Atwasat

البوسيفي يحاضر عن سيرة الفقيه أبوسيف

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الثلاثاء 13 أبريل 2021, 02:03 مساء
WTV_Frequency

ألقى الكاتب محمد الهادي البوسيفي، بقاعة دار الثقافة والفنون بميزران، محاضرة عن حياة وآثار الشيخ أحمد بن علي أبوسيف، عبر وقفات اختارها الباحث لمناسبة صدور كتابه «من رجالات القلم والسيف» الذي سلط فيه الضوء على سيرة الفقيه أبوسيف.

وتطرق البوسيفي في ورقته إلى ثلاث مراحل عاصرها الشيخ، وهي أواخر مرحلة حكم الأسرة القرمانلية «1711 - 1835» وبداية العهد العثماني الثاني «1835 - 1911» ومعاصرته الحركة السنوسية «1742 - 1878» متناولا في هذه الثلاثية خصائصها الاجتماعية والسياسية والدينية وكيف أسهمت في تشكيل رؤى أحمد بن علي الفكرية وأثرها في سلوكياته وثقافته، إضافة لكونها مفتاحا مهما لفهم الكثير من القضايا التي تخص حياة هذا الداعية.

وتوقف المحاضر عند أبعاد العلاقة التي جمعت الشيخ أبوسيف مع الإمام محمد بن علي السنوسي، وكان لمرافقة الأول للسنوسي الكبير برفقة مجموعة من الشيوخ، أثر في تنامي الدور الدعوي، والجهادي، والفكري لهذه الحركة، ويستشهد الباحث بما أورده بعض المؤرخين مثل محمد الطيب الأشهب وغيره عن بدايات وامتدادات الرفقة التي جمعت هذا الشيخ، من قبيلة أولاد أبوسيف بالجبل الغربي من إقليم طرابلس، بمحمد السنوسي بعد تأسيس هذا الأخير للزاوية البيضاء، ثم انتقاله معه إلى الجغبوب ليصبح من كبار العلماء الذين تولوا عملية تدريس الطلبة في المعهد الذي تم تأسيسه هناك.

وأشار البوسيفي في باب حديثه عن أولاد الشيخ وعائلته إلى أنه بعد غزو الإيطاليين للجغبوب 1926 اعتقل ابنه أحمد ضمن حملة شرسة وأودع بسجني «عين الغزالة» و«درنة» ومنه إلى معتقل «العقيلة» ثم تلحق به أسرته المتكونة من 16 شخصا ليواجهوا سنوات مريرة من العذاب.

غرسياني والشيخ
وسرد المحاضر جانبا من المواقف التي تعرض لها الشيخ أحمد الابن في سيرته الحافلة بالأحداث، خصوصا فترة الاعتقال وشجاعته في تلك المواجهات، منها على سبيل المثال استدعاء غراسياني له في رواية دونها السيد فرج عبدالكريم هيبة الغرباوية، نقلا عن شقيقه محمد، الذي يعمل كمترجم في «معتقل العقيلة»؛ بحكم إجادته اللغة الإيطالية، بقوله: «أنه ذات يوم -أثناء عملي- قدم الجنرال (غرسياني) للمعتقل، واستقبلته مجموعة من الضباط، وبمجرد أن أنهى الحديث معهم طلب إحضار الشيخ أحمد أبوسيف، وقد كلفني أحد الضباط بإحضاره إليهم، عندما دخلت على الشيخ أحمد أبوسيف وجدته كعادته ممسكا بالمصحف الشريف ويتلو في آياته، أبلغته أن الجنرال غرسياني قدم للمعتقل وطلب إحضارك، قفل المصحف وسار معي بخطوات ثابتة، كان غرسياني جالسا على كرسيٍ وبجانبه عدد من الضباط، وعندما رأى الشيخ أحمد أبوسيف قادما غير من جلسته بوضع رجله فوق الأخرى، ووجه كلامه للشيخ قائلا: يا أحمد أريد منك أن تخبرني عن أعداد أحباس أوقاف السنوسية، وعن مخازن التموين، ترجمت للشيخ ما طلبه غرسياني، وكنت حريصا على معرفة ردة فعله، التي جاءتني في إجابته الواثقة بقوله: قل له لا أعرف شيئا عن هذا الموضوع.. وتجهم وجه غرسياني من سماع هذا الرد الجاف، وأمرني بصوت أجش أن أرجعه إلى مكانه».

وألمح الكاتب إلى أن الشيخ أبوسيف الأب خلال مسيرته العلمية تولى التدريس بزاويتي «مسوس» و«عين مارة» واستقر في آخر حياته بالجغبوب حتى سفره للحج، وبعد سنين خصبة دامت أكثر من 35 عاما، كرَّسها للدعوة والجهاد، توفي بالمدينة المنورة 1878م كما كان يمني نفسه، ودفن في مقبرة البقيع.

جمهور محاضرة الكاتب محمد الهادي البوسيفي (بوابة الوسط)
جمهور محاضرة الكاتب محمد الهادي البوسيفي (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
فوز آية ناكامورا بثلاث من جوائز «فلام» الموسيقية
فوز آية ناكامورا بثلاث من جوائز «فلام» الموسيقية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم