الحبوب وتسقط على الأرض».

«المشكلة هي الحرب»
كذلك، يعتقد مزارع آخر هو أناتولي مويسينكو من البلدة نفسها، أن الأمور غير مؤكدة. ورغم أن لديه ما يكفي من الديزل لحصاد قمحه، فهو قلق من تقدم القتال.

ويقول: «المشكلة هي الحرب. هل سيكون الحصاد ممكنًا أم أن الصواريخ ستسقط مجددًا؟»، فيما كان جنود أوكرانيون يزيلون رأس صاروخ سقط على ما يبدو في حقله. ويضيف مبتسمًا أن الحصاد «يشبه إلى حد ما لعب البوكر».

في بلدة ريزنيكيفكا المجاورة، يعلم ياروسلاف كوخان أنه فقد بالفعل 40 هكتارًا من القمح التي يملكها. فعادة، يهتم ابنه بالحصاد، كما يقول، لأن هذا المتقاعد البالغ 61 عامًا لم يعد يستخدم الجرار الزراعي أو الحصادة.

انتفاضة شعبية في كييف 
لكن في العام 2014، ذهب ابنه للعيش في كراسنودار في جنوب روسيا، في السنة نفسها التي ضمت فيها موسكو شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عقب انتفاضة شعبية في كييف.

ويروي كوخان أن ابنه اعتاد المجيء بالسيارة مرات عدة في السنة لزرع القمح وإزالة الأعشاب الضارة ثم حصاده. لكن هذا العام «كان من المقرر أن يأتي إلى أوكرانيا في 25 فبراير، وهو اليوم الذي يصادف عيد ميلاده، لكن الحرب اندلعت في اليوم السابق»، كما يضيف.

لذلك لم يأتِ. ولو حصل ذلك لما كان بمقدوره العودة إلى منزل عائلته في روسيا لأن الذكور الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا لا يمكنهم مغادرة البلاد بسبب التجنيد العسكري.

ماذا سيحل بقمحه؟
يقول كوخان بحزن وهو ينظر إلى الحقل خلف منزله: «أعتقد أن عود كبريت سيفي بالمهمة». من جانبه، ما زال ليوبارسكي يأمل أن يتمكن من حصاد قمحه ويفكر في زهور دوار الشمس المقرر حصادها في سبتمبر، ويقول: «بحلول ذلك الوقت، آمل أن يكون قد حل السلام!».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«غوغل» تطرد 50 موظفًا احتجوا على صفقة مع «إسرائيل»
«غوغل» تطرد 50 موظفًا احتجوا على صفقة مع «إسرائيل»
أسعار النفط ترتفع والأسواق تترقب صدور بيانات أميركية غدا
أسعار النفط ترتفع والأسواق تترقب صدور بيانات أميركية غدا
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم