Atwasat

دراما النصف الأول.. إنتاج ضخم لأعمال دون المستوى

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 30 أبريل 2021, 12:05 مساء
WTV_Frequency

كما يتحلق الليبيون في شهر رمضان على مائدة الإفطار، تبقى في المقابل عيونهم معلقة على شاشة التلفاز في انتظار عصارة مائدته البرامجية، التي يبدأ السباق إليها سنويا في ركض ماراثوني، قد يصل بالمنتج إلى سدة العرض، لكن بضريبة مؤلمة على مستوى النص والإخراج والتمثيل، ويبقى السؤال، ما معيار هذه الاختيارات؟ وهل المال وحده هو سيد الموقف؟ وهل اختلف إيقاع الموسم الحالي عن سالفه وغير قليلا من بنية المعادلة؟

«بوابة الوسط» رصدت انطباعات الجمهور وآراءهم حول تلك الأعمال التي جاءت على النحو التالي.

شط الحرية
يرى الصحفي عبدالرحمن اطبيقة أن العمل الدرامي الكوميدي «شط الحرية 3»، اختزل عناصر برامج المائدة الرمضانية بمختلف أشكالها وأنواعها، وكان الأقرب شعبيا للمتلقي الليبي، وحقق إعجابا ملموسا على الصعيد العربي، بحسب الانطباعات المكتوبة والآراء الواردة في صورة تقارير إعلامية متلفزة، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ورجح اطبيقة أسباب تميزه في كون «الشط» خاطب وجدان المتلقي بشكل مباشر وعفوي، دون الحاجة لكثير من الدعاية و«البروباغندا» التجارية، كما انتهج القالب الشعبي، في مشاهد فكاهية ساخرة، تجسد حقيقة الواقع الذي شابته النزعة المادية، وأضرت بمتانة النسيج الاجتماعي في الريف وخصوصيات الطابع المدني، وعالج في إسقاطات رائعة تقاعس وتخاذل من هم على سدة السلطة وصنع القرار في بلادنا، عن حقوق ومصالح المواطن واندفاعهم الأناني المحموم نحو سرقة المال العام.

وأضاف أنه كعمل فني متواضع الإمكانات يطرح علامات استفهام حول من كانوا يحتجون على غياب الدعم، ويلحق الحرج بمسلسلات صرفت عليها أموال طائلة، ومع ذلك لم تحقق النجاح المطلوب، عدا أنها أنتجت نشازا لا يرتقي لمستوى العمل الدرامي، ولم تحقق أي قيمة تحفظ ماء وجه داعميها.

وفي تأكيده على وجهة نظر اطبيقة، يلمس فتح الله السعداوي، رئيس منتدى السعداوي، ذات المعضلة وهي بحسب قوله الميزانية الضخمة في مقابل مضمون متدن. ويرى المهندس مروان مبارك كمتابع ومهتم بما يقدم على المائدة التلفزية الليبية أن جل الأعمال لا تعكس موضوعيا الواقع الاجتماعي الليبي، تراثا وتاريخا، بل ويجنح بعضها إلى جهوية واضحة ومدينة بعينها، معللا ذلك بتوافر إمكانات مادية لإنتاج بعضها في الخارج، وهو في حد ذاته يضع علامة استفهام تتطلب توضيحا من المسؤولين عن الإعلام والثقافة في بلادنا، ومن جهة أخرى الانقسام والتشظي داخل الوطن خلال السنوات العشر الماضية، انعكس سلبا على الإنتاج الثقافي خصوصا المسلسلات المرئية كما ونوعا، وكرس كثيرا لهذه الرداءة.

أزمات متعاقبة
وشخص الكاتب والباحث خالد السحاتي واقع الدراما المحلية في كونها تعاني منذ سنوات قلة الدعم المادي، وأنهكها أيضا تعاقب الأزمات التي شهدتها الدولة، «خصوصا بعد العام 2014» ما انعكس بشكل واضح على أداء القطاع. وأضاف: «هذا العام نرى استمرار ذات المشكلة، وهي كما ذكرت مزمنة، لها أسباب متشعبة ومعقدة، لا يتسع المقام لذكرها، يظل أبرزها كما ذكرت قلة المخصصات المالية، وندرة شركات الإنتاج المحلية». وكذا إشكالية موسمية العمل الدرامي، فمعظم ما ينجز يتم إنتاجه قبل شهر رمضان المبارك بفترة قليلة، وهذا له ضريبته الباهظة على مستوى الأداء والجودة، فالفنان لكي يتمكن من أدواته يحتاج إلى ممارسة العمل بشكل متواصل، وإلى دورات تدريبية بصورة دورية، وإلى دعم وتشجيع مادي ومعنوي».

ويسجل السحاتي إعجابه أيضا بمسلسل «شط الحرية 3»، الذي رأى فيه النموذج الجامع بين جودة النص ومهارة الأداء ما جعله يتصدر قائمة الأعمال المتميزة، حسب تعبيره، بحكم تمكنه من تشخيص الواقع الليبي بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا ينسى الإشارة إلى وجود أعمال أخرى بذلت جهود كبيرة لإنجاحها، منها: مسلسل «الغربال»، و«العشم»، وغيرها.

وأكد الصحفي نجيب بن عيسى على التطور الملحوظ في تقنية التصوير والرؤية الإخراجية لدراما رمضان الحالي، إلا أن النصوص ليست متوازية مع هذه الرؤية، إذ ما زالت تفتقر إلى عمق الطرح ونضوج الفكرة، وهو ما جعلها تقع في فخ التسطيح.

وأضاف المفتش التربوي خليفة العجمي إلى ملاحظة نجيب إشكالية التصنع لدى بعض الممثلين، التي تحيلك إلى أن الفنان يشارك بدوافع مادية صرفة أبعدته كثيرا عن أجواء المعايشة الحقيقية للشخصية وقذفت به خارج المجال النفسي للعمل.

غسق
ويتقاطع مع هذه الرؤيا وصف الطالب محمد عاشور أداء الفنان حاتم الكور لشخصية «فضيلة قلب الأسد»، إذ جانبه الحظ بسبب تكرار الموضوعات وتقمصه دور فتاة تعيش حياة فوضوية لا تطرح أي وجهة نظر وخالية حتى من روح الكوميديا، كما أخفق الفنان اصيل بحير في مسلسل «صاير صاير» من حيث بقاء أدواره في ذات الإطار وتقوقعه في بعد اجتماعي واحد.

ومن زاوية أخرى يرى محمد في مسلسل «غسق» نجاحه في تجسيد إسقاط داعش كخطر هدد الوجود الإنساني وتعارضه أساسا مع فكرة ومعنى الحياة ذاتها. ويلحق الطالب يوسف ماضي رأيه بالخصوص أن العمل قدم تقنية تصويرية عالية تضعه في مستوى الدراما المعروضة على الفضائيات العربية. وتقول سمية حدود، طالبة دراسات عليا في النقد الأدبي، إن «غسق» يمثل لها الأفضل خصوصا فيما يتعلق بجودة الإنتاج وقدرته على عكس مضمون العملية العسكرية «البنيان المرصوص» التي أطاحت داعش.

وتلفت سمية النظر إلى غياب المسلسل الديني الذي يفرض وجوده أجواء رمضان الروحية، كما تعتبر أن اللافت هذه السنة وجود «النص الجنوبي» المتمثل في مسلسل «أغرم» الذي يجسد ثقافة الطوارق، وتميزه بتقديم اللغة التارقية إلى جانب لغة الهوسا، عدا ذلك ترى حدود بعض الأعمال تعاني من ضعف النص وأداء ممثليها على الرغم من تصنيفهم ليبيا في خانة النجوم، ويبدو الحوار فيها مبتذلا يصل إلى حد التهريج، وهنا يطرح السؤال حول غياب الرقيب الذي سمح لبعض الكتاب الاستخفاف بذائقة المشاهد، أيضا إصرار بعض المخرجين لتكرار نفس الأفكار وتقديم العمل حتى ولو كان خاليا من المضمون.

دراما رمضان (بوابة الوسط)
دراما رمضان (بوابة الوسط)
نجيب بن عيسى، صحفي (بوابة الوسط)
نجيب بن عيسى، صحفي (بوابة الوسط)
الصحفي عبد الرحمن اطبيقة (بوابة الوسط)
الصحفي عبد الرحمن اطبيقة (بوابة الوسط)
فتح الله السعداوى، مدير منتدى السعداوي (بوابة الوسط)
فتح الله السعداوى، مدير منتدى السعداوي (بوابة الوسط)
الطالب يوسف الماحي (بوابة الوسط)
الطالب يوسف الماحي (بوابة الوسط)
مروان مبارك، متابع ومهتم (بوابة الوسط)
مروان مبارك، متابع ومهتم (بوابة الوسط)
الطالب محمد عاشور (بوابة الوسط)
الطالب محمد عاشور (بوابة الوسط)
الفنان حاتم الكور في دور فضيلة قلب الأسد (بوابة الوسط)
الفنان حاتم الكور في دور فضيلة قلب الأسد (بوابة الوسط)
الكاتب والباحث خالد الحاسي (بوابة الوسط)
الكاتب والباحث خالد الحاسي (بوابة الوسط)
خليفة العجمي، مفتش تربوي (بوابة الوسط)
خليفة العجمي، مفتش تربوي (بوابة الوسط)
سمية حدود، طالبة دراسات عليا في نقد السرد (بوابة الوسط)
سمية حدود، طالبة دراسات عليا في نقد السرد (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم