Atwasat

الفنانة التشكيلية حميدة صقر

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الأحد 24 أكتوبر 2021, 07:37 صباحا
WTV_Frequency

 الفنانة التشكيلية حميدة صقر

 «نوارة» تعيش أجواء الحرب

كنت قد طلبت معلومات من الفنانة (حميدة صقر) عن مسيرتها الفنية، وفيما كنت أنتظر إجابتها، وبحثي عما يثري سيرتها الفنية، وجدت بموقع الطيوب خبرًا مفاده أنها أعلنت عبر حسابها الشخصي انتهاءها من مشروع قصة، من خلال رسومها، التي نفذتها، بطريقة الكتب اليابانية القديمة بالحبر بتقنية (الليتوجرافيا) على الحجر. تتناول القصة حكاية فتاة وحيدة لوالديها، اسمها (نوارة) تعيش أجواء الحرب في حجرة مظلمة تمامًا، ولأنها فقدت الأمل، ومن بعد تأمل طويل ترسم، عبر العلم والمعرفة والثقافة، نافذة متخيلة خاصة بها عن آمالها وأيضًا آمال جيلها بطبشورة: «ليشرق عليها عالم جميل كما تحلم ويحلم به الأطفال من عمرها، عالم يملأه الأمل بإشراقة لحديقة الجمال والمرح والأمان في ظل فكر أراد أن يرتقي بنفسه وبالآخرين، لتكون الحياة آمنة ومستقرة وتسع الجميع». 

   نبوة لوحة «خوفتني» 

لا أعتقد أن أحدًا سبقها إلى تناول معاناة أطفالنا، عبر اقتتالنا، بهذه الرؤية الفنية، وأخذت بالفكرة مما جعلني أبحث عن معلومات عنها، وأعترف أن ما وجدته لم أعرفه من قبل، على الرغم من أن أحد أهم ما أُجري معها من حوارات، نفذته الإعلامية الشاعرة «حواء القمودي، عبر هذا الموقع:  http://http://alwasat.ly/news/art-culture/252254 وخلال الحوار نعلم أن لديها لوحة عنوانها «خوفتني» تصور أجسادًا تتكوم على بعضها و«السواد يغمر كل شيء كأنه لا أمل» أسمتها «الحرب الليبية» ورسمتها العام 2011، وكانت كنبوة تتحدث عما حدث، وهي «تصور مجموعة من البشر يموتون وهم يخوضون المعركة والمنتصر فيها لا أحد»، وهي اللوحة الأولى التي قررت أن أترك فيها كل الألوان وأتخذ من الأسود طريقًا لمسيرتي وأسلوبي الفني، وأنسبه إلى: «المدرسة الليبية الجديدة في الفن المعاصر ».

 العيون إذا تكلم صمتها!

ويتناول موضوع كتبه الأستاذ يسري عبدالعزيز، ونشره موقع طيوب في 5/5/2020 عنوانه (كلام العيون والشفاه في لوحات حميدة صقر) لعل مقدمته مهدت إلى عدد من لوحات الفنانة (حميدة صقر) تبرز مدى عمقها وقوة ملاحظاتها وتوظيفها فيما تبدعه فيقول: «إن قدرات المرأة على الحديث بعينيها وشفتيها دون أن تنطق بحرف واحد تفوق قدرات الرجل بمراحل. ربما ولأجل ذلك اختارت الفنانة التشكيلية «حميدة صقر» وجهي امرأتين في لوحتيها المرفقتين لتنطقهما بحديث الصمت… وإذا كنا جميعًا نعلم أن نظرات العين تنقل ما تنطوي عليه نفس صاحبها وأن قراءتنا لما وراءها لا تتم إلا برؤية هذه العين والتمعن في نظرتها. فماذا لو كانت هذه العين مغمضة كما في إحدى اللوحتين، هل يمكن لنا أيضًا وفي حالتها هذه أن نقرأ ما وراءها؟ سنرى إمكانية ذلك بمحاولة التواصل مع الخطوط البسيطة والعميقة في آن واحد والتي أنجزت الفنانة بهما لوحتيها واكتشاف ما وراء كل لوحة من خلال ما ينطق به وجه المرأة كما رسمته في كل لوحة منهما». والحقيقة أن لوحاتها، التي سنعرضها في هذا السرد تبرز بالفعل، هذه الرؤية، أعترف أنني لم أتمعن في عين رسمتها إلاّ والفكرة عما تريد إيصاله للمتلقي وصلني بوضوح ويسر بالغ، وتوافق تمامًا مع ما كتبه الأستاذ يسري عبدالعزيز. نحن، إذن، أمام فنانة قوية الملاحظة، وفوق ذلك قدرتها بالغة في رسم عيون الأنثى حينما تريد إيصال ما تريد ما يعتمل في خاطرها. وبالمناسبة تذكرت بيت شعر قاله المرحوم الدكتور الشاعر باقر سماكه، عندما طلبت منه حسناء في مدرج رفيق بكلية الآداب أن يتحفهم بواحدة من قصائده. ما أن جلس على المنصة حتى نظر إليها، وارتجل بيتا حفظته من حينها يقول: «إن العيون إذا تكلم صمتها *** خرست لديها ألسن الفصحاء».

المرتبة الأولى بمعرض إكسبو ببلجيكا

وبالتأكيد يصعب جدًا تناول أعمال مبدعة بحجم الفنانة (حميدة صقر) التي نالت جوائز عالمية منها المرتبة الأولى بمعرض إكسبو بمدينة (سبا) ببلجيكا، من بين فنانين تشكيليين مثلوا 14 دولة عربية وأجنبية، وكان ذلك بحضور عمدة مدينة سبا ببلجيكا، وعمدة مدينة (جوبيو) بإيطاليا، والعديد من الفنانين والمبدعين. وكُرمت، أيضًا، من إدارة الجائزة الدولية للفنون بمدينة (باليرمو) ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ.

والفنانة المبدعة حميدة المهدي سعيد صقر، وُلدت العام 1978 بطرابلس، ودرست الفن وتاريخه التشكيلي، وتحصلت على درجة البكالوريوس للفنون التشكيلية العام 1999-2000 في مجال (الرسم والتصوير) من كلية الفنون التشكيلية بطرابلس، وأكملت تعليمها العالي وتحصلت على الماجستير في الفنون التشكيلية في مجالها نفسه (الرسم والتصوير) من أكاديمية الدراسات العليا بطرابلس العام 2005. أستاذة بكلية الفنون بجامعة طرابلس، وتشارك بفعالية في معارض الفن التشكيلي المحلية والدولية وتسعى لإبراز الفن التشكيلي الليبي في مختلف مشاركتها.

 

الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر
الفنانة التشكيلية حميدة صقر

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
فوز آية ناكامورا بثلاث من جوائز «فلام» الموسيقية
فوز آية ناكامورا بثلاث من جوائز «فلام» الموسيقية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم