Atwasat

«أليفيا 2053» فيلم عن «قدر الاستبداد» في «بلد عربي خيالي»

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 29 أبريل 2021, 10:40 صباحا
WTV_Frequency

حصد فيلم «أليفيا 2053» التحريكي اللبناني أكثر من ثمانية ملايين مشاهدة على «يوتيوب» خلال خمسة أسابيع، ويكمن سر الإقبال على هذا العمل الذي يتمحور على دولة عربية خيالية مستقبلية تعاني «قدر الاستبداد»، على الأرجح في أن المستخدمين من بلدان كثيرة أسقطوه على واقعهم.

ففي العمل الممتد على 60 دقيقة، يتابع المشاهدون «فيلم إثارة بتقنية الرسوم المتحركة تدور أحداثه العام 2053 في جمهورية أليفيا، البلد العربي الخيالي الذي تسوده الفوضى»، وفق «فرانس برس».

ويتولى الحكم في هذه الجمهورية علاء ابن إسماعيل آل ألف المعروف بألف الثاني (يؤدي دوره بالصوت الممثل اللبناني خالد السيد)، وهو «قائد أليفيا الأبدي وزعيم الأليفيين والحارس الأمين لحكم سلالة آل ألف»، على ما يعرف عنه الملف.

وراثة السلطة
ويقول صاحب فكرة «أليفيا 2053» ومؤلفه اللبناني ربيع سويدان إن الفيلم الذي يتسم بالحركة والإثارة «ليس حقيقيا بل هو صادق. خيالي ولكن ينطلق من الواقع، وهو توصيف لواقع اجتماعي» موجود في البلدان العربية.

ويتابع المشاهد في العمل الذي يصفه منتجوه بأنه أول فيلم رسوم متحركة عربي من نوع الديستوبيا (أدب يتناول مجتمعا خياليا فاسدا)، مجموعة شخصيات بينها «اليد اليمنى» للحاكم ورجل ثقته، والابن المهيأ «منذ ولادته» لوراثة السلطة، والمسؤول الديني الذي يسوق للزعيم، وكذلك الشعب المقموع الذي تعتمل الثورة في صفوفه، وصولا إلى المغلوب على أمرهم أو المعميين داخل المنظومة الذين ينتهي بهم الأمر إلى الانقلاب عليها.

والحاكم ألف الثاني «حرف ساقط» بالنسبة إلى المعارضين الذين يثورون عليه، ويطيحونه في نهاية المطاف.

ويستعيد الفيلم الذي أخرجه جورج أبو مهيا بعض مشاهد تذكر بأحداث شهدتها الدول العربية، ومنها إسقاط تمثال الزعيم واقتلاعه بالحبال، وشعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذي بات لازمة لكل الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة خلال العقد المنصرم.

ويؤكد سويدان أن الواقع الذي يتمحور حوله الفيلم ليس مستوحى من نموذج واحد، فـ«العالم أصبح قرية صغيرة، والوضع يتشابه في أكثر من مكان». ويقول: «قد يكون أليفيا البلد الثالث والعشرين في الجامعة العربية».

وأنتجت شركة «سبرينغ إنترنتينمنت» اللبنانية هذا العمل، فيما تولى استوديو الرسوم المتحركة «ماليل آرت بروداكشنز» في مدينة أنغوليم الفرنسية «تنفيذ الجوانب التحريكية الصعبة»، بحسب سويدان الذي يؤكد أن «أكثر من 70 في المئة من العمل نفذ في لبنان ومن خلال لبنانيين».

تخيل المستقبل لا الماضي
ويوضح أن فكرة الفيلم التي نشأت في مطلع العام 2017، انطلقت من أن «ثمة دائما ميلا في العالم العربي إلى تخيل ما يمكن أن يكون حصل في الماضي، ولكن لا يوجد أي عمل مسرحي أو سينمائي يتخيل كيف سيكون العالم العربي في المستقبل». ويضيف: «بدأت فكرة الفيلم بتساؤل عما سيكون عليه العالم العربي بعد 20 أو 30 سنة».

وبعد أكثر من شهر على إطلاقه عبر «يوتيوب» في 21 مارس الفائت، تخطى عدد مشاهدات الفيلم الناطق باللغة العربية الفصحى ثمانية ملايين، في زمن أصبحت فيه منصات الإنترنت بديلا عن السينما بسبب الجائحة.

ويرى سويدان في ذلك «دليلا على أن الفيلم يعكس ما يفكر به الناس. كل واحد يراه من منظوره ويجد نفسه ومجتمعه فيه».

ويعتبر الناقد السينمائي إلياس دمر أن «عرض الفيلم على الإنترنت، خصوصا بالمجان عبر يوتيوب، في زمن بات المحتوى محصورا بالعالم الرقمي وبمنصات الفيديو على الطلب، يشكل عاملا مهما في الإقبال عليه، لكن الأساس هو القصة». ويضيف: «صحيح أن قصة شعب يثور على حكم ظالم استبدادي غير جديدة، وتطرقت إليها أفلام عالمية كثيرة، لكن الإقبال على الفيلم يعود حتما إلى أنه يحاكي الواقع العربي، وقد اتسعت دائرة مشاهديه بالتواتر، وهذا أهم مصدر لنجاح الأفلام».

بدون قيد
وقبل هذا الشريط التحريكي الروائي الطويل كان سويدان وزميله مروان حرب حققا العام 2017 نجاحا واسعا عبر الإنترنت أيضا من خلال «بدون قيد»، وهو أول مسلسل لبناني سوري رقمي تفاعلي عرض على المنصات الرقمية، وفاز بعدد من الجوائز العالمية. ويقول سويدان: «أردنا شيئا جديدا ومميزا هذه المرة، من خلال الرسوم المتحركة».

ويلاحظ دمر أن الشريط «جذاب على مستوى الإخراج والتنفيذ التحريكي، مع أنه لا يعتمد أضخم تقنيات أفلام الرسوم المتحركة، إذ هو بتقنية ثنائية الأبعاد لا ثلاثية». ويرى أن «من الصعب جذب جمهور البالغين إلى الأفلام التحريكية التي تتوجه عادة إلى الصغار، لذا يشكل هذا الشريط علامة فارقة في عالم أفلام الصور المتحركة العربية».

ومع أن «أليفيا 2053» فيلم «ذو طابع سوداوي»، حسب ملفه الصحفي، فإن مشهده التحريكي يستعيض عن «اللون الأزرق المائل إلى الرمادي القاتم المألوف في أفلام الديستوبيا»، على ما يشرح سويدان، «بلون مائل إلى الرمل والصحراء، وكأن اللون والحياة مخطوفان».

لكن الألوان تعود في المشهد الأخير، لأن «الأمور لا يمكن أن تبقى مظلمة»، بحسب صاحب العمل. ويقول: «ما يريده هذا الفيلم هو ألا يكون المستقبل أسوأ من الماضي والحاضر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم