Atwasat

الفنانة الدكتورة إلهام الفرجاني

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الثلاثاء 04 مايو 2021, 08:36 صباحا
WTV_Frequency

الفنانة التشكيلية الدكتورة إلهام الفرجاني

لا أحد بمقدوره أن يقنعني أن الليبيين لا يهتمون تماما بالفن التشكيلي، وأنهم لن يدفعوا مبالغ كبيرة تستحقها لوحاتهم. نسبة عالية منهم يعرفون من هو بيكاسو، ويخطئ العديد من المثقفين عندما يقولون لك إن الليبيين لا يعرفون الرسام فان جوخ إلا لأنه قطع أذنه ومنحها لفتاة أعجب بها!

الأمر ليس كذلك على الإطلاق، كثيرون هم المهتمون بالفن التشكيلي، ولكننا لم نوليه إعلاميا الاهتمام الذي يستحقه، ولكن ما إن بدأت هذه البوابة في نشر هذه السلسلة عن بعض الرسامين العالميين، تمهيدا لتناول الفنانين

الليبيين، حتى وصلت إدارة البوابة الكثير من المواضيع عن الفن التشكيلي الليبي، وفوق ذلك لم يبخل علينا الفنانون الليبيون لا بلوحاتهم ولا بالمعلومات التي نريد توثيقها بالدرجة الأولى.

تجربتها العميقة والثرية والمتميزة في التعبير الفني تجاوزت الأطر الضيقة

من المصادفات العجيبة أنني اكتشفت أن لعائلة صديقة جدا لعائلتي وقريبة منها، وأن معرفتنا تجاوزت نصف قرن، ومع ذلك، وأنا الذي يفترض أن أعرف بحكم اهتماماتي، أن فنانتين نالتا الكثير من الجوائز وكتبت عنهما وسائل الإعلام العربية، من هذه العائلة الصديقة، فالفنانة الدكتورة إلهام صالح الفرجاني، هي ابنة شقيق صديقي محمد، وأخيه المرحوم يوسف الفرجاني؛ وأن مؤهلها العالي نالته في الفن التشكيلي، وهي تعد من الفنانات الليبيات العالميات.

قيل عنها إنها «نبشت في مصادر التاريخ والحضارة الليبية، لتعد مشروعها أكاكوس، وتوظف بداية الحضور البشري في ليبيا، ورسوماته البدائية، الموغلة في التاريخ في أفكار تشكيلية تحاكي تلك البدايات الإنسانية»، وقيل أيضا عنها إنها «هدوء يضج بألوان الحياة وصخب ينبش واقع الفكرة ويؤسس عمق الانتماء والإنسانية والعطاء المشترك».

«سينوغرافي» يعني مصمم متخصص في تصميم جميع العناصر البصرية للعرض المسرحي.

درست إلهام الفرجاني الفنون التشكيلية في جامعة طرابلس بليبيا ومن بعد أن نالت البكالوريوس توسعت في دراستها، ونالت عن رسالتها «تجريد الحرف العربي» درجة الماجستير من أكاديمية بلغراد للفنون الجميلة. ثم نالت درجة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عن رسالتها «استلهام السمات الفطرية في إبداعات فن التصوير المعاصر». تتميز بأعمالها التشكيلية، فتحول المشهد الواقعي إلى انطباعات تعبيرية تجذب انتباه المتلقي نحو إيحاءات اللوحة. كُتبت عنها مقالات إعلامية ونقدية متنوعة معظمها تناول موهبتها بأسلوب نقاد متخصصين في الفن التشكيلي، ولا أخفي عليكم أنني تعلمت بعض المصطلحات، التي سأضع يوما ما رجلا فوق رجل وأتحدث في جمع مبارك بأسلوب الناقد الفني المقتدر، وأوظف هذه المصطلحات الفنية التي لم أعرفها من قبل، مثل «سينوغرافيا» ومنفذها «سينوغرافي» يعني مصمم متخصص في تصميم جميع العناصر البصرية للعرض المسرحي. الكاتبة اللبنانية ضحى عبدالملك تقول عن لوحاتها إنها «ذات طابع حكائي لتصوير الحدث الأساسي المبني على قوة الحدس التي تثير نوعا من التعاطف مع الألوان الباهتة، التي تمنحها من الضوء نوعا سينوغرافيا بتبسيط تشكيلي تفصل به المعنى عن المبنى، وتجمعه في تعابير تمتلك في بواطنها تصويريات تستفز المشاعر وتتركها في حالة دهشة...». وهو ما لا أستطيع أن أقوله بأكثر من أن أعمالها رائعة حد الدهشة.

وتقول أيضا: إن «معاني المأساة في لوحات الفنانة إلهام الفرجاني تجعلك تشعر أنك خرجت مع المعنى الضوئي الذي تستنبطه بالنصر متحررا من كل ما سبق، فتشعر بنشوة جمالية حسية لتستطلع بقايا التفاصيل التي تشدها بالظل».

«السمبوزيوم» الذي يعني تجمعا دوليا لمجموعة من الفنانين تحديدا النحاتين، فيما يشبه ورشة عمل

وكتبت الكاتبة الناقدة بشرى بن فاطمة بجريدة «فنون الخليج»، يوم 5/12/2016 تقول: «عُرف التعبير الفني بأنه حالة تغير دائمة البحث والتوسل المعرفي والنبش الداخلي في الأعماق الساكنة الصاخبة والمتأملة لتناقضات الواقع والحلم الماضي والحاضر الصامت والصاخب، فهو فكرة استشرافية مجددة وفعل ثوري يتطلع نحو التميز والعمق التعبيري، حالة تفكيكية.. الرؤى والظواهر تحاكي جمالا ومحبة وإنسانية فاعلة في الحياة…».

وعن الفنانة التشكيلية الليبية إلهام الفرجاني، تقول: «تجربتها العميقة والثرية والمتميزة في التعبير الفني تجاوزت الأطر الضيقة وفتحت آفاقا أرحب جغرافيا ونفسيا وفكريا، فقد صقلت تجربتها بكل ما تحمل من وعي وحنين وذاكرة ومعارف وتنقلات ومشاهد وروح ومحبة وحواس وحماس مزيج عناد حياتي متشعب التفاصيل والرموز...».

ومن هذه الفنانة عرفت معنى «السمبوزيوم» الذي يعني تجمعا دوليا لمجموعة من الفنانين تحديدا النحاتين، فيما يشبه ورشة عمل لإبداع أعمال نحتية معتمدين في الخامة على ما يتوافر في الطبيعة والبيئة التي يقام فيها التجمع. وعرفت أيضا أنه كان أحد أهم مشاركاتها الفنية.

وأن مشاركتها، مثلما تقول، في سمبوزيوم معتقل الخيام سنة 2002: «صقل تجربتها ومنحها حضورا مختلفا أثرى مدركاتها الحسية والرؤية الجمالية للألم الذي تحكيه الزنازين والحجارة والأسلاك والرائحة والمكان ووحشية التذكر ووجع الخيال، كل هذه التداخلات حفزت الفرجاني لاحتواء أحاسيسها وتفجيرها بأسلوب تعبيري تجريدي فهي ترى في هذه التجربة قربا جعلها أمام واقع أوقفها على المحك مع حواسها، فقد منحها المكان شعورا حقيقيا بانتصار الإنسان والحق، معتبرة أن أطر الحدث الحقيقية تتجاوز دور الفرجة على الأحداث ومتابعتها على التلفاز، فرؤيتها واقعا مزج القوة والشجاعة لأن المشاركة حولت الفنانين إلى المحاربين ومنحتهم نشوة الانتصار التي انعكست على المنجز الفني صادق التعبير عن مرارة ووحشية، عن تعذيب وألم، دون أن يستثني الأمل والحرية والنصر والبقاء. وتعتبر إلهام الفرجاني أن حضورها في هذا السمبوزيوم منحها الكثير، لأن لقاء فنانين تشكيليين من مختلف أنحاء العالم ومشاركتهم الإحساس والرؤية والوجع وانعكاس المكان على حواسهم وتمعن تجاربهم، أكسبها معارف وطاقة وصداقات وعمق إنسانيتها وأكسبها فخرا أن تمثل وطنها في تجربة كهذه.

الحديث عن المسار الفني للفنانة إلهام الفرجاني ثري وحافل بالأنشطة والمشاركات التي مثلت فيها بلادها، ودفعت طلبتها للخلق والتميز ووجهتهم نحو الفن بجدية التعبير، وانطلاق يقف في وجه العتمة بإنسانية تسكنها ووطنية ثائرة نحو البناء وهزم كل العوائق.بقي يتعين التنويه أن تسمية اللوحات من إجتهاد المعد

"الشبردق" والرمز الواضح
"الشبردق" والرمز الواضح
طفولة
طفولة
جماهير ملونة
جماهير ملونة
نقوش الكهوف بدايات الفن العالمي
نقوش الكهوف بدايات الفن العالمي
التاريخ وفن النقوش
التاريخ وفن النقوش
الحداثة والنقوش التاريخية
الحداثة والنقوش التاريخية
الفنانة الهام الفرجاني في استراحة مثابر
الفنانة الهام الفرجاني في استراحة مثابر
وجوه ليبية
وجوه ليبية
نقوش التاريخ باتساع السماء
نقوش التاريخ باتساع السماء
الزخرفة والنقوش حكايات تاريخية
الزخرفة والنقوش حكايات تاريخية
عندما يؤخذ المبدع بتاريخ الفن التشكيلي
عندما يؤخذ المبدع بتاريخ الفن التشكيلي
تفصيلة من لوحه نقوش باتساع السماء
تفصيلة من لوحه نقوش باتساع السماء
النقوش والزخارف على طول التاريخ
النقوش والزخارف على طول التاريخ
بدع الزخرفة
بدع الزخرفة
الزخرفة والنقوش في عمق التاريخ
الزخرفة والنقوش في عمق التاريخ
الدكتورة الفنانة في مرسمها
الدكتورة الفنانة في مرسمها
للفن عدة وجوه
للفن عدة وجوه
النقوش فن مؤغل في التاريخ
النقوش فن مؤغل في التاريخ

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم